كلوني ومادونا والثورات العربية يخطفون الأضواء بفينيسيا‏!‏

برغم أن مهرجان فينيسيا هو الاقدم بين المهرجانات السينمائية الكبري في العالم فإنه دائما يقع في مكانة وسطي بين مهرجان كان الأكثر جماهيرية وتلاعبا بالسياسة‏,‏ ومهرجان برلين الأكثر جدية وصرامة. والدورة ال86 للمهرجان التي تعقد حاليا وتستمر حتي الأحد القادم حفلت بالعديد من الأفلام التي جذبت الاهتمام علي رأسها فيلم( القمر الكامل منتصف شهر مارس) الذي قام ببطولته واخرجه الممثل العالمي جورج كلوني. الذي افتتح فينيسيا من قبل بفيلم( مساء الخير وحظ سعيد) من اخراجه أيضا.
وكعادته يختار كلوني الافلام السياسية لاخراجها. وهو هنا يلعب دور مرشح بالحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الامريكية ويقدم الفيلم الالاعيب اللاأخلاقية في السياسة الامريكية وكيف يبتز شخصية كلوني أحد مديري حملته الانتخابية. وكان هناك( وي) الفيلم الجديد من اخراج المطربة العالمية مادونا ويحكي الفيلم عن قصة الحب بين الأمريكية واليس سامبسون والملك ادوار الثامن ملك انجلترا الذي ترك حكمه ليرتبط بها برغم أنها كانت متزوجة مرتين قبله. وكللت علاقتهما بالفشل برغم كل التضحيات فيها.
ويمكن القول إن غالبية النقاد العالميين قد ذبحوا فيلم مادونا ورأوه متواضعا للغاية برغم أنهم رأوه أفضل من الفيلم الاول الذي أخرجته منذ سنوات. ثم هناك فيلم المخرج البولندي العالمي رومان بولانسكي( مذبحة) عن مسرحية للايرانية ياسمينا ريزا. وكالعادة كان الحديث حول عدم حضور بولانسكي لادانته في حادث بأمريكا اعتدي فيه علي قاصر والخوف ان تسلمه الشرطة الايطالية للسلطات الامريكية في حين أنه يقيم بفرنسا التي تحميه. وفيلمه الذي تدور احداثه كلها في بضع غرف بشقة مغلقة ابلي فيه بلاء حسنا مجموعة من اهم الممثلين العالميين علي رأسهم جودي فوستر وكيت ونسليت. والمذبحة التي يحمل عنوانها الفيلم هي مذبحة كلامية بالقدر الاكبر حيث يقدم الفيلم تراشقا مستمرا بين فريقين من الازواج اصاب ابن احدهما ابن الفريق الاخر ويقدم الفيلم ما في النفس البشرية من عنف وتوحش اذا اطلق له العنان.
ومن ايران ايضا يعرض فيلمان أولهما فيلم الرسوم المتحركة, دجاج بالخوخ] للفرنسية من أصل ايراني ماريان ساترابي ورفيقها الفرنسي فانسان بيرونو. وسبق لهما الحصول علي احدي جوائز مهرجان كان عن فيلمهما الاول( برسوبوليس). وهما هنا يرثيان ايران في خمسينيات القرن الماضي وكيف كانت جميلة وعظيمة في رأيهما فيما مضي. وتقول المخرجة ان ايرن انتهت تماما الان. والفيلم عموما صنف بالرؤية العدمية ووجهت المخرجة بذلك قائلة( أليست الحياة تنتهي بالموت) حيث احتفل بالفن والحب في الفيلم.
وهناك فيلم اخر ينتقد ايران هو( الألب) بطولة الممثل الفرنسي ماثيو الماريك عن عازف كمان يفقد رغبته في الحياة عندما تتحطم آلته. وجذب الانظار كذلك فيلم( منهج خطر) للمخرج الكندي الكبير ديفيد كرونتبرج. وهو عن علاقة ثلاثية بين عالم علم النفس الاشهر سيجموند فرويد وتلميذه كارل يونج ومريضته الروسية الطبيبة سابينا شبلرين التي أقام معها علاقة حسية. واعتمد الفيلم علي الرسائل المتبادلة بين الثلاثة التي اكتشفت في السبعينات. ومن بين الرقم الضخم(031) فيلما التي يعرضها المهرجان هناك56 فيلما تعرض لاول مرة في العالم ومنتظر عرض فيلم تود سولوندز الحصان الأسود وفيلم أبيل فيريرا عن نهاية العالم(44:4 آخر يوم في العالم) ومن بريطانيا مرتفعات ويذرنج لأندريا أرنولد و(عار) لستيف ماكوين. وعن الثورات العربية يعرض خارج المسابقة من مصر( الطيب والشرس والسياسي) أو تحرير1102 لثلاثة مخرجين هم تامر عزت وآيتن أمين وعمرو سلامة. ومن سوريا ثلاثة أفلام( حاضنة الشمس) لعمار البيك والفيلمان الاخران هما( طلائع) و( النهاية) وهما اخراج جماعي وانتاج لمجموعة من المخرجين السوريين الذي أخفوا أسماءهم لكي لايستطيع النظام السوري القبض عليهم أو ايقاف انتاج أفلامهم.
الجدير بالذكر ان المخرج الامريكي دارن آرونوفسكي يرأس لجنة تحكيم المهرجان وسيقوم بتوزيع جائزة, الاسد الذهبي] للفيلم الفائز في مسابقة المهرجان والتي تضم22 فيلما مشاركا في المهرجان.