لاينبغي أن يقلل من قيمة الثورة الليبية في عيون العرب, خاصة فصائلهم القومية, أو يؤثر في قيمتها ومكانتها الوطنية, الدور الذي لعبه حلف الناتو في مساندة الثوار, بدعوي أنه لولا هذا الدور لتمكنت قوات القذافي من سحق الثورة, التي رفعت أعلامها في المنطقة الشرقية واتخذت من بنغازي عاصمة لها, تطالب بالتغيير وتلتزم التعبير السلمي عن مطالبها, لكن القذافي اعتبر الثوار مجرد جراثيم وجرذان ينبغي سحقهم دون رحمة, ودفع قواته شرقا كي تقتحم بنغازي, تعمل فيها القتل والتدمير إلي أن يخمد صوت الثورة بعد أن شن عليهم حملة كراهية شديدة تتهمهم مرة بأنهم مجرد عملاء لتنظيم القاعدة, وتتهمهم مرة اخري بأنهم مجرد مجموعات شاذة تحترف الإجرام وتتعاطي حبوب الهلوسة والمخدرات! ويدخل ضمن حقائق التاريخ عن هذه الفترة, أن قوات حلف الناتو تلكأت كثيرا في الاستجابة لمطالب الثوار الذين كانوا يطالبون بفرض حظر جوي علي المنطقة الشرقية يحميهم من قصف طائرات القذافي إلي أن أصبحت قواته وأرتال مدرعاته علي مشارف بنغازي, وأصدرت الجامعة العربية قرارها بدعم عملية الناتو التي حالت دون وقوع مذبحة مخيفة, حرض عليها جنون العقيد وغروره المتضخم وإحساسه الواهم بعالم افتراضي كاذب لابديل فيه عن القذافي سوي الطوفان الذي يحمل الهلاك للجميع! لكن حقائق الواقع تقول ايضا, إن الثوار الليبيين الذين اضطروا لحمل السلاح, حاربوا بشجاعة نادرة علي مدي ستة اشهر جنون العقيد, وضعوا قصص بطولة نادرة في عمليات كروفر شهدتها مدن مصراته والزاوية ورأس لانوف والبريقة وقري جبل نفوسة الي أن تمكنوا من دخول طرابلس واقتحام العزيزية, وإجبار العقيد واولاده علي الفرار.. وبدون شجاعة هؤلاء الرجال ماكان يمكن للناتو وحده ان يزيح حكم القذافي حتي لو استمر القصف الجوي أعواما! وما ينبغي أن يدخل في يقين كل ليبي وكل عربي, أنه لولا دماء الشهداء الليبيين لما نجحت الثورة الليبية, وأيا كانت أطماع الناتو في بترول ليبيا وأرضحا, فالأمر المؤكد ان الثوار الليبيين الذين خاضوا هذه المعارك سوف يقدرون علي حماية مصالح وطنهم, شريطة أن يحافظوا علي وحدتهم وعلي هدفهم الصحيح, في بناء دولة مدنية ديمقراطية يحكمها دستور عصري تشترك كل اطياف الشعب الليبي في كتابة بنوده المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد