يحرص بعض المسلمين علي التجهز لرمضان بالطعام والشراب والياميش والتليفزيون وبرنامج الفضائيات في الشهر الكريم; ليكون علي أهبة الاستعداد لاستغلال رمضان في غير موضعه أو الإسراف في المباح, ليعلن شعار:( نحن نضيع رمضان)!! ومن هنا كان لا بد أن نذكر بالأسباب الداعية إلي تضييع رمضان والتي يجب أن نحذرها كلنا, ويوضحها الدكتور عادل هندي المدرس بجامعة الأزهر قائلا: إن عدم فهم ماهية الشهر الكريم والغفلة عن خيراته, و عدم التعود علي استغلاله بالإضافة إلي أن الأقارب والأهل لهم دور رئيسي في تعليم الأبناء فن تضييع رمضان, ويأتي بعد ذلك دور الصحبة السيئة فهم سبب من أسباب تضييع شهر الصيام, كما أن ضياع الهوية ووضوح الغاية والغرق في الشهوات, والبحث عن اللذة الفانية والوقتية يؤدي إلي إهمال خيرات هذا الشهر وشعورالكثير من الناس بأنهم في مأمن من الموت والخاتمة. وأضاف أن رمضان هو رحلة في السير والانطلاق إلي الله, و يلزم في ذلك التخفف من الأحمال وترك المسوفات والموانع عن الانطلاق, وكذا يلزم التزود بأفضل زاد, وهو ثمرة وعلة الصيام( لعلكم تتقون). وعن طرق تضييع رمضان قال: لقد انتشرت في الآونة الأخيرة من زماننا سلوكيات وعادات سيئة أفقدتنا حلاوة ولذة رمضان, وكانت طرقا لتضييع هذا الشهر الفاضل المفضال, منها التسويف( سوف أختم- سوف أتصدق- سوف أزور- سوف أصلي...) و السهر وإضاعة الوقت فيما لا يفيد( كالجلوس أمام التليفزيون فيما لا ينفع- السهرات مع الأصدقاء علي القهاوي- الزيارات العائلية الطويلة المرتبطة بالطعام ومشاهدة التلفاز...............) والنوم عن الصلوات المكتوبة, وتمضية الأوقات في الغيبة والنميمة بالإضافة إلي عدم تأدية صلاة التراويح كاملة. وغيرها كثير وكثير. وتطرق الدكتور عادل لآثار تضييع رمضان موضحا أنها تؤدي إلي الخيبة والخسارة, فقد قال صلي الله عليه وسلم: ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له( ورغم أنف: يعني أصابته الذلة والمهانة والخسارة) والحرمان من البركات المنتشرة في رحاب أيامه ولياليه وضياع الخير كله لمن ضيع ليلة القدر( من حرم خيرها فقد حرم الخير كله) كما أنه يفقد لذة التعبد والتقرب من الله رب العالمين, ومن ثم استثقال الطاعة( كما نري من يقول إنه لا يستطيع قيام رمضان بصلاة التراويح) فما حجزه إلا استثقال الطاعة( وإنها لكبيرة إلا علي الخاشعين), ودعا كل مسلم إلي محاسبة نفسه وسؤالها هل سيمر رمضان هذا العام كغيره في السنوات السابقة؟ أم سنتغير؟!! وهل هناك جاهزية للانطلاق نحو الخير المخبوء في رحاب أيام الصيام؟ وعلي المسلم أن يحدد برنامجه في النية والقيام والصدقة والقرآن والمسجد والاعتكاف والعمرة وليلة القدر والأذكار والاستغفار. وعن فضائل ومنح رمضان قال: لقد حمل الشهر الكريم إلينا هدايا ومنحا لم يحملها شهر غيره, وبركات تحدث عنها رسولنا في أحاديث كثيرة, منها فتح أبواب الجنان وإغلاق أبواب النيران و تصفيد مردة الجن وتسلسل الشياطين واستغفار الملائكة للصائمين حتي يفطروا كما دعاء الصائم عند فطره مستجاب, كما أنه يفرح به و يكون لله تعالي في كل ليلة من هذا الشهر عتقاء من النار و ينادي مناد يا باغي الخير أقبل, ويا باغي الشر أقصر وخص الله تعالي الصائمين بباب الريان( في الجنة) للصائمين فقط و لا يعلم أحد ثواب الصائم في هذا الشهر الفضيل إلا الله عز وجل فحتي الرائحة الناتجة من خواء معدة الصائم يجدها الناس كريهة ولكنها عند الله أطيب من ريح المسك; ذلك لأنها ناتجة من عبادة طيبة مباركة و في هذا الشهر العظيم ليلة هي خير من ألف شهر من حرم أجرها فقد حرم الخير كله, كما يغفر للصائمين في آخر ليلة منه.