قررت مجموعة صغيرة من الشباب السكندري أن تطير بأحلامها إلى صعيد مصر؛ ليحملوا رسالة محبة وسلام واحتواء لكل صاحبات اللون الأسمر وتوجه المجموعة لهن رسالة حب وترسل لوما في أخرى لكل الساخرين أو المقللين من جمالهن..
تقول المهندسة هينار شريف ل" الأهرام العربي": قمت بتصوير حملة "No color" بمشاركة مهندس الاتصالات عادل عصام، واستطعنا تحقيق نجاح كبير في وقت صغير، وهي جلسة تصوير لحملة توعية عن فكرة موجودة ومنتشرة في مصر، وهي طريقة معاملة الفتيات ذوات لون البشرة السمراء وكأنهن فتيات درجة ثانية أو على أنهن أقل جمالا من الفتاة البيضاء، وتأثرت الفتيات سلبا بهذا الكلام الذي يلقى على مسامعهن في الشارع وخلال مقابلات وعروض الزواج، وشاركت العديد من الفتيات قصصهن على هاشتاج #no_color ، ويذكر أن صاحبة فكرة الحملة هي صديقتنا مها حمادة وهي طالبة إعلام، وتشاركنا الأفكار حتى توصلنا لفكرة جلسة التصوير، واستغرقنا في التجهيز لها شهر كامل حتى لا نخرج الصور بشكل تقليدي ونمطي، ورمزية البحر في الصور هو كلام المجتمع الذي يحيط الفتيات السمراء ويحاول عزلهن أو حتى إغراقهن بما يؤثر بالسلب عليهن، واخترنا لملابسهن اللون الأبيض كلون موحد ونقي ومحايد حتى لا نجذب النظر لأي شيء سواهن، وقد صممت الفساتين مها محمد على وهي طالبة في الفنون الجميلة".
وتستكمل "قمنا بالتصوير على أحد شواطيء الإسكندرية، وكان العمل ممتعا جدا بسبب إحساسنا بتوصيل رسالة هامة تريد العديد من الفتيات البوح بها، فقمنا بتوصيل رسائلهن بعدساتنا، وعلى الرغم من أن العمل لم يكن سهلا بسبب عدد الفتيات الكبير وهن فتيات غير محترفات وتلك كانت أول تجربة لهن في التصوير، ولكن كلا منهن تحمل ملامح جميلة وقضية تحاول توصيلها".
وتقول "هدفنا هو التوعية ضد العنصرية، وعدم التعامل مع السمراوات بأسلوب ساخر أو حتى على سبيل الضحك مع الأصدقاء، ورد الفعل كان مبهرا جدا، فقد انهالت علينا التعليقات المشجعة وأهمها من تحلوا بالجرأة وقصوا علينا حكاياتهن بلا خجل وبكل قوة، وهو أهم ما فزنا به من حملتنا، فهدفنا منصبّ على اتجاهين سلوك الناس مع السمراوات بشكل عام، وشعور الفتاة السمراء ومساندتها بشكل خاص".
وعن الأحلام تقول هينار "حلمنا هو توصيل رسالتنا الإيجابية للعالم كله، وأن نقوم بذلك من خلال الفن والتصوير؛ لأننا نعتبر الفن هو المنقذ الوحيد للإنسان وللتعبير به عن نفسه ومشكلاته وأحلامه، أحيانا تكون أفكارنا غير مألوفة وهو ما قد يعطلنا قليلا ولكن إيماننا بأفكارنا هو الدافع الوحيد لكي ترى أحلامنا النور وتصبح حدود طموحاتنا هي أبعد سماء".