تخوض مصر اختبارا صعبا في طريقها إلى بلوغ دور الأربعة عندما تواجه اليابان غدا السبت على ملعب "أولدترافورد" في مانشستر ضمن الدور ربع النهائي لمسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأوليمبية في لندن . يسعى الفراعنة إلى بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الثالثة في مشاركاتهم العاشرة في الأوليمبياد بعد عامي 1928 في أمستردام و1964 في طوكيو عندما حل رابعا فيهما معا، بيد أن المهمة لن تكون سهلة أمام اليابان التي فجرت مفاجأة من العيار الثقيل في الدور الأول بفوزها على أسبانيا التي كانت مرشحة الى الظفر باللقب الاوليمبي 1-صفر، قبل أن تفوز على المغرب بالنتيجة ذاتها وتحجز بطاقتها إلى دور الأربعة. وإذا كانت اليابان تأهلت مبكرا وأنهت الدور الأول كأفضل خط دفاع بما أن مرماها لم تهتز شباكه في 3 مباريات، فإن الفراعنة انتظروا حتى الجولة الثالثة لضمان بطاقتهم إلى ربع النهائي للمرة الخامسة في تاريخهم وذلك عقب الفوز الكبير على بيلاروسيا 3-1. وعموما قدم الفراعنة عروضا جيدة في المباريات الثلاث للدور الأول وحولوا تخلفهم صفر-3 أمام البرازيل الى 2-3، ثم أهدروا فرصا بالجملة في الثانية أمام نيوزيلندا 1-1 قبل أن يفكوا النحس في المباراة الثالثة ويضربون بثلاثية خولتهم ثاني أفضل خط هجوم في الدورة حتى الأن برصيد 6 أهداف بفارق 3 أهداف خلف البرازيل التي تملك افضل هجوم. وتعول مصر على قوتها الضاربة في خط الهجوم محمد صلاح صاحب المركز الثاني على لائحة الهدافين برصيد 3 أهداف بمعدل هدف في كل مباراة وهو انجاز يتقاسمه مع مهاجم السنغال موسى كوناتي هداف المسابقة حتى الأن برصيد 4 أهداف. يذكر انها المرة الأولى التي ينجح فيها أحد اللاعبين في هز الشباك في 3 مباريات منذ البولندي أندري يوسكوفياك في برشلونة عام 1992. ويعتبر صلاح (19 عاما) أحد المواهب الواعدة في أفريقيا، وهو انتقل حديثا الى صفوف بال السويسري قادما من المقاولون العرب الذي سجل له 7 أهداف في 15 مباراة حتى توقف الدوري المصري مطلع شباط/فبراير الماضي ثم الغاؤه فيما بعد على إثر الأحداث الدامية التي اعقبت مباراة المصري البورسعيدي والأهلي وأودت بحياة 74 شخصا وأصيب خلالها المئات. ولفت صلاح الأنظار بشكل كبير في الدورة الحالية، فهو لم يكن أساسيا في المباراة الأولى أمام البرازيل حيث دخل بديلا لمروان محسن في الشوط الثاني ونجح في تسجيل الهدف الثاني، وضمن بعدها مركزه أساسيا في التشكيلة ولم يخيب الظن فسجل هدف التعادل أمام نيوزيلندا وافتتح التسجيل أمام بيلاروسيا. ولن يكون صلاح الورقة الرابحة الوحية في صفوف الفراعنة بل هناك ترسانة من النجوم في مقدمتها صانع الألعاب المخضرم محمد أبو تريكة الذي سجل هدفين وزميله في الأهلي عماد متعب التي يأمل المصريون في فك صيامه أمام اليابان. وتنفست الجماهير المصرية الصعداء بموافقة الأهلي على بقاء أبو تريكة ومتعب مع المنتخب في لندن لمواجهة اليابان وعدم عودتهما الى القاهرة للمشاركة مع فريقهما في مباراته أمام تشلسي الغاني في الجولة الثالثة من مسابقة دوري أبطال أفريقيا. وأعرب مدرب مصر هاني رمزي عن سعادته ببقاء أبو تريكة ومتعب، وقال "لدينا مباراة في غاية الأاهمية ونحن في حاجة إلى خبرة هذين اللاعبين خصوصا أبو تريكة. جميع اللاعبين لديهم علاقة جيدة مع أبو تريكة ونحتاج إلى خبرته في مباراة كهذه". ويعتبر أبو تريكة ومتعب أحد 3 لاعبين فوق السن القانوني (23 عاما) في تشكيلة الفراعنة الى جانب زميلهم في النادي الأهلى أحمد فتحي بيد أن الأخير موقوف في المسابقة الأفريقية لتلقيه انذارين وبالتالي فان سفره الى العاصمة المصرية لم يكن واردا. وأوضح رمزي أن "اليابان منتخب قوي وسريع، ويتعين علينا التركيز ". من جهته، قال لاعب الوسط حسام حسن "فوزنا على بيلاروسيا يشكل دخولنا الحقيقي في أجواء البطولة. أعتقد بكل صراحة باننا نملك الإمكانات للذهاب إلى النهاية. جئنا إلى هنا من أجل احراز ميدالية. في الوقت الحالي، لم تروا سوى لمحة بسيطة من قدراتنا، الأفضل سترونه لاحقا". وتدافع مصر والسنغال عن حظوظ القارة السمراء في الظفر باللقب للمرة الثالثة بعد عامي 1996 في اتلانتا والكاميرون عام 2000، كما انهما يطمحان الى تكرار انجاز نيجيريا على الأقل في دورة بكين 2004 عندما بلغت النهائي وخسرت أمام الأرجنتين. وتلتقي السنغال مع المكسيك على ملعب ويمبلي في العاصمة لندن في مباراة لا تخلو من صعوبة على الذين أبلوا البلاء الحسن في الدور الأول بارغامهم بريطانيا المضيفة على التعادل 1-1 ثم تغلبوا على الأوروغواي ونجميها لويس سواريز وادينسون كافاني بثنائية نظيفة.