كرم الله سبحانه نبات “اليقطين” حيث ذكره فى معرض الحديث عن قصة نبى الله يونس عليه السلام، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ﴾ [الصافات: 139-146]. بعث الله عز وجل يونس عليه السلام إلى أهل نينوى من أرض الموصل فى العراق- فدعاهم إلى الله عز وجل فكذبوه وتمردوا عليه وأصروا على كفرهم وعنادهم، فلما طال عليه أمرهم خرج من بين أظهرهم وتوعدهم بنزول العذاب، وبعد خروجه من بين ظهرانيهم وتحققوا نزول العذاب بهم قذف الله فى قلوبهم التوبة والإنابة وندموا على ما كان منهم فكشف الله سبحانه عنهم العذاب. أما هو عليه السلام فقد ذهب مغاضباً بسبب قومه فركب سفينة فى البحر، فلما صار هو ومن معه فى وسط اليم لجّت بهم واضطربت وماجت بهم وثقلت بما فيها وكادوا يغرقون، فتشاوروا فيما بينهم على أن يقترعوا، فمن وقعت عليه القرعة ألقوه من السفينة ليتخففوا منه فلما اقترعوا وقعت القرعة على نبى الله يونس فلم يسمحوا به فأعادوها ثانية فوقعت عليه أيضاً، فشمر ليخلع ثيابه ويلقى بنفسه فأبوا عليه ذلك ثم أعادوا القرعة ثالثة فوقعت عليه أيضاً لما يريده الله به من الأمر العظيم..ذلك أنه لما وقعت عليه القرعة ألقى فى البحر، فبعث الله عز وجل حوتاً عظيماً من البحر فالتقمه، ولولا أنه قال ما قال من التهليل والتسبيح والاعتراف لله بالخضوع والتوبة والرجوع إليه للبث هناك إلى يوم القيامة لما تم نبذه فى العراء وإنبات شجرة اليقطين عليه.. ومن حكمة إنبات اليقطين على سيدنا يونس عليه الصلاة والسلام أن نبات اليقطين سريع النمو، والإزهار، والإثمار، وثماره تحتوى على المواد الغذائية اللازمة للجسم. وكان من أدلة توبة الله عليه ورضاه عنه، كما ورد ذكر نبات اليقطين ومن أسمائه” القرع والدباء” فى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وثبت بالعلم الحديث أنه يحتوى على الماء الضرورى للعمليات الحيوية بالجسم، وعلى الكربوهيدرات اللازمة لإمداد الجسم بالطاقة،وعلى الألياف اللازمة لتقوية الجهاز الهضمي، وبه الأملاح اللازمة للجسم وبنائه، وإتمام عملياته الحيوية، كما يحتوى على الفيتامينات الضرورية لصحة الانسان. ويؤكد د. أحمد لطفى أستاذ الأمراض الباطنية بقصر العينى أنه تبين من تحليل القرع “اليقطين” غناؤه بفيتامينى “أ” و”ب” وحوامض اللوسين والتيروزين والبيبوريزين، ويكسر العطش ويزيل تأثيرالحرارة السلبى على الجسم ولهذا ينصح بأن يؤكل القرع المطهو يوميا فى شهر رمضان، خصوصا أن الصيام يأتى هذا العالم فى فصل الصيف حيث درجات الحرارة الشدية التى تزداد مع طول ساعات الصيم فى النهار، فضلا عن فوائده الصحية والطبية العديدة ومنها أنه ملين للمعدة وينشط الكبد، ويزيل الصداع المرتبط بنقص السكر فى الجسم نتيجة الصيام، ومدر للبول ويفتت الحصى، ويزيل التهابات الكلى والبروستاتا، ويقوى وظائفها، أيضا له دور فى علاج الأمراض النفسية لكونه مهدئا للأعصاب.