الحوار.. والرسالة الغائبة (2) أعتقد أننا بحاجة إلي إنعاش قضية الحوار مع الآخر وتجاوز جميع العقبات التي تعترض مثل هذا الحوار الضروري باعتباره المدخل الصحيح لتصحيح صورة الإسلام في عيون المجتمع الغربي الذي يجهل حقيقته! والحقيقة أن جهل الأوروبيين والأمريكان بحقيقة الإسلام يرجع أساسا إلي محدودية الثقافة الدينية بوجه عام فمنذ أن تم فصل الدين عن الدولة في الدول الأوروبية في بداية القرن التاسع عشر بدأ إلغاء تدريس الدين في المدارس ولم يعد الأوروبيون يعرفون الكثير عن الدين بوجه عام سواء دينهم أو الأديان الأخري. وكانت النتيجة الحتمية لتراجع الاهتمام بالدين في أوروبا أن الناس أهملوا الثقافة الدينية إلي الحد الذي اعتبرته بعض مراكز الأبحاث بمثابة ظاهرة يطلقون عليها اسم الأمية الدينية بعد أن أصبح عنوان الدين في معظم دول أوروبا محصورا في مظاهر الاحتفالات بالأعياد مثل أعياد الميلاد والكريسماس ورأس السنة! ولعل من أهم القضايا التي يجب أن يهتم المسلمون بتوضيحها للأوروبيين والأمريكيين هي قضية حقوق الإنسان من منظور إسلامي, والتأكيد علي أن القيم والمباديء التي أرساها الدين الإسلامي منذ 14 قرنا من الزمان هي نفس المباديء والمعايير التي أقرها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان منذ 60 عاما فقط.. حيث أكد الإسلام كل هذه المباديء كمعايير أساسية للحياة في مجتمع يسود فيه الأمن والسلام والحرية والعدل والمساواة حيث الناس جميعا سواسية كأسنان المشط.. ولا فرق لعربي علي أعجمي ولا أبيض علي أسود إلا بالتقوي. ومن هنا فإنه في سبيل درء تهمة العنف والإرهاب التي التصقت بالإسلام والمسلمين في السنوات الأخيرة يجب علي المسلمين تقديم كل ما يؤكد أنها تهمة باطلة والتدليل علي أن القرآن الكريم كتاب يدعو إلي السلم ويجرم كل أشكال العنف والإرهاب علي عكس ما يدعي بعض الإعلاميين الأوروبيين والأمريكيين في برامجهم التليفزيونية ومقالاتهم التي تشوه صورة الإسلام. إن القرآن الكريم يدعو إلي السلام بدليل أن السلام والسلم ومشتقاتهما من المصطلحات القرآنية التي جاء ذكرها في القرآن الكريم أكثر من 150 مرة. كما أن جميع سور القرآن الكريم ال114 تبدأ ب بسم الله الرحمن الرحيم, وكذلك فقد نهي الله المسلمين عن قتال ومحاربة الذين لم ينكثوا عهدهم من المشركين ولم يقاتلوهم.. إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلي مدتهم إن الله يحب المتقين.. وهناك نص قرآني صريح يلزم المسلمين بعدم البدء بالعدوان: ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين. خير الكلام: من يكظم غيظه يكسب نفسه ويكسب ألد خصومه! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله