على هامش فاعليات معرض أبوظبي الدولى للكتابه فى دوته السابعة والعشرين، تشهد العاصمة الإماراتيةأبوظبي مساء اليوم حفل تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب فى نسختها الحادية عشر، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. يأتى التكريم بعد جهد كبيرمن فرز المشاركات فى تلك الدورة والتى وصلت إلى 1024 مشاركة من 54 دولة. وقد اتسمت العناوين الفائزة بمعالجة القضايا الملحة في وقتنا الراهن وإعادة إكتشاف النصوص، فجائزة "الآداب" التى حصل عليها اللبناني عباس بيضون عن روايته "خريف البراءة، تناول موضوع الإرهاب على نحو جديد، يدور فى فلك الاختلاف بين أب إرهابي يتسلط على إحدى القرى ويفتك بأهلها وبين ابن متسامح يطمع أن يعيش الحب وأن يستمتع بالحياة، ويتحول الاختلاف بينهما إلى خلاف يصل حد القتل. أما جائزة "التنمية وبناء الدولة" التى حصل عليها المفكر السّوري محمد شحرور عن كتابه "الإسلام والإنسان – من نتائج القراءة المعاصرة"، فقد تناول الأسس الثابتة للإسلام كالإيمان والمواطنة والولاء. وبشكل عام يمثل الكتاب لوناً من إعادة اكتشاف النصوص في ضوء مفاهيم جديدة كالحرية والمواطنة والإيمان والإسلام بعيداً عن مفهوم الصراع والاختلافات التي قادت إلى تصورات مشوهة عن الإسلام. وبالنسبة لجائزة "أدب الأطفال والناشئة" التى حصلت عليها الكاتبة الكويتية لطيفة بطي عن كتابها "بلا قبعة"، فيتمتع كتابها بخيال واسع ولغة رشيقة مشوقة تحفز على الإبداع والتفكير، وتدعو إلى تقبل الاختلاف وعدم قبول الأفكار الجاهزة والنمطية دون إعمال الفكر فيها. وفيما يخص جائزة "الترجمة" التى حصل عليها الباحث والمترجم اللبناني زياد بوعقل عن كتاب "الضروري في أصول الفقه لابن رشد" فيساهم في التعريف بالمتن "الرشدى" لدى الباحثين بالفرنسية في الفلسفة العربية ويشجع على استيعابها والحوار معها. كما حرص زياد بوعقل على أن يكتسب الكتاب مقروئيته التي تراعي الفرنسية الحديثة، فبذل مجهوداً واضحاً في تقريب كتاب عن علم أصول الفقه الإسلامي إلى قارئه الفرنسي، وخص تعابير ومصطلحات قرآنية وفقهية وفلسفية بمقابلات لها في الفرنسية. أما جائزة "الفنون والدراسات النقدية" التى حصل عليها الباحث العراقي سعيد الغانمي عن كتابه "فاعلية الخيال الأدبي"، فهى دراسة تعالج موضوعاً نقدياً دقيقاً هو دراسة نصوص الأساطير والفلسفة والتاريخ القديم في بلاد الرافدين ومحاولة البحث عن البلاغة المعرفية التي توجد في تلك النصوص، كما أن موضوع الكتاب يقع بين تخصصات مختلفة فلسفية وأسطورية وأثرية وتاريخية قديمة. وفيما يخص جائزة "الثقافة العربية في اللغات الأخرى" التى حصل عليها الألماني ديفيد فيرمر عن كتابه "من فكر الطبيعة إلى طبيعة الفكر"، فالدراسة الفلسفية التي يقدمها لفكر ابن باجة، تبرز بصورة واضحة دور هذا الفيلسوف الأندلسي في تعريف الثقافة الغربية والعالمية بفلسفة أرسطو لدى انبعاث الاهتمام بفكر المعلم الأول اعتباراً من القرن الثالث عشر الميلادي. كما أن ابن باجة قد سبق ابن رشد ومارس تأثيراً كبيراً على من لحقه من الفلاسفة. وفيما يخص جائزة "النشر والتقنيات الثقافية" إلتى ذهبت إلى دار "مجموعة كلمات" من الامارات العربية المتحدة، والتى أسستها التي أسستها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، فهى دار النشر الأولى في الإمارات العربية المتحدة المختصة بنشر وتوزيع كتب قيمة للأطفال باللغة العربية وإنتاجها وفق المعايير العالمية. بينما تم حجب جائزة "المؤلف الشاب" لأن الأعمال المشاركة لم تحقق المعايير العلمية والأدبية ولم تستوف الشروط العامة للجائزة. أما مسوغات فوز المؤرخ والمفكر المغربي الأستاذ الدكتور عبدالله العروي بجائزة "شخصية العام الثقافية، فكما يقول د. علي بن تميم، أمين عام الجائزة، فقد تم اختياره لتبوئه منزلة المؤسس لحراك فكري وثقافي امتد من المغرب إلى المشرق. ولم يتوقف تأثيره عند حدود الجامعات والمؤسسات العلمية، وإنما شمل مجالات الفكر السياسي العربي، وطبع كثيراً من الممارسات الثقافية. جدير بالذكر أن الفائز بلقب "شخصية العام الثقافية" يحصل على ميدالية ذهبية تحمل شعار جائزة الشيخ زايد للكتاب وشهادة تقدير بالإضافة إلى مبلغ مالي بقيمة مليون درهم. في حين يحصل الفائزين في الفروع الأخرى على ميدالية ذهبية وشهادة تقدير، إضافة إلى جائزة مالية بقيمة 750 ألف درهم.