يعود إهتمام المسلمين بشهر رمضان الكريم إلى إنه شهر الخير والبركات، حيث الصوم والصلاة وقراءة القرآن، وفيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفّد مردة الشياطين ويسعد فيه المسلمون أكثر من أي وقت آخر طوال العام، وفي العادة يتعامل المسلمون مع هذا الشهر من منطلق إنه شهرالبر والتواصل فيما بينهم،ولكن بالإضافة إلى الفروض والطاعات التي يدعو الدين الإسلامي إلي الإلتزام بها خلال الشهر المبارك، تفرض الثقافات المختلفة عاداتها وتقاليدها على سلوكيات المسلمين فى شهر رمضان،ولكل شعب عادة تميزه عن الأخر ،قد ينفرد ب'أكلة' أو"مشروب " من واقع التراث الثقافى لهذا البلد ،وحين يجتمع مزيج من هذه العادات والتقاليد المختلفة فى بلد واحد فهو بلا شك إثراء لهذا البلد، ومصر تعتبر من أكثربلاد الوطن العربىو الإسلامى،التى تتميز بالتنوع الثقافى والحضارى فهى حاضنة لغالبية الثقافات العربية و الإسلامية إن لم تكن كلها . المصريين يستقبلوا رمضان بفرحة عارمة المصريين إعتادوا قبيل أيام من قدوم الشهر المبارك أن يقوموا بشراء الياميش والمكسرات والبلح وقمر الدين وغيرها من المستلزمات الرمضانية بالإضافة إلى الفانوس الذى يعد بمثابة إعلان شعبى على قدوم الشهر الكريم حيث تشهد الأحياء والأزقة في مصر على إختلاف مستوياتها ظاهرة تزيين الشوارع والحارات بالأعلام الورقية و تعلّق عليها الرايات والفوانيس. وينشد الأطفال الأناشيد الخاصة ب رمضان ، في فرحة جماعية عارمة تبشر بقدوم ضيف كريم فضلا عن الإستعداد للزيارات المتبادلة وصلة الأرحام وموائد الرحمن التى تجمع الغنى و الفقير جنبا إلى جنب وعلى المستوى الأسرى فإن الموائد تشتمل على العديد من المؤكلات الشهيرة كالكنافة والقطايف التى تحظى بمكانة هامة فى تراث مصر الشعبى بالإضافة إلى فلكلور الطعام على المائدة الرمضانية مثل طبق الفول المدمس , والزبادى , والمقبلات المتنوعة , اضافة الى ياميش رمضان ومشروب قمر الدين،و إذا ذكر رمضان فإننا لا نستطيع أن نغفل عن شعائر رمضان فى الصوم و صلاة التراويح و سماع إبتهالات النقشبندى وصوت القرآن من الشيخ محمود خليل الحصري وأحاديث الشيخ محمد متولي الشعراوي قبل وبعد الإفطار. الدراما المصرية أصبحت الوجهه المفضلة للجالية السورية أما عن الجالية السورية المقيمة فى مصر فإن عاداتهم فى الشهر الكريم لا تختلف كثيرا عن العادات المصرية حيث يقول "ملهم هنداوي طالب سوري فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، ومقيم فى حي السيدة زينب،إن العادات الرمضانية بالنسبة للسوريين لا تختلف كثيرا عنها لدى المصريين، قائلا السورى فى مصر قادر على أن يعيش رمضان كأنه فى سوريا، وهناك ظواهر ثقافية كثيرة متشابهة،و لم يطرأ أى تغير على الحياة اليومية للمواطن السورى فى مصر إلا حرارة الجو المرتفعة بعض الشئ،وأحد التشابهات إن رمضان موسم الطعام،حيث يحرص السوريين على ملئ المنزل بكل ما لذ و طاب، من أصناف الطعام مثل قمر الدين و التمور و غيرها من الأكلات الرمضانية،بلإضافة إلى صلاة التراويح، التى تعتبر مظهر مشترك بين الشعبين، حيث تجد إقبال المصلين السوريين عليها كبير للغاية. ويحكى هنداوى عن أهم المأكولات السورية التى تتواجد على طاولة رمضان فى مصر، حيث يقول،إنهم على الرغم من تركهم لبلدهم منذ مايزيد عن 3 أعوام، إلا إن هذا لم يمنعهم عن طهى أكلاتهم، حيث يقومون بعمل أكلة تسمى " المعروك "وهى عبارة عن نوع من المعجنات ، التى يتم تناولها مع العرق سوس أو التمر هندى، بلإضافة إلى " حلو العيد " وهو شبيه بأقراص العجوة لدى المصريين، ويتم تحضيرها قبل العيد ب 10 أيام فهى عادة لدى السوريين لابد منها، هنداوى يقول إنه بالنسبة للمسلسلات،كانوا يشاهدو الدراما السورية،والمصرية، ولكن نظرا لظروف الحرب فى سوريا، أصبحت الدراما المصرية هى الوجهه المفضلة للمواطن السورى المقيم فى مصر. العادات السودانية لا تختلف عن نظيرتها المصرية والحال بالنسبة للجالية السودانية المتواجدة فى مصر، كحال غالبية المسلمين يترقّبوا قدوم هذا الشهر الفضيل بفيض من الشوق والإستعداد حيث يقول غزال السلاوى مقيم بمدينة نصر، إن عاداتالسودانيين ، ليست مختلفة بشكل كبير عن الأشقاء المصريين ،فهم يدخروا لرمضان،المحاصيل الزراعية والبقوليات والتمر منذ وقت مبكر،بلإضافة إلى شراء التوابل وقمر الدين، السلاوى يقول إن أحد المشروبات السودانية الشهيرة الذى يقوموا بإعداداها فى رمضان، شراب يسمى (الحلومر) وهو يصنع من عدة مواد أهمها الذرة والتوابل وغيرها،وتحتوي المائدة السودانية على بعض الأكلات المقلية والحلويات و(العصيدة ) والسلطات، وأنواع عديدة من المشروبات المحلية والعصائر المعروفة، فضلاً عن (سلطة الروب) والشوربة وغيرها من مكونات المائدة الرمضانية العامرة،• حلقات الذكر وتلاوة القرأن أولوية لدى الصوماليين وعن عادات الجالية الصومالية المقيمة فى مصر فى رمضان، يقول عبد السلام طالب بجامعة الأزهر، الصوماليين يستقبلون الشهر الفضيل، بإبتهاج وترحاب كبيرين، شأنهم شأن كل الوطن العربى،حيث يحرصون على حضور حلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم وتفسير الأحاديث ويقوم الوعاظ بترجمة فورية للقرآن من اللغة العربية إلى الصومالية، للصوماليين الذين لا يتحدثوا العربية،. عبد السلام يحكى عن المأكولات الصومالية التى يتم طهوها على مائدة رمضان فى مصر، قائلا تقدَّم على مائدة الفطور مشروبات ومأكولات خفيفة مثل عصير المانجو والجوافة كما يتم تناول الموز والبطيخ والباباي. وعند آذان المغرب وحلول وقت الإفطار فإنهم يتوجهون لأداء الصلاة ثم يتناولون فطوراً مكوناً من الأرز والخضراوات والشعيرية والمكرونة والعصيدة واللحوم، أما السحور فيعتمد على الحليب والشعيرية والمكرونة.عبد السلام يقول إن غالبية الصوماليين فى مصر يحرصوا على الإعتكاف فى المساجد فى الليالى العشر الأواخر من الشهر الكريم،. الأكلات المصرية حاضرة بقوة على مائدة الجالية الطاجيكية ويقول نور الدين من طاجكستان، إنه جاء للدراسة فى الأزهر و يقيم فى مصر منذ 4 سنوات،وعن كيفية قضاء أهل طاجيكستان لرمضان فى مصر، يحكى نور الدين، إنهم يتوجهوا مباشرة بعد الإفطار إلى المسجد، لصلاة التراويح و تلاوة القرءان،وبعدها يقومون بالتجمع فى منزل صديق لهم، ويقضوا الليل فيه حتى السحور. وعن أهم الوجبات الطاجيكية فى رمضان، يقول نور الدين،إنهم تأثروا كثيرا بالأكلات المصرية، قائلا هناك أيام لا يفطروا فى رمضان إلا الكشرى و الفول و الطعمية وأحيانا المحشى،ولكن هذا لم يؤثر على عادتهم، حيث لا يزالوا يقومون بطهى الأرز البخارى،و" المانتو" شبيه بالسمبوسك"، و " لجمان "عبارة عن اللحم وفلفل و مكرونة و زيت، وفى السحور يقومون بتناول وجبه خفيفة تسمى"شرشاى"تتكون من الشاى و ملح وزبدة ولبن .. ".