تتعرض الآثار المصرية يوميًا للكثير من التعديات، وربما تكون تلك الانتهاكات مقصودة أو غير مقصودة، ولكن النتيجة هو تهديد للثروة الحضارية بالزوال مع مرور الزمن، ولا يمكننا اللوم فقط على الجناة، فربما يكون تقاعس المسئولون عن عمهلم مشاركة ضمنية فى الجريمة. رصدت «الأهرام العربي» في جولة جديدة معاناة الآثار الإسلامية التاريخية في شوارع القاهرة، بالتحديد فى منطقة الغورية بالمرور بحارة «خوش قدم» المتفرعة من شارع المعز لدين الله، بقسم الدرب الأحمر، كانت هناك مأسأة جامع "الأفخر" الشهير بجامع " الفكهانى" لدى الأمانة العامة للآثار والمسجل أثر رقم 109. لحظة من الهدوء والصمت المذهل تنتابك عند الرؤية الواقعية للمكان، فالذكريات التاريخية قد طمس معالمها الأهمال الشديد، تكدس البائعة الجائلين يحيط بك هنا من كل الجهات، حتى الأسوار ودرجات المصعد لم تنجو من المأسأة، فهناك محاولة واضحة لتشويه الملامح الجمالية والإبداع الزخرفي، لذا حاولنا الإتصال بالدكتور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ولكن لم نجد «أجابة»!!. تم إنشأه مسجد الأفخر الشهير بالفكهاني فى عهد الخليفة الفاطمي الظافر بنصر الله أبو منصور إسماعيل بن الحافظ لدين الله سنة 543 ه (1148م)، ويقع حاليا بشارع المعز لدين الله، وبنى بأسفله حوانيت فكان من الجوامع المعلقة، وقرر به دروساً لتحفيظ القرآن الكريم يقوم عليها فقهاء ومعلمين.. وفي القرن الخامس عشر الميلادي (أواخر التاسع الهجري) اهتم الأمير المملوكي يشبك بن مهدى أحد أمراء السلطان قايبتاى (1468 -1496م) بترميم الجامع وزخرفته أزال من حوله المباني التي كانت تحجبه. وفى سنة 1736م (1148ه) كان الجامع قد أوشك على التهدم فقام الأمير أحمد كتخدا مستحفظان الخربوطلى بهدمه وأعاد بناءه من جديد. وقد تبقى من الجامع الأصلي الفاطمى الذي بناه الظافر مصاريع البابين الغربى والشرقى، فقد كان عليها حشوات محفورة بزخارف نباتية تعرضت للتلف الشديد، وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بترميمها سنة 1919. كما تبقى من الجامع الأصلي مداميك من الحجر تعلو الباب الغربي كتب عليها بالخط الكوفي: "لا اله الا الله محمد رسول الله" وجعله مُعَلقا تحته حوانيت، الجامع الحالي يُصعد إليه بدرج من كل بابيه الغربي والشمالي ،و يتوسط الجامع صحن مغطى بسقف يتوسطه منور مثمن الشكل، ويحيط بالصّحن أربعة أروقه اكبرها رواق القبلة وهو الرواق الشرقي تخلو جميعها من الزخرفة المحراب مجوف مكسو بالرخام. تتوسط المحراب بلاطة من القاشان عليها عبارة "ماشاء الله 1141ه". أشرف على إعادة بناء الجامع الشيخ عثمان شلبي شيخ طائفة العقادين .. وألحق بالجامع سبيلا يعلوه كُتاب كما بنى بجواره وكالة وسوقا لتجارة الفاكهة .. فعرف الجامع باسمه الحالي الفكهانى. وتعود تسمية المسجد بالفكهاني، أن صوفيا ذهب إلى أحد الأشخاص وكان بائعا للفاكهة، واشترى منه قنطاراً من الفاكهة، وطلب منه أن يوزع منها لكل من يطلب وفاء لنذر نذره، وراح الرجل يوزع الفاكهة للغادين والرائحين طيلة النهار دون أن ينفذ القنطار، وفى آخره اليوم جاءه الصوفى يطلب ما تبقى من قنطاره، فوزنه الحانوتى فوجده قنطارا لم ينقص خردلة، فقال الصوفى له وكذلك يكون مالك إن قمت بتعمير هذا المسجد لن ينقص منه درهماً، ففعل الرجل وقام بتعمير الجامع الذي أصبح معروفا بجامع الفكهانى.