تستقبل معظم دول العالم عيد الميلاد "الكريسماس" أو العام الجديد بالتقاليد نفسها ، التي قد تختلف بشكل طفيف من دولة لأخري، إلا أن هناك بعض الدول التي تتميز باحتفالات قد تتسم بالغرابة بعض الشئ.
فمعظم البلدان تزين شجرة الميلاد وهي عبارة عن شجرة "الأرز" بالأضواء والبلورات الملونة وبابا نويل أو "سانتا كلوز" الذي يرتدي زيه الأحمر ورجل الثلج بينما تتخذ بعض البلدان مظاهر مغايرة للاحتفالات.
وكثير من الدول وعلي رأسها مصر تزين المحال التجارية والفنادق والمنازل بشجرة الكريسماس ويرتدي بابا نويل بذلته ذات اللونين الأحمر والأبيض حاملا علي ظهره حقيبة بها هدايا للأطفال وتحرص الأسر المسيحية والكنائس علي تجهيز مجسم "مزود الميلاد" ليمثل مزود البقر الذي ولد به المسيح ويتضمن تماثيل للعذراء مريم ويوسف النجار متكأ علي العصا ويرقد الطفل بمكان مبطن بالقش وحوله نماذج للحيوانات ويعلو المكان نجمة مضيئة لامعة .
أما في فلسطين البلد التي ولد فيها المسيح فضلاً عن هذه المظاهر يحرص المسيحيون علي زيارة كنيسة المهد ببيت لحم للحصول علي البركة وحضور الصلاة .
وفي لبنان تبدأ للتجهيز بالاحتفال قبل نهاية العام بشهر ويتشارك المسلمون والمسيحيون في تعليق الأطواء الملونة ليس علي المنازل والشوارع فحسب بل أيضاً المدارس والجامعات والمستشفيات زيين شجرة عيد الميلاد العملاقة أمام مسجد محمد الأمين فى العاصمة اللبنانيةبيروت.
أما في الامارات تهتم بتزيين الفنادق والمطاعم لجذب السائحين وتحرص الأماكن السياحية علي استقبال بابا نويل لزوارها . بينما يقتصر الاحتفال بالكريسماس في السعودية علي نطاق ضيق لايتجاوز المنازل والسفارات الأجنبية والقنصليات
أغرب الاحتفالات بالشرق
أما في المغرب فيحرص المواطنون علي الاحتفال في المنزل وتشتهر هذه المناسبة لديهم بوجية "العصيدة" الدافئة وهي أكلة لها أصول أمازيغية .بينما يهتم التوانسة.. بالخروج للمتنزهات ليلاً للإستمتاع بالجو والطبيعة والأشجار
اما في العراق يحتفل المسيحيون باستقبال عيد الميلاد بالقفز فوق النار ليلة الكريسماس كتعبير عن حالة المرح والسعادة ، بينما لايفضلون الخروج من منازلهم في هذه المناسبة إلا لحضور قداس العيد ، ويشاركهم المسلمون في تزيين شجرة الميلاد وإستقبال العام الجديد بسانتا كلوز.
أما في العاصمة التركية ، فيتم بتزيين شجرة الميلاد ويستقبل بابا نويل الزوار في هذه اليلة أمام الملاهي الليلية والمطاعم والفنادق . ويتم إطلاق الالعاب النارية كويسيلة للاحتفال والجذب ويتم مشاهدة الألعاب النارية فوق مضيق البوسفور أو برج جالاتا .
ويعتقد سكان بعض مناطق الأناضول، أن أول من يجلب الماء، في صباح أول يوم من العام الجديد، سيصبح غنيًا، كما يعتقد آخرون أن وضع الدقيق المطحون، على أبواب المنازل، قبل رأس السنة بأربعة أيام "يجلب الخير"
احتفالات تقلديدية
وفي أمريكا يعتبر الكريسماس عيد أساسي وتتزين الشوارع والمحلات والمنازل بشجزة الكريسماس ونموذج للميلاد سواء مجسم أو لوحات مرسومة وتحتفل الدول الأوروبية بعيد الميلاد في 25 ديسمبر بحسب التقويم الخاص بهم ويكون حضور القداس هو السمة الأساسية ليس للأمريكيين وحدهم بل لكل مسيحيي العالم .
وبمجىء الكريسماس فى الهند يقوم الهنود بتزيين أشجار الموز والمانجو كما يضيئون أضواء صغيرة تخرج من مصابيح عيد الميلاد وتملأ الزينة والزهور الحمراء مختلف أرجاء الهند.
شخصيات بديلة لبابا نويل
يحتفل الايطاليون بعيد الميلاد مستبدلين بابا نويل بشخصية "بيفانا" ساحرة عيد الميلاد، التي تقوم بتقديم هدايا العيد ، ويقدم الناس النبيذ لها لتشرب قبل أن تغادر وإن كان الأطفال ودودين معها يمكن أن تكنس لكم الأرضية بمكنستها الساحرة. وهذا الاسم أصله كلمة "ابيفانياس" اليونانية، التي تعني عيد الغطاس، ويحتفل به في إيطاليا في السادس من يناير.وحديثاً يحتفل الإيطاليون بمشاهدة متزلج الأمواج "فيريدريكو بيكانلجيا" وهو يرتدي أزياء "سانتا كلوز" أثناء قيامة بالتزلج على الأمواج في سواحل ليفانتو الإيطالية، كنوع من الاحتفال لبث السعادة بين المحتفلين.
وفي أوكرانيا يعتقدون ب"جالب الحظ"، حيث تغطى شجرة عيد الميلاد بخيوط العناكب بدل من الزينة المعتادة والأضواء الزاهية فضلا عن الأجراس والكرات الصغيرة. وأصل التقليد يرجع إلي القصص الشعبية عن امرأة كانت فقيرة ولا تستطيع أن تتحمل نفقات زينة شجرة عيد الميلاد، وقامت بتزيينها بخيوط العنكبوت، وفي صباح يوم عيد الميلاد ومع أول طلوع الشمس وانعكاس ضوء الصباح على الشجرة تحولت خيوط العنكبوت إلى خيوط ذهبية وفضية.
أما في آيسلندا يتحول بابا نويل إلى قط يدعى "لادس"، حيث يعتبر أشهر شخصيات الفولكلور الآيسلندي الذي أصبح في العصر الحديث أهم مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد، ويقوم بزيارة الأطفال ليلة عيد الميلاد وتقديم الهدايا لهم بناء علي طاعتهم في مدار السنة.
نحن بابا نويل و تحتفل أستراليا بالكريسماس بالالتقاء بالاهل والأصدقاء وتناول العشاء علي الشواطئ ويفضلون الوجبات البحرية مشعلين الشموع ومرتلين . وبطريقة مختلفة حيث تنظم بعمل "سباق المرح"، وهو سباق جري يضم عدد كبير من الأشخاص مرتدين أزياء بابا نويل، بهدف جمع التبرعات للأطفال الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة .
علي طريقة السندريلا وفي جمهورية التشيك، يعتبر سمك الشبوط هو الوجبة الأساسية لعشاء عيد الميلاد، ويعود تقليد تناول الشبوط في الأعياد المسيحية إلى القرن الحادي عشر الميلادي. وتقوم الفتيات العازبات بإلقاء أحذيتهن صوب الباب، فإذا سقط ومقدمته متجهة نحو الباب، فهذا يعني أنهن لن يتزوجن في هذا العام ، أما إذا سقط الحذاء بالاتجاه المعاكس، فعليهن البدء فورًا في التحضير للزفاف. وفي ألمانيا وهولندا يقوم الأطفال بإلقاء أحذيتهم خارج المنزل مترقبين العثور على حلوى ولعب داخل الحذاء، وفي الصباح يقوم بابا نويل بوضعها لهم علامة على رضاه عنهم في السنة الماضية.
أما الشعب الياباني فهو يهتم بتقاليد الطعام ويعتبر الديك الرومي الأفضل علي الإطلاق للإحتفال ولكن نظراً لعدم توافره توحلت وجبة "كنتاكي" للبديل عنها حيث إرتبط إسمها بعيد الميلاد لديهم حيث انطلقت بالبلاد في عام 1974.
أما في ماليزيا يقوم سانتا كلوز في أول أيام شهر ديسمبر بإطعام الأسماك كنوع من احتفالات أعياد الميلاد في العاصمة "كوالا لامبور"، علاوة على ارتداء بعض الفتيات لأزياء "عروسة البحر" ، كنوع من الاحتفال.
أما في الصين فهم يقدمون التفّاح ملفوفًا بأوراق ملوّنة، بدلا من سانتا كلوز، وتقدم الهدايا وتعطي الفاكهة والحلوى للأطفال المطيعين والفحم والثوم لغير المطيعين.
وفي النمسا يصاحب سانتا كلوز شخصية كرامبوس المخيفة ، ليعاقب الأطفال غير المطيعين قبل الميلاد، على عكس سانتا كلوز الذي يوزع الهدايا على الأطفال.
أما في رومانيا يحاول الناس الاستماع إلى كلام الحيوانات على أمل إيجاد السعادة الحقيقية.