مر علينا شهر رمضان المبارك هذا العام في ظل عدم وجود النظام البائد و عدم ظهور الرئيس المخلوع في احتفالات ليلة القدر, وصوره وهي تتصدر الصفحات الاولي في صلاتة الجمعة الاخيرة, هذه الصورة التي ظلت لمدة30 عاما تتكرر. اختفي مبارك ولكن للأسف الشديد لم يختفي رجالاته من الشاشات التليفزيونية في المحطات المختلفة, من خلال برامج عديدة وكأن الهدف تطهير هؤلاء الرجال من نظام مبارك والدفاع عن أنفسهم وأعادة تسويق انفسهم مرة أخري داخل المجتمع المصري, وبمزيد من المزايدة ومزيد من النفاق, وكأن الثورة لم تحدث ولم تغير شيئا. لقد تهافتت المحطات الفضائية المختلفة لأستضافة مساعدي النظام السابق في قهرة للشعب وتعمية الرأي العام ونقل الصورة الخاطئة والمضللة للمواطنين, وأغلبهم من رموز الصحافة والاعلام وكبار السياسين, وأخذ كل منهم مساحة واسعة للدفاع عن نفسة و الدفاع عن مواقفة, بل أخذ بعضهم اسلوب التعمية مرة اخري في ايهام المشاهدين بأنة كان مع الثورة, وضد النظام وانه تنبأ بها, لدرجة ان أحدهم وكان رمزا من رموز الاعلام الحكومي, أكد انه هو من أطلق شرارة الثورة من خلال برنامجة التلفزيوني الذي استمر لسنوات وكأنة يتحدث مع شعب أخر. لكن هناك اسئلة مهمة تطرح نفسها بقوة, ماهو السبب من وراء تلك البرامج, و هل هناك اتفاق ضمني بين معدي ومقدمي البرامج وهؤلاء الاشخاص من أجل تلميعهم وإعادة تسويقهم, أم هل مازالت لهم السطوة والنفوذ من أجل ظهورهم بهذا الشكل الهستيري, وأصاب معظم الشعب بالأنفصام, هل تم تأمين مستقبل مصر كاملا و نعيش في استقرار و لا توجد اية مشاكل نناقشها عبر البرامج لنتفرغ لمشاهدة نفس الاشخاص الذين استفزوا الشعب المصري لسنوات طوال, وهل المرحلة المقبلة لهم ايضا بعد كل هذا الظهور الاعلامي لهم في رمضان, بعد ان شوهدوا مرة أخري و لكن هذه بنيولوك جديد, كل تلك الاسئلة ليس لها إجابات ولكن ربما المرحلة المقبلة تجيب عنها. المزيد من مقالات جميل عفيفى