مى حداد: أحافظ من خلالها على تراث جدى وعمى.. والنجومية الحقيقية تكمن فى غنائنا الجماعى حسن المنياوى: أطلقنا أول ألبوم لنا بعنوان صفحة جديدة منذ عامين وأتمنى طرح ألبومات أخرى
يحكى أن، حيوا أهل الشام، مصر جميلة، صفحة جديدة، راجعين، بالعبرى الفصيح، الحرية من الشهداء.. مجموعة من الأغنيات التى تعبر عن حال الوطن والإنسان، وتغوص فى واقع قضايانا بكل الصدق باعثة روح الأمل والطمأنينة فى الغد، تقدمها فرقة «إسكندريلا» والتى زاد بريقها مع ثورة 25 يناير حيث ردد الكثيرون أغانيها عندما نزلت معهم فى الميادين. عن الفرقة التى احتفلت أخيرا بمرور 11 سنة على وجودها وعالمها الغنائى كانت هذه السطور : يقول حازم شاهين قائد الفرقة: كانت هناك فرقة تحمل نفس الاسم بدأت فى الإسكندرية قبل عام 2000 وكنت أحد أعضائها ولكنها توقفت بسبب هجرة أغلب أعضائها سواء هجرة خارج مصر أم هجرة داخلية بعيدا عن الموسيقى، وبقيت أنا وبداخلى حلم بعودتها إلى الحياة مرة أخرى، وهو ما حدث بالفعل عندما عادت كفرقة مكتملة فى 24 ديسمبر 2005 . وعما إذا كان هناك فرق كبير بين اتجاه الفرقة الجديدة عن القديمة قال: لقد أصبح اتجاه الفرقة أوضح عما كان عليه فى السابق، وهو تقديم أغانى سيد درويش والشيخ إمام التى تعتمد على الأداء الجماعى، فالفرقة ليست مجالا لأغنية الفرد الواحد، لكن الأغنية الجماعية التى أبدعها سيد درويش وتتسم بقصرها وتتناول موضوعات مختلفة كفن يحترم الإنسان ويعبر عن حاله، وقد سار فى نفس الاتجاه بعد دوريش والشيخ إمام، الفنان زياد الرحبانى لأنه يقدم نفس اللون الذى يعيش ويستمر، وبالتالى فالفرقة كانت بمثابة ثورة فنية على الأغانى الفردية التى فى نفس الوقت تنتاول موضوعات تمس الناس . وعن مدى تأثير ثورة 25 يناير على الفرقة قال: قبل الثورة كنا نقدم موضوعات مختلفة فى الشعر والموسيقى تتحدث عن محاولة اغتيال الإنسان فى كل مكان، ولكن بالشكل الذى نبث من خلاله الأمل وطمأنة الناس، وليس لبث اليأس والضعف، جاءت أغانينا عن الحب وأيضا الفقر والفساد وغيرها، وكنا معروفين فى أضيق الحدود، لأن الأضواء لم تكن مسلطة علينا، فما نقدمه لم يكن يروق للنظام السابق، وكان من المستحيل ظهورنا فى التلفزيون لنقدم أغانى تنتقد النظام، وعندما قامت الثورة أقبل علينا الناس بصورة لم نكن نتوقعها، وأدركنا أن سبب ذلك يرجع لمعرفتهم بنا وبما نقدمه قبل الثورة من أغنيات تغذى الوعى العام لأن يتحرك ويفيق، ولذلك صدقنا الناس لأننا لم نغير هويتنا، ولم نأت الميدان لنركب الموجة بل لأننا كنا نواصل تقديم رسالتنا، ولإيماننا بأن الفنان لابد أن يستخدم فنه السياسى ما دام مقتنعا به . لذلك اشتهرت أغانينا بشكل كبير فى الثورة وبعدها واستمر دورنا كثورة فنية تمثل ثقافتنا .
من القلب للقلب وعما إذا كانت الفرقة حتى اليوم تقدم فقط أعمال سيد دوريش والشيخ إمام قال: لدينا أعمالنا الخاصة والجديدة، فبجانب أعمال فؤاد حداد هناك أمين حداد وأحمد حداد ونجيب شهاب الدين وتميم البرغوثى وزين العابدين فؤاد ومصطفى إبراهيم. وعن الحفلات التى قدمتها الفرقة خارج مصر قال: قدمنا العديد من الحفلات فى الأردن وتونس والبحرين وبعض الدول الأوربية، ومن أهم هذه الحفلات حفلة قدمناها فى لبنان من عامين، وكان من ضمن الحضور زياد رحبانى الذى صعد فى آخر الحفلة على المسرح لتحيتنا وغنى معنا من أعماله . وعن أحلامه للفرقة قال: إن تواصل الفرقة تقديم كل ما يحترم جمهورها ويرقى بالناس ويحرضهم على التفكير فى واقعهم، وأن نبتعد بها عما تقدمه فرقة كثيرة تنزل بالإنسان إلى الحضيض ولا تسمو به وبأحاسيسه وكل همها أن تخدره، فمثلا لم ننجرف أثناء الثورة بقبول إعلانات لشركات تجارية رأسمالية كبيرة لأنها ضد مبادئنا، برغم أن هناك فرقا زادت شهرتها بشكل كبير بسبب ما حصلت عليه من دعم مادى من هذه الشركات الرأسمالية، فكل أعضاء الفرقة الذين لا يتجاوز عددهم 12 فنانا لا يهمهم العائد المادى بقدر توصيل ما بداخلهم للناس يضيف : أحلامى أيضا أن تقدم الفرقة المسرح الغنائى الذى أسسه سيد دوريش مثل «العشرة الطيبة» وغيرها، وقد حاول الشيخ زكريا أحمد تكرار التجربة، لكنه لم يستمر بسبب طغيان الاغنية الفردية على الموسيقى، ومن بعده تجربه الرحبانية، وكانت لنا تجربة أتمنى تكرارها وهى المشاركة فى العرض المسرحى «من القلب للقلب» التى عرضت على المسرح القومى تأليف فؤاد حداد، وإخراج رشدى الشامي.
روح واحدة ومن جانبها تقول مى حداد إحدى عضوات الفرقة: التحقت الفرقة من 2007، فأنا حفيدة الشاعر فؤاد حداد وكنت أشارك فى أمسيات شعرية من خلال فرقة «الشارع» التى تخصصت فى تقديم أشعاره وأشعار صلاح جاهين، ومن خلالها التقيت بحازم شاهين فعرض على وبعض الأعضاء بفرقة «الشارع» الانضمام إلى فرقة «إسكندريلا» فحدث دمج بين الفرقتين لأن روحهما واحدة، وبدأت الفرقة التى كانت فى بدايتها مقتصرة على تقديم أغانى سيد درويش والشيخ إمام فقط فى تقديم أغنيات جديدة لأمين حداد وأحمد حداد بجانب أشعار جدى، وزاد تعلقى بالفرقة أنى وجدتها ليست مجرد فرقة عادية، حيث تقدم فكرا مختلفا وقضايا اجتماعية وإنسانية ووطنية . لذلك لم أتجه للعمل فى غيرها، ويكفينى أنها تحقق رغبتى بل المسئولية الملقاة على عاتقى، فى الحفاظ على تراث جدى وعمى ومحاولة توصيله للناس. وعما ينقص الفرقة قالت: نحن فى حاجة إلى مزيد من الانتشار، بإتاحة الفرصة لأن تقدم عروضها فى مسارح تابعة للدولة من أجل الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور، خصوصا أن كل ما نقدمه من أغنيات يصب فى حب الوطن والإنسانية. وعما إذا كانت تبحث عن نجومية خاصة بها بعيدا عن الغناء الجماعى قالت: النجومية الحقيقية تكمن فى غنائنا الجماعى، لأن كل عضو فى الفرقة يجيد فى منطقته، وبالتالى نظهر جميعا فى حالة من التكامل والانسجام والكيان الواحد .
حلم تحقق وعن تجربته مع الفرقة يقول المغنى وعازف العود بالفرقة حسن المنياوي: منذ سنوات طويلة وأنا أتابع الفرقة كمستمع ومعجب بها، فرغم دراستى بكلية التجارة التى تعد بعيدة عن الموسيقى، لكنى عاشق للموسيقى وتحديدا العزف على العود الذى أتقنته بدراستى له فى بيت العود العربي، وذات مرة التقيت فى الأوبرا بحازم شاهين فى أمسية لأشعار فؤاد حداد, فتم الاتفاق بيننا على أن أنضم للفرقة ومنذ عام 2010 وأنا عضو بالفرقة وأشارك معها فى حفلاتها. يضيف: وجدت نفسى بالفرقة لأنى منذ صغرى عاشق لأغانى سيد درويش والشيخ إمام، وهذا سر تعلقى بالفرقة عندما عرفت أنها تقدم ما أعشقه ولا أجده فى فرق غيرها، ومنذ ذلك الوقت كان أقصى طموحى أن أنضم لها حتى ولو فى حفلة واحدة فقط، حتى الأغانى الجديدة التى نقدمها أراها قريبة منى لأنها تسير فى نفس الاتجاه والقضايا التى نتبناها . عن أحلامه للفرقة يقول: أتمنى أن تنتشر أكثر من خلال حفلاتها ومن خلال ألبومات جديدة، فنحن فى عام 2014 طرحنا ألبوما ضم 17 أغنية اسمه «صفحة جديدة « ولدينا أغنيات أخرى كثيرة تتجاوز ال 100 أغنية أحلم بطرحها فى ألبومات أخرى. ويعرب المنياوى عن سعادته بالحالة التى يعيشها مع الغناء الجماعى التى يعيشها مع الفرقة، وكيف أنها حالة محرضة للجمهور لكى يشارك معهم بالغناء، خصوصا أنها أغنيات تعبر عنهم ويجدون فيها لسان حالهم.