مدير المسرح الكوميدى: إيجابياتها عديدة برغم أن ميزانية 5 عروض منها لا تعادل ربع تكلفة عمل كبير نشوى الإبياري: فرصة حقيقية لإفراز نجوم جديدة ككتاب أم مخرجين أم ممثلين
لاشينة لاشين: تناسب زمن «التيك أواى» الذى نعيشه حاليا
بعيدا عن العروض الكبيرة ذات الميزانيات الضخمة، تأتى فكرة تقديم عروض صغيرة ذات ميزانية محدودة، يتم عرضها لمدة 15 يوما فقط. لتطرح العديد من التساؤلات، فى مقدمتها جدوى هذه العروض خصوصا فى غياب الترويج لها، وما يمكن أن تقدمه للمشاركين فيها، وهل الأفضل تقديم مثل هذه العروض أم تخصيص ميزانياتها لإنتاج عمل كبير يكون حظه الأفضل بمشاركة كبار النجوم فيه ؟ طرحنا هذه الأسئلة مع المشاركين فى هذه التجربة التى تقدم حاليا على خشبة المسرح الكوميدى ومعهم كانت هذه الجولة: فى البداية يقول المنتج الفنى أحمد السيد مدير المسرح الكوميدى: هذه التجربة الهدف منها اكتشاف نجوم جدد سواء ممثلين أم ملحنين أم ديكوريست، أم غيرهم ممن يشاركون فيها، خصوصا من الشباب. وهذه التجربة فكرة المخرج الكبير سمير العصفوري، وقد تحمس لها الفنان إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى فكلفنى بتنفيذها، فوجدت فيها فرصة كبيرة لتقديم عروضنا فى الأقاليم، حيث تأتينا دعوات عديدة منها ولكن نظرا لكبر حجم العروض التى يتميز بها المسرح الكوميدى كان من الصعب تلبية هذه الدعوات، لذلك وجدت أن هذه العروض الصغيرة ذات الإنتاج الضعيف برغم جودتها يمكن السفر بها لتقديمها فى الأقاليم، وهو ما سيحدث بالفعل خلال الفترة المقبلة حيث سأنتقى من العروض الخمسة التى سنقدمها، ثلاثة أعمال حققت نجاحا جماهيريا ونقديا، لعرضها لمدة 15 يوما أخرى فى القاهرة ثم السفر بها إلى الأقصر وأسوان وبور سعيد والإسماعيلية وغيرها، بشكل يجعلنا نعيد إلى الأذهان من جديدة فكرة المسرح المتجول التى قدمت من قبل وأفرزت نجوما لهم أعمالهم الآن . وعن تكلفة هذه العروض، أشار مدير المسرح الكوميدى بأن ميزانية العرض الواحد تبلغ نحو 20 ألف جنيه، أى أن الخمسة عروض معا لا تعادل ميزانيتها ربع ميزانية عمل مسرحى كبير، علاوة على أنها ستجعل اسم «المسرح الكوميدى» موجودا فى كل مكان، وتسهم بشكل كبير فى وجود تبادل ثقافى بين القاهرة والأقاليم، خصوصا أن أعمال المسرح الكوميدى لها طبيعة خاصة، إذ بجانب تقديم أعمال لها قيمة، فهى أيضا تتميز بأن بها كل مقومات أعمال القطاع الخاص، أى أنها تجمع بين الفكر والفن، مضيفا بأن عروض مسرح دولة برغم أنها لا تسعى لتحقيق ربح بقدر ما يهمها تقديم الفكر، فإننا أيضا نسعى لتحقيق الربح أيضا فى هذه التجربة، بدليل أن عرض (العشق المسموع) حقق فى أول يوم عرض 4 آلاف جنيه وفى خلال أربعة أيام تجاوز حاجز ال 12 ألف جنيه، علما بأن سعر التذكرة 20 و30 جنيها فقط، مما يتيح لنا الفرصة لمواصلة هذه التجربة بتقديم عروض جديدة بهذه الأموال التى تحققها العروض الحالية . وعن نوعية الموضوعات التى تناقشها هذه العروض يقول: الموضوعات متنوعة فمثلا عرض (العشق المسموع) للمخرج محمد علام، تجربة شبابية تناقش قضية الزواج بكل أشكاله من خلال لوحات منفصلة متصلة، والعرض الثانى « أوبرا الخيار « تأليف وإخراج مصطفى عبد السلام وهو عرض مسرحى موسيقي، والعرض الثالث بعنوان «يوم للستات» تأليف وإخراج كريم مغاورى بطولة سامى مغاوري، وأيضا عرض «امسك مفتش» من إخراج عمرو حسان، وعرض «جزيرة البنات» تأليف وإخراج محمود السنطى وهو من أوائل معهد الفنون المسرحية، قسم دراما . ومسرحية «خضرة وهريدى» لمحمد البياع . ويؤكد أحمد السيد أن هذه التجربة مستمرة حتى مع وجود العروض الكبيرة بعرضها «ماتينيه» ثم يليها العرض الكبير كسواريه وبتذكرة واحدة للعرضين، وبالتالى ستضمن هذه الأعمال قليلة التكلفة عدم غلق المسرح أبوابه طوال العام .مشيرا إلى أن بعد انتهاء العروض الخمسة سيتم عمل ختام مسرحى من إخراج سامح بسيونى، يلخص من خلاله هذه التجربة بالاستعانة بأبرز من تفوقوا فى هذه العروض .
بونبوناية تضيف الفنانة لاشينة لاشين: نحن نعيش حاليا فى زمن التيك أواي، لذلك أرى أن هذه العروض التى لا تتجاوز مدتها الساعة الواحدة أشبه ب «البونبوناية « نقدم من خلالها نصا برؤية كوميدية شبابية تجعل المشاهدين يقولون هذا هو المسرح الذى نبحث عنه . وعما إذا كانت مثل هذه العروض تشبعها كممثلة أجابت بالنفى مشيرة إلى أن الممثل لا يشبع أبدا وخصوصا من المسرح، بدليل أن هناك عروضا استمرت لسنوات، مؤكدة أن عروض «ال 15 يوما» فكرة ذكية، برغم غياب الدعاية عنها، ولكن كل المشاركين فى العروض يقومون بالترويج لها من خلال السوشيال ميديا والإعلانات الممولة على اليوتيوب والفيس . وعن أمنيتها لهذه التجربة قالت : أتمنى لها النجاح وأن تعمم على كل مسارح الدولة وتذهب إلى كل الأقاليم فى مصر وليس فقط القاهرة والإسكندرية كما هو الوضع حاليا، لأن هذه الأقاليم عطشى للمسرح، وبالتالى يمكن لهذه التجربة فى حالة تعميمها أن تسهم فى تحقيق الانتعاشة الحقيقية للمسرح، بل أراها بمثابة قبلة الحياة له، لأنها ستجعل لدينا مسرحا طوال العام، ولن نكتفى فقط بعرض عمل أو عملين كما كان، بجانب أنها ستتيح العمل لكل موظفى البيت الفنى للمسرح .
خضرة وهريدي وعن مشاركتها فى هذه التجربة تقول الفنانة الشابة نشوى الإبياري: أنا حاصلة على بكالوريوس تمثيل وإخراج من معهد الفنون المسرحية، وحاليا فى السنة الثانية تمهيدى ماجستير، وأشارك فى هذه التجربة من خلال عرض «خضرة وهريدى» من إخراج محمد البياع حيث أجسد دور بطلة العرض «خضرة»، وليست هذه التجربة الأولى لى مع المسرح، فقد شاركت فى أعمال عديدة منها قطاع خاص بجانب مسرح الدولة، فأنا عاشقة لخشبة المسرح، ولا أبالغ إن قلت بأنى تربيت عليها، سواء كممثلة أم طفلة تغنى وتعزف بفرقة المايسترو سليم سحاب بالأوبرا . وترى نشوى بأن العرض الذى تشارك به يعد تحديا بالنسبة لها لأنه يتيح لها تغيير جلدها بتقديم الكوميديا لأول مرة، خصوصا أنه يعتمد على كوميديا الموقف بجانب أنه يقدمها بشكل غريب يصعب على من يعرفها أن يكتشفها بسبب غرابة الماكياج الذى يغير ملامحها ويبتعد بها عن جمال الأنثى . وعن رسالة العرض الذى تقوم ببطولته قالت: هدفنا تقديم كوميديا من أجل إضحاك الجمهور، للتخفيف عنهم وجعلهم ينسون الدنيا لمدة ساعة ويتخلصون من همومها، بعيدا عن إغراقهم بالرسائل، مشيرة إلى أن هذه التجربة فرصة حقيقية لإفراز نجوم جديدة سواء ككتاب أم مخرجين أم ممثلين وغيرهم خصوصا أنهم يكشفون عن نجوميتهم بمساعدة مسئولى مسارح الدولة .
حق مشروع من جانبه يرى المخرج الشاب محمد البياع بأن هذه التجربة فرصة حقيقية لتقييم ما يتم تقديمه من عروض، وما إذا كانت تستحق أن تواصل استمرارها أم لا، لأن العرض الذى سيجد إقبالا جماهيريا ونقديا ستمتد أيام عرضه ويذهب أيضا للأقاليم، وبالتالى فهو أشبه بالترمومتر الذى يقيس مدى جودة العمل ويكشف لنا معايير نجاح هذه العروض وسلبياتها، علاوة على أن هذه العروض فرصة لإفراز مواهب جديدة، فمثلا العرض الذى أشارك به قام بتأليفه عمر شعبان وهو شاب خريج معهد الفنون المسرحية قسم دراما ونقد وحصل من قبل على جائزة الشارقة عن نص مسرحى بعنوان « حق مشروع « وبالتالى فهو صاحب قلم يستحق أن يتعرف عليه الناس، وهناك شباب غيره يحملون الموهبة الحقيقية، كما أن هذه العروض فرصة أيضا لاحتكاك هؤلاء الشباب بأصحاب الخبرة، فهذا العرض يشارك به أيضا معتز السويفى ولاشينه لاشين، جلال الهجرسى وغيرهم من أصحاب الخبرة فى المسرح . وعن تأثير غياب الدعاية لمثل هذه العروض عليها يشير بأن الأمر لا يقتصر فقط على هذه العروض الصغيرة، بل تعانى منها أيضا العروض الكبيرة التى تقدم على مسارح الدولة، وأصبح صناع العمل والمشاركون فيه هم من يسعون لترويج عرضهم عبر السوشيال ميديا . وحول العرض الذى يشارك به قال : لدى عرض «خضرة وهريدى» باللهجة الصعيدية وتيمته قريبة من « روميو وجوليت»، وأحاول من خلال إخراجى لهذا العمل أن أقدم البسمة للجمهور دون إسفاف دون الدخول بهم فى قضايا سياسية أو نقدية للمجتمع .
فرصة حقيقية وتقول الفنانة الشابة هدير سمير، الطالبة بالسنة الأولى بمعهد الفنون المسرحية : أشارك فى عرضين من خلال هذه التجربة هما « العشق المسموع « مع المخرج محمد علام و « أوبرا الخيار» مع المخرج مصطفى عبد السلام، وتعد هذه هى المرة الأولى لى التى أعمل فيها على خشبة مسرح الدولة، وإن كنت شاركت فى العديد من العروض الخاصة بجانب الفيديو والإعلانات . وعما إذا كانت مشاركتها تمثل فرصة حقيقية لها قالت: بالطبع أرها فرصة جيدة أن أقف على خشبة مسرح البيت الفني، لأنه من خلالها سيرانى الكثير من المخرجين بجانب جمهور مسرح الدولة بما يعنى المزيد من الشهرة والانتشار، وخلق فرص جديدة لي، علاوة على أن المسرح هو أفضل مكان للممثل لكى يصقل موهبته، ومن يستطع النجاح من خلاله يمكنه تحقيق ذلك فى السينما والتليفزيون لأنه أبو الفنون . أما الفنانة الشابة مايا ماهر فتقول: أنا خريجة معهد فنون مسرحية قسم تمثيل وإخراج دفعة 2013، شاركت فى العديد من الأعمال منها مسلسلات «الريان» و «الدالي» و» سيدنا السيد «، بجانب بعض العروض المسرحية كان آخرها عرض « جميلة «على مسرح الغد، وبالنسبة لهذه التجربة أشارك فيها من خلال عرض» أوبرا الخيار» مع المخرج مصطفى عبد السلام الذى رشحنى للعمل معه لمعرفته بقدرتى على الرقص بجانب التمثيل، والعمل الذى يقدمه يعتمد بشكل أساسى على الرقص والموسيقى. وعن سبب موافقتها للمشاركة فى هذه العروض قالت: بالنسبة للعرض الذى أشارك فيه فقد وافقت لأنى من عشاق نوعية العروض الموسيقية، خصوصا أن العرض حافل بالكوميديا التى تعطى طاقة إيجابية للمشاهدين، أما بالنسبة للتجربة ككل فأراها فرصة جيدة لكل الشباب خصوصا أن هناك تحسنا فى الجو العام للمسرح، ويشهد إقبالا كبيرا هذه الأيام وبالتالى سيكون له دور فى إلقاء الضوء على المواهب الجديدة والمتميزة بما يعنى الشهرة والانتشار لها .