المواطن العربى ينظر للقراءة على أنها فى آخر سلم الاهتمامات الاتجاه العام عن الكتابة فى الفترة الأخيرة تناول تاريخ ليبيا
تحديات كثيرة وكبيرة تواجه رئيس اتحاد الناشرين الليبيين أولها الظروف السياسية الصعبة التى تواجهها ليبيا، وثانيها ارتفاع سعر الدولار وما ترتب عليه من ارتفاع أسعار الطباعة وقوانين مسلتزمات شراء الورق الخاص بطباعة الكتب، صحيح هل ليست مشكلة دور النشر الليبيبة وحدها أو الاتحاد هى مشكلة عامة أثرت على العالم العربى أجمع، لكن الناشرين الليبيين الأكثر تأثرا نظرا لما تعانيه ليبيا من مشكلات أمنية واقتصادية فجة، وهو ما أثر بشكل كبير عليهم فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ال 48 هذا العام، فمنذ بداية المعرض وحتى نهايته تأخر دفع إيجار الأجنحة الليبية المشاركة فى المعرض، ما دفع وزير الثقافة الليبى حسن فرج ونيس لمخاطبة حكومة الوفاق الوطنى لحل الأزمة، وتم حلها قبل انتهاء المعرض بيوم وهو ما أثر عليهم بشكل لافت للنظر وجعلهم لا يشاركون فى معرض الدار البيضاء الذى انطلقت فاعلياته الأسبوع الماضى. كيف تواجهون أزمة ارتفاع الدولار وتأثيره على الطباعة وقوانين مستلزمات الشراء؟ العالم كله يتأثر بهذه الأزمة الاقتصادية، فهناك صعوبة كبيرة جدا فى مواجهة هذه المأساة، فمعظم الناشرين العرب دائما يشتكون من غلاء سعر الكتاب، أذكر منذ ثلاثة أشهر كان هناك اجتماع للناشرين العرب فى الإسكندرية واجتمعنا بكل مدراء المعارض العربية، تحدثنا خلال هذا الاجتماع عن ضرورة تخفيض أجور الأجنحة، فالناشر فى السنوات الأخيرة أصبح يتكبد الكثير من الخسائر نظرا لزيادة أسعار الشحن والنقل إضافة إلى تكاليف الإقامة والإعاشة. من وجهة نظرك ما آليات الخروج من هذه الأزمة؟ الآن هناك مجهود كبير فى الطباعة لكنها مجهودات ضعيفة مقارنة بما كانت عليه فى السنوات الماضية جميعا، سواء كان فى غلاء الأسعار، ولن تنفرج هذه الأزمة إلا بانفراجة الأزمة الاقتصادية، فالإنتاج موجود تقريبا لدينا أكثر من 500 مخطوط يخرج للطباعة. هناك فجوة كبيرة بين الحركة الإبداعية وحركة النشر التى تسير بخطى سريعة ما تعليقك؟ طبعا لدينا فجوة كبيرة جدا، الإنتاج كبير من قبل المبدعين والباحثين وأساتذة الجامعات، لكن صعوبة الطباعة جعلت حركة النشر غير مواكبة لحركة الإبداع، والمشكلة الأكبر عزوف القارئ العربى عن القراءة. قاطعته قائلة: لماذا وقد أعلنت قمة المعرفة لهذا العام ارتفاع حصيلة قراءات المواطن العربى؟ بالعكس أرى أن نسبة القراءة متدنية، فالمواطن العربى البسيط فى ظل الظروف الحالية التى يعيشها المواطن العربى ينظر للقراءة على أنها فى آخر سلم الاهتمامات، إضافة إلى أن معظم الجامعات ليست لديها ميزانيات ما جعل الناشر العربى يتكبد خسائر فادحة، القوة الشرائية للكتاب قلت كثيرا، ونتيجة لغلاء الأسعار زاد الأمر، وما نشاهده من الزخم الشديد فى دخول المعارض، خصوصا، أننى زرت الكثير من المعارض العربية ورأيت الجمهور يدخل المعرض لمشاهدة الفاعليات الثقافية لكنه يخرج خاوى اليدين لا يشترى كتابا باستثناء قلة قليلة وهم الصفوة. هل الحل للخروج من هذه الأزمة المادية النشر الإلكترونى؟ ربما يكون حلا مؤقتا لكن لا غنى عن الكتاب العربى، لكن النشر الإلكترونى يأتى فى مرحلة ثانية، لكن نظرا للظروف التى يمر بها الناشر ما موقع النشر الإلكترونى من خطة اتحاد الناشرين؟ صراحة الاهتمام الأول يكون للكتاب، النشر الإلكترونى لا يعنى الناشر الليبى، حتى الطلبة والباحثين دائما يبحثون عن الكتاب الورقى على عكس الكتاب الإلكترونى الموجود معظمه على النت. شاركتم فى جميع المعارض والمحافل العربية هل هذه المشاركات جعلت هناك إقبالا على شراء الكتاب الليبى؟ بصراحة الكتاب الليبى عليه إقبال شديد ولاحظنا هذا من خلال مشاركتنا فى جميع المحافل العربية، إضافة إلى أننا تعبنا من توفير بعض الكتب الليبية خصوصا وهناك بعض الجهات التى تطلب منا كتب معينة، وهناك كتب تجد اهتماما خاصا، حاولنا نشر كتابات المبدعين الليبيين حتى نصل للقارئ العربى بكل ما يدور على الأرض الليبية، والرسالة التى يوجهها المبدع الليبى للقارئ العربى. كيف ترى حال المثقف الليبى فى ظل الظروف الحالية التى تعيشها ليبيا اليوم؟ من وجهة نظرى المثقف الليبى بعيد كل البعد عن قضايا مجتمعه، والساحة السياسية، وربما يكون ذلك نتيجة للنواحى الأمنية السيئة التى تمر بها البلاد، لذلك تنقسم النخب السياسية إلى قسمين مثقفين وكتاب وقسم آخر وهم المفكرون الأكاديميون الذين يحاولون محاولات متنوعة نوعا ما للخروج من الأزمة نتيجة للظروف السيئة التى تمر بها البلاد، فبعض النخب السياسية ارتكنت جانبا على أساس أن هناك نوعاً ما يسمى بالإرهاب الفكرى ما جعل المثقف الليبى يبتعد عن المشاركة فى المشهد السياسى لكنه فى الوقت نفسه يشارك فى المشهد الثقافى من ملتقيات، وهناك بعض الجمعيات الفكرية فى ليبيا تنظم ندوات ولقاءات فكرية وكتاب المسرح يسهمون فى إنتاج مسرحيات، وكل هذا يسهم نوعا ما فى حلحلة الوضع المتردى فى ليبيا وتنبيه المواطن لما يدور حوله فى ليبيا. أفهم من كلامك أن عناوين الكتب لم تتغير خلال السنوات الأخيرة؟ بصراحة هناك بعض التغيرات، لكن الاتجاه العام عند معظم الكتاب الليبيين فى الفترة الأخيرة هو تناول تاريخ ليبيا الذى ظل مطموسا لسنوات، خصوصا فترة الملكية التى أصبح التركيز عليها اليوم من المؤرخين الليبيين، خصوصا والجيل الحالى من الشباب لم يعرف عنها شيئا، هناك عدد من الأكاديميين لديهم كتب كانت مطبوعة من النظام السابق، حاليا لا يوجد جديد نظرا للوضع الأمنى. طالبت من قبل بضرورة تغيير قانون المطبوعات ماذا تم فى هذا الأمر؟ لا حتى هذه اللحظة ما زلنا نعمل بالقانون السابق الصادر برقم 76 لسنة 1972، فهناك لجنة فى الهيئة العامة للثقافة جلست معنا باعتبارى رئيس اتحاد الناشرين، لدراسة الطفرة التى حدثت فى السنوات الأخيرة، وحاولنا تعديل بعض النقاط المهمة فى القانون وننتظر عرضها على الجهات التشريعية للبت واتخاذ القرار فيها، لإقرار هذا القانون من البرلمان أو الجهة التشريعية المفوضة. طالبت بتسهيل الحركة الإنسايبية للكتاب ماذا تعنى بهذه الحركة؟ فعلا الغرض منها إعفاء الناشر من أجور الشحن التى يتكبدها عند حضوره المعارض العربية، أيضا محاولة تخفيف قيود الرقابة نوعا ما محاولة تسهيل خروج الكتاب الليبى من البلاد، ففى فترة من الفترات كنا لا نستطيع أن نصدر أكثر من عشرين كتابا، الآن نحاول تخفيف الشحن الجوى والبرى، حيث تم إصدار قانون عام 2004 فى ليبيا يفرض الجمرك على الكتاب، بنسبة 2 % ، قمنا بمخاطبة الجمارك بإعفاء الكتاب من الرسوم الجمركية، اتصلنا بالخطوط الجوية الليبية لتخفيف أجور الشحن وهم مشكرين قاموا بتخفيض 50 % على أجور الكتاب، وهى محاولات لتسهيل مرور الكتاب الليبى للعالم أجمع، فليس لدينا ميزانية وإمكانات مادية على الأقل نستطيع تسديد إيجارات المعارض التى نشارك بها. سمعنا أن رئيس الهيئة الوطنية الليبية «وزير الثقافة الحالى» يولى اهتماما كبيرا للكتاب هل بحث معكم هذا الأمر باعتباركم اتحاد ناشرين؟ نعم تحدثنا معه، المشاركات تكون من الناشرين جميعهم والكتاب الليبى ليس صادر هى الوزارة فقط، وفعلا وزير الثقافة أبدى استعداده التام ليكون الكتاب الليبى موجودا فى كل المعارض وفى المرحلة المقبلة سيولى هذا الأمر اهتماما كبيرا، كما أنه قرر أن يتم بيع منشورات وكتب وزارة الثقافة بأجور رمزية، وذلك بهدف رواج الكتاب الليبى فى العالم العربى وهذا جهد مشكور من الهيئة الوطنية الثقافية. ما أكثر الكتب رواجا فى ليبيا؟ فى الفترة الأخيرة الروايات والكتاب التاريخى تجد رواجا ملحوظا، خصوصا الكتب التى تركز على الفترة الملكية. أصدرتم منذ فترة ليست ببعيدة بيانا يدين عملية مصادرة الكتب واغتيال الفكرة هل تتم مصادرة الكتب فى ليبيا؟ ليست لدينا مصادرة لكن ما حدث أنه تمت مصادرة مجموعة من الكتب لأحد الناشرين فى حين أن الجهة الرسمية فى الدولة هى الرقابة على المطبوعات وهى التى لها الحق لمصادرة الكتاب وفى الحقيقة هم متفهمون معنا جدا ولا يقومون إلا بمصادرة الكتب التى تسيء للدين الإسلامى الحنيف وما يسىء للأخلاق، ونحن على تواصل مع هذه الجهة التى تمت مصادرة الكتب فيها، فالرقابة من شأنها أن تحيل الكتاب إلى إدارة مراجعة المطبوعات. عندما كانت ليبيا ضيف شرف معرض الكتاب فى القاهرة منذ خمس سنوات تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة المصرية ونظيرتها الليبية، هل تم تفعيل هذا البروتوكول على أرض الواقع خلال السنوات الماضية؟ لم يصلنا شىء عن هذا البروتوكول. هناك مطالبات باستحداث مشروع وطنى لنشر الثقافة ما تعليقك؟ هذا أمر جيد نتمنى البدء فى إجراءات هذا المشروع حتى ننهض بأحوال الثقافة والمثقفين، وهذا من أجل مواجهة التطرف فهم الفئة الأقدر بأقلامهم على شحذ همم الشباب وتوعيته لمواجهة هذا الإرهاب الغاشم الذى يتفحش ليس فى ليبيا فقط بل فى العالم العربى. ما قواعد وآليات عمل الاتحاد؟ لدينا قاعدة أساسية نرتكز عليها وهى أن كل ناشر يسىء للاتحاد يتم شطبه من جدول العضوية، نحن نتواصل باستمرار مع اتحاد الناشرين العرب لمتابعة جميع المستجدات على الساحة العربية فيما يتعلق بالطباعة والنشر والمشاركة فى المعارض، أيضا نحن بصدد التعاون مع جهة نشر مصرية لعمل كتاب لتقريب وجهات النظر ليحمل عنوان «ليبيا فى عيون المثقفين المصريين، وآخر تحت عنوان” مصر فى عيون المثقفين الليبيين». ما ضمانات اتحاد الناشرين لحماية حقوق الملكية الفكرية للمؤلف الليبى؟ نحن اتحاد مهنى نقوم بالبت فى الكتب المزورة، ما يشك فيها من قبل رقابة المطبوعات ويتم إخطارهم لتوضيح الأمر.