اسمه شاروخان مير تاج محمد خان.. ولد فى عام 1965 فى نيودلهى وجده من البشتون الذين يعتنقون الإسلام صنفته مجلة «تايم» عام 2010 حسب استفتاء القراء فى المركز ال12 فى قائمة الشخصيات الأكثر نفوذا حول العالم
فى عام 2016 احتل المركز الثالث فى قائمة النجوم الأعلى دخلا بعد منافسيه سلمان وعمر خان
ظهرت مجموعة من الممثلين الهنود المسلمين، لتتصدر المشهد فى بوليوود حاليا، حيث صناعة السينما باللغات الهندية والأوردو والإنجليزية فى مومباى وهى أكبر مقر لإنتاج السينما فى الهند ومن أكبرها فى العالم، وهى مكونة من اسم بومباى القديم بالإضافة إلى اسم هوليوود مدينة السينما الأمريكية، وتعد السينما الهندية من بين أكبر الإنتاجات السينمائية فى العالم إذ تنتج ما يقرب من 1600 فيلم سنويا، وبجانب بوليوود فى الساحل الغربى توجد أيضا كوليوود الخاصة بالتاميل، وتوليوود الخاصة بالتيلجو، موليوود الخاصة بالمالايو، وجميعها تتركز فى جنوبالهند. على رأس هؤلاء المسلمين هو النجم شاروخان الذى تحول لأيقونة تذكرنا بأمجاد النجم الكبير أميتاب باتشان فى فترة الثمانينيات. لكن شاروخان يقدم نوعية أكثر واقعية متمشيا مع التطور الذى جرى فى بوليوود، فابتعد عن المبالغات التى تثير الضحك أحيانا كما قلل من مدة الفيلم الطويل جدا، والتزم بالتوليفة المعهودة من قصة حب ومغامرة وكوميديا واستعراض، لذا فهى تحافظ على سمعتها فى القدرة على إبهار المشاهد. ويقوم حاليا شاروخان بتصوير فيلمه الجديد «الخاتم The Ring» من نوعية الرومانسية من إخراج امتياز على وتشاركه البطولة أنوشكا شارما. وهو يعد واحدا من أكثر الممثلين البوليووديين ترشيحا بالجوائز والتكريمات والأوسمة عبر العالم، وهو صاحب ألقاب فخمة مثل: ملك بوليوود والأسطورة وفارس الرومانسية. وتألق أخيرا شاروخان من خلال أحدث أفلامه «رئيس Raees» الذى أكد أنه أيقونة بلا منافس، وهو فيلم مبهر أكثر من أى فيلم هوليوودى عرض فى الفترة الأخيرة، ولا سيما الأفلام التى ترشحت لجوائز أوسكار، كما أن استعراضات الفيلم الشهير «لا لا لاند» تبدو متواضعة بالنسبة لاستعراضاته، أما فكرته الخاصة بالإرهاب فهى خطيرة جدا، كما أنه يبعث برسالة أنه لا فرق بين أهل السنة والشيعة، حتى إن البعض اعتقد أن شاروخان ينتمى للمذهب الشيعى، وكذلك يبعث برسالة تسامح بين المسلمين والهندوس فى الهند. ولد محمد على شاه روخ خان أو شاروخان فى 2 نوفمبر 1965 فى العاصمة الهندية نيودلهى ويُختصر اسمه فى الحروف الأولى لاسمه (SRK)، وهو ممثل وراقص ومنتج وشخصية تليفزيونية ورجل أعمال، ويعد واحدا من أغنى الممثلين فى العالم. ووفقا لشاروخان كان جد أبيه محمد وهو من المجموعة العرقية «البشتون» من أفغانستان، وفى قول آخر إنه بشتونى من بيشاور فى باكستان وأن والده مير تاج محمد خان، مناضل هندى من أجل الاستقلال فى بيشاور. ويعتنق البشتون الإسلام وتعتبر القومية البشتونية من الشعوب الآرية الهندو أوروبية التى هاجرت من شرق أوروبا إلى الشمال الغربى للهند عام 2000 قبل الميلاد، وهم قريبون من الفرس والأكراد والطاجيك وتحدث عنهم عدد كبير من المؤرخين، ووصفهم قديما الرحالة المغربى ابن بطوطة عند زيارته لمدينة كابل، وما جاورها بأنهم أصحاب قوة وبأس شديد. ووصف شاروخان نفسه بأنه «نصف حيدر أبادى من ناحية الأم، ونصف باتان (بشتون) من ناحية الأب، وبعض الكشميرى من ناحية الجدة»، ما يدل على انفتاحه على الثقافات والأعراق، وعانى شاروخان بسبب فقده لوالده ووالدته مبكرا. وبجانب اهتمامه الرياضى فى مجالات كرة القدم والهوكى والكريكت، أنهى دراسته الجامعية بتخصص الإعلام، ونال درجة الماجستير فى الاقتصاد ثم التحق بالتمثيل. وبدأ شاروخان مشواره الفنى فى أواخر الثمانينيات من خلال المسلسلات التليفزيونية الهندية، لكنه انطلق منذ مشاركته الأولى فى السينما البوليوودية فى فيلم «ديواناDeewana « من نوعية الحركة إنتاج 1992 والذى حقق به نجاحا تجاريا كبيرا لتتوالى نجاحاته المحلية والعالمية. وأصبح فيلم الرومانسى الغنائى «رجوع العاشق المجنون Dilwale Dulhania Le Jayenge» إنتاج 1995 واحدا من أنجح الأفلام، وحاز فيلم آخر من نفس النوعية «ديفداس Devdas» إنتاج 2002 على إعجاب الكثيرين ومن بينهم النجم الأمريكى ويل سميث والنجمة البريطانية كيت وينسلت، كما أن النجمة المكسيكية سلمى حايك تعترف أنها من أشد المعجبات بشاروخان، ثم يأتى الفيلم الإنسانى الذى هز مشاعر العالم «اسمى خان My Name is Khan» إنتاج 2010 وإخراج كاران جوهر الذى يتناول أحداث هجمات 11 سبمتبر 2001، حول رضوان خان وهو مسلم هندى يعانى من مرض التوحد «متلازمة أسبرجر»، وبعد وفاة أمه ينتقل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ليقيم عند أخيه ذاكر، وهناك يتعرف على فتاة هندوسية اسمها مانديرا وهى مطلقة ولديها ابن من زواج ويقع فى غرامها. وتتأزم أحداث الفيلم بعد انهيار برجى التجارة العالمى ويتعرض المسلمون للاضطهاد، ويسعى رضوان لمقابلة الرئيس الأمريكى لإخباره أن المسلمين ليسوا إرهابيين ويتعرض خلالها لمواقف مختلفة تكشف عن نظرة الأمريكيين للدين الإسلامى. بالإضافة لفيلميه الشهيرين «قطار تشيناى السريع Chennai Express» و»سنة جديدة سعيدة Happy New Year»، ما جعله واحدا من رموز السينما الهندية. وصفته جريدة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية بأنه «أكبر نجم سينمائى فى العالم»! وفى عام 2005 كرمته حكومة الهند بجائزة لإسهاماته فى السينما الهندية، كما وضعته مجلة «نيوزويك» عام 2007 ضمن قائمة أكثر 50 شخصا ثأثيرا فى العالم بفضل تواضعه وموهبته التمثيلية، وفى عام 2010 صنفته مجلة «تايم» الأمريكية حسب استفتاء أجرته مع قرائها فى المركز الثانى عشر كأكثر شخصية نفوذا حول العالم. وحل فى المركز الثالث فى قائمة النجوم الأعلى أجرا فى بوليوود خلال عام 2016 بعد سلمان خان الذى جاء فى المركز الأول وعامر خان الذى تلاه فى المركز الثانى. وصرح شاروخان أخيرا أنه يعتزم الإقلاع عن التدخين وتناول الكحوليات وتبنى أسلوب حياة أكثر صحة، لكى يتمكن من قضاء وقت أطول مع أولاده. ويشار إلى أن شاروخان لديه ثلاثة أبناء وهم إريان -19 عاما- وسوهانا -17 عاما- وإبراهام – أربعة أعوام- ونقلت صحيفة «أنديا إكسبريس» عن شاروخان القول «وجود طفل صغير وأنا عمرى 50 أمر جيد، فهو يجعلنى أشعر إننى على قيد الحياة، فهو يجعلنى أرى البراءة والحب بأسلوب مختلف». وأشار شاروخان إلى أنه يريد أن يقضى ال20 إلى 25 عاما المقبلة مع أطفاله، لذلك فهو سيتبنى أسلوب حياة صحيا. وبرغم انتماء شاروخان للمذهب السنى فقد تزوج من جورى تشيبر، وهى بنجابية هندوسية فى حفل زفاف هندوسى تقليدى فى عام 1991، وذلك بعد قصة حب دامت سنوات. ووفقا لشاروخان، أنه يؤمن بقوة بالإسلام ويقدر أيضا ديانة زوجته، ويتبع أولاده الديانتين حيث فى المنزل يوجد القرآن بجانب الآلهة الهندوسية!!وغالبا ما يظهر أصحاب الديانة المزدوجة فى مجتمع إما متسامح بشكل مبالغ فيه كنوع من الرفاهية، وإما بالعكس فى بيئة شديدة التعصب لإخفاء الانتماء الحقيقى. وبرغم وجود مشاكل طائفية فى الهند, لكن البعض يسعى للترويج للزواج المختلط كنوع من محاربة التعصب، ونتذكر مريم جناح الزوجة الثانية لمحمد على جناح مؤسس باكستان والسيدة الأولى لها، وكانت زرادشتية اسمها الأصلى رتنباى وكانت من أغنى العائلات فى بومباى التى تنتمى للمجموعة العرقية الدينية بارسيون ويمثلون جزءاً من الزرادشتيون. ودعا جناح للوحدة بين الهندوس والمسلمين، وكان هدفه نشر التسامح بين الهنود وتزوج جناح وهو على المذهب الشيعى من الشابة العصرية التى تصغره ب 24 عاما، وكانت هناك معارضة شديدة لهذا الزواج من أسرة رتنباى والمجتمع البارسى، وكذلك من بعض الزعماء الدينيين المسلمين، فاعتنقت الإسلام بعد زواجها، لكن ذلك أدى إلى قطيعة دائمة مع أسرتها والمجتمع البارسى!