تنظم جمعية البحوث والدراسات لاتحاد المغربي مؤتمرا دوليا تحت عنوان"العلاقات المغاربية – المشرقية بين الواقع والمأمول" يومى 14 و15 مارس الحالى فى جمهورية تونس، لطرح الإشكاليات الخاصة بالعلاقة بين المغرب العربي والمشرق العربي للنقاش العلمي، وذلك بمشاركة خبراء ومختصين من مختلف الأقطار المغاربية والخليجية والمشرقية،سعيا للبحث في إمكانية إيجاد آليات جديدة فعالة لتوطيد العلاقات الخليجية المغاربية. ويقول منسق اللجنة العلمية والتنظيمية للمؤتمر الأستاذ الدكتور حبيب حسن اللولب: تتسم العلاقات الدولية في عصرنا الحاضر بتشابك العلاقات بين الدول والأمم والمجموعات الإقليمية وقيامها على تفاصيل كثيرة من أهمها وحدة المصير واللغة والدين والعرق وغيرها، وقد تتوطد في أحيان كثيرة بناء على المعطى الاقتصادي والأمني وحده فقط كما هو حاصل في عدد من التكتلات المزدهرة كالاتحاد الأوروبي مثلا.
وقد سُجلت في نطاق العالم العربي عدة محاولات لبناء تكتلات تجسد الطموحات المبنية على المشتركات الكثيرة التي تجمع بين شعوب المنطقة، إلا أنها لم تكن في مستوى التطلعات لأسباب كثيرة، وقد شهدت هذه المحاولات تجربة جزئية ناجحة لحد الآن وهي "مجلس التعاون الخليجي" وتبقى تجربة "اتحاد المغرب العربي" تراوح مكانها لعوامل متعددة ، ولم تبرز لحد الساعة المبادرات الكافية لضم التكتليين المحوريين أو على الأقل تحقيق نوع من الاتحاد الذي يرجع بالنفع على شعوب المنطقة العربية.
من الناحية الاقتصادية، فقد برزت استثمارات خليجية في المنطقة المغاربية إجمالاً فقد تزايدت من حوالي36 مليون دولار في سنة 1990(ما يمثل نسبة 8% من الاستثمارات الأجنبية المباشرة) إلى حوالي 2986 مليون دولار في سنة 2012 (ما يمثل حوالي 40% من مجموع الاستثمارات الأجنبية المباشرة). وهذا يبين أنها تضاعفت أكثر من 82 مرة تقريبًا.
الشيء الذي يشير بزيادة حجم تلك الاستثمارات المصنفة ضمن الاستثمارات البينية العربية-العربية، وفي المحصلة فقد مثّلت الاستثمارات الخليجية حوالي ربع الاستثمارات الدولية في المنطقة المغاربية.
وعل الرغم من حجم الانتقال في الاستثمارات الخليجية في المنطقة المغاربية إلا أنها لم تحقق بعد القفزة النوعية اللازمة الذي تقتضيه العلاقات التاريخية والثقافية بين التكتلين.