6 شهداء في قصف الاحتلال خيمة نازحين بمواصي خان يونس    الاتحاد الأوروبي: نعول على لقاء ترامب في نزع فتيل الحرب التجارية مع واشنطن    بعثة الأهلي تتوجه إلى تونس العاصمة    فوت ميركاتو: كوكا يقترب من الانضمام للاتفاق السعودي    نقابة الممثلين تعلن تضامنها مع وفاء عامر ضد الحملات المسيئة    سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح    الإنجيلية تعرب عند تقديرها لدور مصر لدعم القضية الفلسطينية    سعر الفضة اليوم السبت 26 يوليو 2025.. عيار 925 يسجل رقمًا جديدًا    بحوث تكنولوجيا الأغذية يواصل تنفيذ خطة رفع كفاءة طلاب الجامعات المصرية    انخفاض سعر الدواجن المجمدة ل 110 جنيهات للكيلو بدلا من 125 جنيها بالمجمعات الاستهلاكية.. وطرح السكر ب30 جنيها.. وشريف فاروق يفتتح غدا فرع جديد لمبادرة أسواق اليوم الواحد بالجمالية    مركز التجارة الدولي: 28 مليون دولار صادرات مصر من الأسماك خلال 2024    الضرائب: إلزام فئات جديدة بإصدار إيصالات إلكترونية في هذا الموعد    بعد إعلان نتيجة الثانوية الأزهرية 2025.. مؤشرات تنسيق كليات جامعة الأزهر طب 93.69%.. هندسة 88.62% (رابط)    حزب الجبهة الوطنية يختتم دعايته ب8 مؤتمرات جماهيرية قبل الصمت الانتخابي    قناة سورية رسمية: دمشق تحمّل تل أبيب مسؤولية التصعيد في السويداء خلال اجتماع غير معلن بباريس    السيسي وماكرون يبجثان جهود وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الرهائن وإيصال المساعدات    تايلاند: تمكنا من ردع قوات كمبودية في أربع مناطق وتم إجلاء 4000 شخص من سا كايو    لن توقف المجاعة.. مفوض «الأونروا» ينتقد إسقاط المساعدات جوا في غزة    الدفاع المدني في غزة يحذر من توقف مركباته التي تعمل في التدخلات الإنسانية    مصر تدعم أوغندا لإنقاذ بحيراتها من قبضة ورد النيل.. ومنحة ب 3 ملايين دولار    كمال أبوعيطة: إسرائيل العدو الأول للعرب ولا نستطيع مواجهتها بدون اقتصاد وطني    إيفرتون ينضم لمعسكر بيراميدز.. ومصدر يكشف تفاصيل الصفقة المالية (خاص)    مطالبات في المصري بالتجديد لمحمود جاد    لاعب الزمالك على أعتاب الانتقال لفاركو    المدرسة الأمريكية تقترب من القيادة الفنية لرجال الطائرة بالأهلي    إنتر ميامي يتعاقد مع الأرجنتيني دي بول لاعب أتلتيكو مدريد    حفيد الإمام محمود شلتوت الأول على الجمهورية بالثانوية الأزهرية: أسرتي كانت الداعم لي    أبو ليمون يهنئ أوائل الثانوية الأزهرية من أبناء محافظة المنوفية    بعد إصابة 34 شخصًا.. تحقيقات لكشف ملابسات حريق مخزن أقمشة وإسفنج بقرية 30 يونيو بشمال سيناء    مصرع سيدة أسفل عجلات قطار بمدينة إسنا خلال توديع أبناؤها قبل السفر    "القومي للطفولة" يشيد بقرار محافظ الجيزة بحظر اسكوتر الأطفال    وزير الأوقاف يحيل مخالفات إلى التحقيق العاجل ويوجه بتشديد الرقابة    حبس أنوسة كوته 3 أشهر وتعويض 100 ألف جنيه في واقعة "سيرك طنطا"    بسبب 19 تذكرة.. دور العرض ترفع فيلم في عز الضهر من شاشاتها    سميرة عبد العزيز في ندوة تكريمها من المهرجان القومي للمسرح: أحب الدور المفيد للجمهور    رامى عاشور: مصر تعطل أهداف الإبادة فى غزة وتحافظ على بقاء النبض الفلسطينى    الإفتاء ترد على الجدل الدائر: لا خلاف بين العلماء على تحريم الحشيش    ما حكم تعاطي «الحشيش»؟.. وزير الأوقاف يوضح الرأي الشرعي القاطع    توقيع الكشف الطبي على 392 مواطناً بقافلة جامعة المنصورة بالشيخ زويد    الصحة: مصر تستعرض تجربتها الرائدة في مبادرة «العناية بصحة الأم والجنين»    إصابة سيدة في انهيار منزل قديم بقرية قرقارص في أسيوط    إصابات في هجمات روسية جديدة على مدينة خاركيف الأوكرانية    محافظ أسوان يتفقد نسب الإنجاز بمشروعات المياه والصرف ميدانيًا (صور)    هل اقترب انضمام محمد إسماعيل للزمالك؟.. مصدر يوضح    أسوان تواصل توريد القمح بزيادة 82% عن العام الماضي (صور)    الصحة تدعم البحيرة بأحدث تقنيات القسطرة القلبية ب46 مليون جنيه    ماذا تأكل صباحًا عند الاستيقاظ منتفخًا البطن؟    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 154 مخالفة عدم الالتزام بغلق المحلات في مواعيدها    رسميًا إعلان نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 بنسبة 53.99% (رابط بوابة الأزهر الإلكترونية)    "الثقافة صوت الأمة وضميرها" وزير الثقافة يهنئ المبدعين بيوم الثقافة العربية ويدعو لتعزيز الهوية وصون التراث    النيابة تقرر إعادة استجواب الطاقم الطبي لأطفال دلجا بالمنيا    وزير الثقافة ناعيًا الفنان اللبناني زياد الرحباني: رحيل قامة فنية أثرت الوجدان العربي    يوم الخالات والعمات.. أبراج تقدم الدعم والحب غير المشروط لأبناء أشقائها    سعر الخضار والفواكه اليوم السبت 26-7-2025 بالمنوفية.. البصل يبدأ من 10 جنيهات    كيف احافظ على صلاة الفجر؟.. أمين الفتوى يجيب    بعد ظهور نتيجة الثانوية 2025.. وزارة التعليم: لا يوجد تحسين مجموع للناجحين    الأوقاف تعقد 27 ندوة بعنوان "ما عال من اقتصد.. ترشيد الطاقة نموذجًا" الأحد    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيد الإهمال

هذا الرجل المسجي فوق محفة المرض بثيابه الزرقاء بينما الأوامر تقضي بحكم وضعه القانوني المتدني في محكمة الجنايات أن تكون الثياب بيضاء‏..‏ هذا الرجل القادم عبر الحراسة المدججة ليس بابانا كما تصرخ فتاة التظاهر المعاكس‏. ومبرراتها في الصراخ ماضيه العسكري, وعدم إذلال الرجل الثمانيني, وأنه استقال ولم يهرب, واعتزل ولم يختبئ, ومن منا بلا خطيئة فليرم هذا العجوز بحجر, وناصر لم يحاكم فاروق بل أرسل السادات لوداعه بمراسم احتفال أطلقت فيها مدافع تحية الرحيل, والرسول صلي الله عليه وسلم عفا عن أهل مكة قائلا: اذهبوا فأنتم الطلقاء.. هذا الرجل المتثائب من خلف القضبان, المغروس في وريده كانيولا الحقن استدرارا للعطف, الذي يتلصص بناظريه من تحت جفونه المثقلة من بين شريط تتيحه ململة وقفة ولديه بمصحفيهما ساترا له للقاعة الغاصة التي تحاكمه علي ما اقترفت يداه في حق شعبه عندما نسي الله فنسيه الله من حيث لا يحتسب ونزع عنه سلطانه فأصبح عبرة للتاريخ.. هذا الرجل المحمول علي ظهره في عربة إسعاف, المرحل علي يد محضر, الموكول لعناية طبيب مكلف من قبل المحكمة, الواقع في عرض محاميه المشهود له ببراعة نسج المتاهات والتخريجات والتأجيلات والاطلاعات, والدفع برفض القضية من أصلها لإطالة الأمر ومد حبل الأجل حتي يحين الأجل.. هذا الرجل الذي وجد نفسه فجأة ومن دون سابق إنذار في مواجهة الملايين من أبناء شعبه الذين ملأوا الشوارع والساحات مطالبين بسقوطه وحقهم في الحرية والكرامة.. هذا الرجل الذي ليس بابانا أساء تقدير العاصفة في بدايتها, ولم يقرأ ما كان عليه أن يقرأه في هتافات الملايين, ولم يستنتج ما كان عليه استنتاجه, فطول الإقامة يعزل الحاكم عن نبض الشارع خاصة إذاما كانت معابر التوصيل في قلوبها مرض.. هذا الرجل المتململ في رقدته الذي تنادي عليه المحكمة: المتهم محمد حسني السيد إبراهيم مبارك فيرد: موجود بصوت كابد للاحتفاظ به جليا متسيدا, وكان آخر ما سمعناه منه عبر قناة العربية تهديدا باللجوء للقضاء لافترائنا عليه بالقول بأنه نهب الملايين بينما لا يملك في جعبته إلا الكفاف وبيننا القضاء والمحاكم, وكانت جريدة الجارديان البريطانية قد أعلنت بمجرد سقوطه أن حجم ثروته مع عائلته يتجاوز ال70 مليار دولار, أي ما يقرب من400 مليار جنيه مصري!! هذا الرجل ثقيل السمع ناشف الدماغ المغمض العينين الحاضر الغائب في إغفاءات السأم التي لا حول له إلا الاستسلام لها لتعود به إلي زمانه الرحب الجميل بعيدا عن واقعه المقيد بالقضبان والأسمنت, حيث كان البحر أمامه ممتدا علي مرمي البصر ساعة الشفق والغسق, وكان الأفق مدي, والهواء مراوح, والنجوم سقفا مرفوعا, والخمائل تزدهر والغيد الحسان تشدو, والكون يرسل له بشمس دفء شتاء شرم الشيخ, وقمر صيف برج العرب, وضيافة ساركوزي فيما بين الفصول.. هذا الرجل داخل القفص نفرك الأعين ونشكك فيما نراه, فلم نجهز أصلا لمواجهة هذا النوع من المشاهد, فالتجربة تقول إن الرئيس يدوم ويدوم ويدوم, ويتغلغل نظامه ويتغلغل ويتغلغل, إذا لم تخترقه رصاصة أو عبوة ناسفة, ولا يفرج طواعية عن الكرسي إلا إذا استدعاه القبر حيث يشيع مجللا بالاحترام ملفوفا بعلم البلاد علي متن عربة مدفع مصحوبا بمشية جنود الجنازة, يتصبب الدمع من سطور جرائده القومية, وتخرج مذيعة النشرة الرسمية لإذاعة النبأ الحزين في ملابس الحداد, وتنكس الأعلام و..برقيات عزاء وقرآن.. وعزاء وقرآن..
هذا الرجل القائم النائم الماثل أمام محاكمة تعيد مصر إلي مصر.. تعيدها إلي دورها رائدة ومثالا لا تقبل الظلم ولا ترضخ للظلام.. هذا الرجل ابن كفر مصيلحة الذي لم يزر أهله ومسقط رأسه ولا مرة.. هذا الرجل الذي لم ينعم الله عليه بجاذبية ناصر ولا فراسة السادات, الرجل الذي زلزل أبناء مصر نظامه عبر الإنترنت خلال17 يوما فقط بعدما منح أجهزته الأمنية الضوء الأخضر لانتهاك حقوق الإنسان(16 ألف معتقل).. هذا الرجل طال به العمر, وحل الجمود, وتجاوز العجز عن التغيير والتفكير, ووهنت الإرادة, وتراخت القبضة, واستفحل التزييف والتزوير في الانتخاب والاستفتاء لإقصاء المعارضة ومنعها من المشاركة, وتسارع انتقال الإدارة تحت لوائه من أيدي أهل الخبرة إلي أهل الثقة رجالات البيزنس والمال والخصخصة بكل ما يملكون من دهاء الاحتيال علي القانون ونهب متاع الدولة وأملاكها.. وكله بالقانون!!
هذا الرجل المهمل.. أهمل النيل فتركنا علي أبواب الجفاف وكانت زيارته الخاطفة لأفريقيا علي مدي سنين حكمه16 مرة فقط بينما حج إلي الولايات المتحدة47 مرة خلال الواحد وعشرين سنة الأولي من حكمه فقط, وبعدها زيارات مكثفة والعدد في الليمون.. هذا المهمل أهمل صحتنا فأكلنا الفيروس والحبوب المسرطنة والعبوات الفاسدة ومافيا الدواء والتطعيمات وآخرها مصل إنفلونزا الطيور ومن بعدها الخنازير الفزاعة التي باعنا في وهمها واشتري وزير صحته.. هذا الرجل أهمل تعليمنا فتخرجت أفواج الجهالة.. أهمل شبابنا فوقع في نير الإدمان والبطالة.. أهمل صغارنا ليصنفوا بأطفال الشوارع.. أهمل نظافتنا فبتنا تبعا لإحالتنا للشركة الأجنبية في مقالب القمامة.. أهمل نفوسنا لنغدو مجاذيب اكتئاب ندور في الطرقات نهذي ونكلم أنفسنا وننظم المرور وسط ميادين الزحام.. أهمل القطن والقمح والجامع والكنيسة والمصنع ورغيف العيش والطبيب والمهندس والمدرس والنقابة والغلابة والقاضي والماضي والمستقبل.. أهمل البلاد مشغولا بخطة التوريث وتوزيع الأراضي بالملايين علي الأحبة والمحاسيب.. أهمل العقل والبدن والشيخ والشاب والعلم والاقتصاد, وأوكل أمورنا عند المساءلة لسرور, وعند التخريجات للشريف, ولأمور حراسته ونسج التهم للعادلي, والصفقات لسالم, ولسليمان اختيار المواقع والواجهات, والشفط والنحر لغالي, والولعة لسامح, ولعائشة أوتوبيسات التأييد, وفتاوي الأول سايز للمغفور له مولانا الإمام, وزكريا طباخ الريس, ويظل موقعه شاغرا الشاذلي لا تستطيع أية كفاءة ملأه فقد كان رحمة الله عليه بتاع كله.. وعند الجد أوكل الدفة لأهل بيته.. وكانت الطامة الكبري عندما أهمل سيناء أيضا عمدا مع سبق الإصرار والترصد ليتركها بلا إنماء أو تعمير أو استثمار لثرواتها الطائلة, حيث تقلصت استثماراتها طوال فترة حكمه إلي مليوني جنيه فقط تمتد إليها يد التخفيض إذا ما أزمع النظام زيف الترشيد, وكفاية يا كفراوي أوي كده علي سيناء, وذلك من أجل عيون اتفاقية كامب ديفيد وأصحابها, لتبقي سيناء نقطة الضعف في جبين مصر لعدم وجود كثافة سكانية بها يعمل لها أي جيش معتدألف حساب وحساب.. ومن هنا بكت إسرائيل علي ذهاب مبارك وولولت ليعلن التليفزيون الرسمي الإسرائيلي بأن عهد مبارك كان بمثابة العصر الذهبي للدولة العبرية, ويشهد شاهد من أهلها تسفي مازائيل السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر بالحرف الواحد: لقد انتهينا, وتل أبيب بعد انهيار نظام مبارك باتت يتيمة باباهم وليس بابانا تعاني أزمة استراتيجية واسعة النطاق ويصفه أحد ساساتها بأنه كان بمثابة الكنز الاستراتيجي لإسرائيل!! وهذاالوصف وحده كنز..واستراتيجي تهمة جديدة شنعاء لابد من إضافتها إلي تلك التهم التي يحاكم بشأنها نزيل القفص فهي لا تقل بحال عن تهمة قتل المتظاهرين, إن لم يكن لمصداقيتها, فعلي الأقل لإهانتها وازدرائها للمشاعر الوطنية للشعب المصري حيث عبرت رمزية إنزال علم إسرائيل من فوق سفارتها عن أبعاد كثيرة لها دلالاتها أكثر من مجرد التعبير عن غضب شاب مصري حاول الثأر لمقتل خمسة جنود من بلاده علي أيدي القوات الإسرائيلية داخل الأراضي المصرية.. لقد أسقطت ثورة25 يناير الكثير من محرمات السياسة المصرية بما فيها تابو العلاقة مع تل أبيب الذي شيده مبارك ليغدو في نظر الدولة العبرية كنزها الاستراتيجي.. وللتاريخ الحزين أنها ليست المرة الأولي التي تقوم فيها إسرائيل باستهداف جنود مصريين علي الحدود, فهناك سجل حافل من الشهداء منذ توقيع معاهدة السلام عام79 أبرزهم الشهيد سليمان خاطر جندي الحدود الذي حكم عليه بالسجن25 عاما لقيامه بقتل سبعة إسرائيلين لم يمتثلوا لأوامره بعدم عبور نقطة الحدود مع مصر عام..85 ويستدعينا الخاطر اليوم لنسأل عن أحوال خاطر فقيل لنا إنه انتحر ومن زمان!!!!
ولأنه من قبل أن يولد العالم كانت مصر الدولة, وكانت سيناء قلعتها المتقدمة علي حدودها, وعبرها تقدمت جيوش تحتمس لتعيد الأمور إلي نصابها وتعيد الصواب للحيثيين في معركة قادش, ويعود فرعون مصر يجر الأسري المكبلين في عربات الجنود ليسطر التاريخ علي أعمدة الكرنك روايات النصر العظيم.. وتحمل رمال سيناء آثار أقدام جند مصر علي مدي آلاف السنين.. رمال كانت مقبرة المغول والحملات الصليبية وجيش الدفاع الإسرائيلي, حيث تبعثرت علي أرضها كبرياء المدرعات الإسرائيلية في أشهر معركة بين الجندي والدبابة انتصر فيها الجندي المصري, وكان الأسير عساف ياجوري قائد مدرعات العدو الذي وقف أمام عدسات العالم يتطلع مرتعبا إلي حطام مدرعاته. ويعتلي الشحات العمارة ليسقط علم إسرائيل من فوق سفارتها لتنطلق شرارة التلبية الرسمية لمسيرة تنمية سيناء من خلال تنفيذ مشاريع شرق التفريعة والمدينة المليونية شرق بورسعيد وزراعة400 ألف فدان علي ترعة السلام, وتنمية ساحل خليج السويس ووادي التكنولوجيا... الجنة التي دفنها المهمل عمدا تحت الرمال!!!
ومن بعد ما رحل عنها غصبا, ذهبت إليها طوعا.. شرم الشيخ.. درة سيناء التي نفضت عنها كابوس الزهم, وطار عن سمائها طائر الرخ, وكنست عن أرضها تراب التوجس والأرق والقلق, وتوضأت وصلت وصامت رمضان ودعت في ليلة القدر ألا رجعة لسواتر الحراسة وكمائن المتابعة ومهانة التفتيش تحت الجلد حماية لمن استقطب من حوله جميع جنود حماية الوطن.. تمرق العربة في نفق الشهيد أحمد حمدي لأتنفس هواء بلدي علي الجانب الآخر.. هواء سيناء الحبيبة وأترحم علي أنور السادات من أعادها إلينا بنصر أكتوبر.. ويصحبني في رحلتي عبدالناصر بمذكراته التي تروي تاريخ معاناة ضباط الحدود المصرية في سيناء.. كتب في شهر ابريل1948 يقول: كان تنظيم الضباط الأحرار منكمشا علي نفسه, فقد كانت كلاب الصيد تتحسس آثارنا في كل اتجاه.. كنت منهمكا في الاستعداد لإنهاء الدراسة في كلية أركان الحرب, كان الكثير من أفراد التنظيم يتطوع للقتال في فلسطين وكنت في حيرة مع نفسي, فلم يبق علي الامتحان إلا شهر واحد.. وذات صباح كنت في محطة القاهرة مع عبدالحكيم عامر وزكريا محيي الدين نودع صديقنا وزميلنا في اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار. كمال الدين حسين, وكان في طريقه إلي فلسطين عبر سيناء مع غيره من الزملاء.. ولم أعد يومها إلي بيتي وإنما طرقت باب إحدي الصحف اليومية وطلبت من رئيس تحريرها أن يسمح لي بكتابة وصف سفر القطار الحماسي المتجه إلي فلسطين.. وتخرجت دفعتنا في كلية أركان الحرب قبل الموعد المحدد.. وتفرق ثلاثتنا.. التحقت أنا بالكتيبة السادسة وعبدالحكيم بالتاسعة وزكريا بالأولي في16 مايو.. كان الجيش المصري يومها مكونا من تسع كتائب ثلاث منها فقط قرب الحدود في سيناء هي كتائبنا.. كنا نتساءل: لماذا لم يحشد عدد كبير من الكتائب مادمنا نريد دخول حرب في فلسطين؟! ثم لماذا يصف البلاغ الرسمي الأول عمليات فلسطين بأنها مجرد حملة لتأديب العصابات.. علي أية حال فإن الحماسة لم تلبث أن ملأت الفجوات جميعا وسدت ما بينها.. ولكن الإحساس بالفجوات المنذرة بالخطر لم يلبث أن عاد إلينا عندما وصل القطار بنا إلي العريش.. كان المظهر الخارجي للبلدة الغارقة في الليل الحالك يتنافي مع ما في خيالنا حول الهيبة التي كنا نتصورها للقاعدة الخلفية لميدان العمليات.. لم يكن هناك من يرشدنا إلي ما يتعين علينا صنعه.. وذهبنا إلي رياسة المنطقة ونحن نتصورها خلية نحل, ولكن لم يكن أحد بها وكأنما هي بيت مهجور في بقعة أرض لم يطأها بشر.. وحين عثرنا علي أركان حرب المنطقة كان الشاب يبحث عن لقمة عشاء لنفسه..
ويأتي الأمر لعبدالناصر بالسفر إلي غزة: كان يخفف من همومي أني كنت أعلم بأني سوف ألتقي بعبدالحكيم في غزة وأني سأتسلم منه مواقعها.. وهناك صارحته بهواجسي فقد كنت أحس أن هناك عملية مدبرة لبعثرة قواتنا.. وتركني عبدالحكيم مع كتيبته المتقدمة إلي الأمام والتي كان عليها واجب في معركة دير سنيد بعد أن سلمني ألف جنيه كانت في عهدته لشراء كل ما أستطيع شراءه من جبن وزيتون, فلم يكن لدي الجنود المتقدمين تعيينات طوارئ يعتمدون عليها في المراكز الأمامية, واشتريت كل ما كان في غزة من جبن وزيتون, وقلبي مجروح علي الجندي الذي يهاجم المواقع الحصينة بجسده العاري ثم يجلس وقت الأكل في جحر كجحور الفئران يقرض قطعة من الجبن.. لقد قالوا لنا اتصرفوا, وكان قلبي المجروح يهتف بي في كل دقة: ليست هذه حربا! كان الجرحي من رجالنا يصلون أفواجا إلي مستشفي غزة العسكري والأسرة من حولي كلها مليئة بجرحي معركة دير سنيد التي ماتزال مستمرة! كل هذا وراديوا القاهرة يذيع بيانا أصدرته القيادة العامة تقول فيه: إن قواتنا الظافرة احتلت مستعمرة دير سنيد واقتحمتها ببسالة اقتحاما رائعا بالمشاة وكانت كذبة مؤلمة.. أي معركة هذه التي يستهلك فيها جنود المشاة بهذه الطريقة المروعة في هجمات نهارية مكشوفة, وأجساد عارية لا تحميها قوات مدرعة أمام تحصينات قوية ومدافع ماكينة متحفزة في أيد معدة مدربة, صحيح أن موجات مشاتنا لم تتوقف, كانت الموجة منهم تسقط أمام النار فتجيء موجة بعدها غير هيابة بالموت.. ولكن أكنا نسوق جنودنا إلي معركة أم كنا ندفع بهم في غير رحمة إلي المجزرة؟!!..
وتنتهي معركة دير سنيد بالنصر في عام1948 رغم كل المصاعب لتبدأ الهدنة.. كانت أيام الهدنة بالنسبة لنا سلاما ولا سلام, وبالنسبة للعدو حربا فقط فقد قفز تحت ستارها منذ اليوم الأول إلي مواقع حاكمة, بينما قيادتنا منهمكة في إعداد التقارير الوافية الضافية عما جري من يوم بداية المعركة حتي فرض الهدنة, وكان أبرز ما اهتمت التقارير بكتابته وأسهبت في وصف تفاصيله كيفية اقتحام الجنود مستعمرات العدو هاتفة بحياة جلالة الملك المفدي القائد الأعلي للجيش, وهو ما لم يحدث أبدا, فالجنود المهاجمون كانوا هدفا لنيران العدو بما لا يمكن معه أن يخطر ببال واحد منهم أن يهتف بحياة جلالته.. وتزداد هموم عبدالناصر وتتحول المأساة إلي نكتة كبيرة: أذكر ذات يوم أن التقيت بجندي من كتيبتنا فخطر ببالي أن أوجه إليه سؤالا أحاول من ورائه معرفة مدي فهمه للدور الذي نقوم به في فلسطين..
قلت له: احنا بنعمل إيه هنا يا عسكري؟
أجابني بما لن أنساه طول عمري:
- احنا هنا بنناور يا افندم..
وذهلت وقلت له:
- نناور.. نناور فين يا عسكري؟
قال بلهجة من يقرر حقيقة بديهية:
- في الربيكي يا افندم!
ومنطقة الربيكي هي المنطقة الواقعة علي طريق السويس, والتي اعتاد الجيش المصري أن يقوم فيها بمناوراته كل عام! كنا إذن نناور في الربيكي, ولم نكن نحارب بالفعل في فلسطين, أو هكذا كان يعتقد جندي من كتيبتنا, ولكن هل كنا نستطيع أن نلومه؟!..
ويصاب عبدالناصر في معركة مستعمرة نجبا التي وصفها قائد السرية بأنها عملية بلاهة وجنون, ويكتب ناصر في مذكراته عنها: كان جنودنا يحفرون مواقع يكمنون فيها بثبات رائع رغم النار المركزة عليهم. والتقيت عند نهاية الطريق المكشوف بأركان حرب اللواء وكان قادما لاستطلاع الموقف, ولم يكن يتصور أن الطريق مكشوف إلي هذا الحد مما جعله يركب عربة مصفحة وأنا معه.. وسمعنا ضربا قريبا من حقل ذرة فاقترح أركان حرب اللواء أن ننزل للحقل بالعربة نطارد الضاربين قرب مواقعنا.. وتجولت العربة المصفحة وسط الحقل ولم يكن هناك حس ولا خبر.. وبدأت تدور حول نفسها عائدة إلي الطريق صاعدة بمقدمتها بسطح مكشوف أمام الحقل.. وأحسست بهاتف خفي.. في نفس الثانية أحسست بشعور غريب في صدري.. شيء ما صدمه صدمة خفيفة.. والتفت فوجدت صدري كله غارقا بالدماء! وأدركت علي الفور أنني أصبت.. دخلت طلقة في صدري ناحية القلب.. وأخرجت منديلي من جيبي أحاول أن أوقف النزيف وروحي كلها يملؤها شيء غريب.. لم أكن خائفا. ولم أكن نادما. ولم أكن حزينا.. كان كياني كله سؤالا واحدا: أهي النهاية؟!.. ولم أجزع لهذا السؤال.. ولست أدري لماذا ذكرت لأول مرة منذ جئت إلي فلسطين ابنتي هدي ومني.. وذكرت بيتي, وذكرت أسرتي.. كيف سيكون وقع النبأ عليهم؟ وفجأة تذكرت جنودي أيضا.. كيف ستسير المعركة من غيري؟ ماذا سيقول كل منهم عندما يصله الخبر؟ وكانت في قلبي سكينة عجيبة, وكان في روحي رضاء وصفاء.. والتفت ناحيتي أركان حرب اللواء بجواري يحاول أن يصنع أي شيء من أجلي.. قلت له:
- ولع لي سيجارة!
وأمسكت السيجارة بيد, واليد الأخري تحاول وقف سيل الدماء المتدفق من صدري وتنهدت وأنا أغمض عيني, وكانت العربة تجري بي مسرعة إلي مستشفي المجدل.. ومرت أمام ذاكرتي وعيناي مغمضتان وفي إحدي يداي سيجارة مشاهد كثيرة من الماضي كأنها شريط من الرؤي المتدفقة.. الأحلام والآمال.. الطفولة.. الشباب.. الأسرة وابنتاي في حجرات بيتي.. تنظيم الأحرار والخطر المحدق به.. الجنود وما يعانيه الجيش من أوامر تصدر إليه بغير حساب من المكاتب المريحة المرتبة في مبني القيادة العامة وخلفها أصحاب الذقون الحليقة والناعمة..وفتحت عيني مرة أخري.. وجذبت نفسا عميقا طويلا من السيجارة المشتعلة بين أصابعي الدامية.. وكانت العربة لاتزال تكر علي الطريق متجهة بي إلي المستشفي.
ويبرأ جمال ويعود لأرض الميدان في سيناء, وتوقف السياسة القتال في هدنة ثانية تلبية وطاعة لقرار مجلس الأمن في نيويورك, ويعود للقاهرة في إجازة قصيرة لتفجعه حالة الانفصام في مجتمعه.. عاصمة نائمة في العسل في بلد يحارب معركة حياة أو موت علي الجبهة.. ويذهب إلي عبدالحكيم عامر الذي عاد ليدخل المستشفي لإجراء جراحة في إحدي يديه لإصابتها بشظية وتلوث الإصابة, ويصطحب ابنته هدي إلي حديقة الحيوان, ويحزم حقيبته بعدها ليقول ثانية لأسرته: وداعا.. ويأتي العيد الكبير وتأتي الإشارة من رئاسة القوات تقول إن العدو سوف ينتهز فرصة العيد ويقوم بالهجوم.. ويتهكم عبدالناصر: ويظهر أن قيادتنا العامة لم تفعل أكثر من أنها بعثت بالرسالة ونسيت عنا وعنها كل شيء, فقد انهمكت في استقبال الأميرة فايزة التي تقرر أن تقوم بزيارة للميدان.. وكانت النتيجة أننا أرسلنا إلي جميع المواقع نقول لكل جندي فيها:
- خلي بالك يا عسكري!
وماذا كان في استطاعتنا غير ذلك بعد أن اعتبرت قيادتنا نفسها أنها بالرسالة فقط قد أدت واجبها وأكثر.. ونسيت أنه كان يتعين عليها أن تعد خططا مضادة لكل احتمال وتبعث بها إلينا..
ويذكر جمال ما حدث بعد مؤتمر الفالوجة الذي عقد في21 أكتوبر48 لقادة الكتائب المصرية المحاصرة وأركان حربها عندما أتت الأوامر بالانسحاب مع منشورات ألقت بها طائرات العدو كجزء من حرب الأعصاب كتب في بعضها احتلت القوات الإسرائيلية بئر سبع بعدما دقت قواتكم دكا, فلا تتكلوا علي النجدات التي سيبعثها إليكم الملك عبدالله فحقيقة الأمر أنه لا ينوي سوي طرد قواتكم من قواعدها في بيت لحم والخليل.. انجوا بأنفسكم واستسلموا.. لقد أنذرتم فتعقلوا واستسلموا ويأتي إلي مكان جمال أحد الجاويشية يقول له إن سيارة مدرعة للعدو الإسرائيلي ترفع الراية البيضاء فوقها ميكروفون يصرخ بأن ضابطا إسرائيليا يطلب مقابلة ضابط مصري.. ويقرر جمال الذهاب إليه قافز إلي إحدي سيارات الجيب:
أوقفت السيارة بمحاذاة مدرعة العدو الملاصقة فأطل ركابها من ضباط العدو وفي عيونهم دهشة, ثم استجمع واحد منهم كبرياءه وشد رأسه في عنجهية مكشوفة وقال بالإنجليزية:
- أنا المساعد الشخصي للقائد العام لهذا القطاع.. مكلف أن أشرح لكم حقيقة وضعكم.. أنتم محاصرون من كل ناحية ونحن نطلب إليكم التسليم.
قلت له في هدوء بعد أن نزلت علي أعصابي سكينة غريبة:
- أما الموقف فنحن نعرفه جيدا.. ولكن الاستسلام لن يحدث. ثم قلت دون أن تختلج في صوتي نبرة: نحن هنا ندافع عن شرف جيشنا.. وبدأ يتكلم بالعبرية وأحد مرافقيه يترجم عباراته, ثم عاد إلي الإنجليزية, ثم تنازل عن كبريائه وتكلم العربية وهو يشرح لنا الموقف من حولنا فقلت له: إنك تحاول عبثا, ونحن نرفض الاستسلام.
وحملق الرجل في وقال في استنكار بالغ:
- ألا ترجع إلي قائدك تسأله؟
فقلت له: هذا موضوع ليس فيه مجال لسؤال.
وساد الصمت بعض الوقت وهو ينظر إلينا ونحن ننظر إليهم.. وفجأة أحسست أن قناع الكبرياء المصطنع علي وجهه كله يسقط.. وقال في صوت خافت مؤدب:
- لنا طلب إنساني عندكم؟
فسألته عنه, فأجاب: نريد أن نسحب قتلانا عندكم من المعركة السابقة.. أنت تعرف أن أهل القتلي يحبون الاحتفال بدفن أبنائهم.. فهل تمانعون؟
ونظرت إليه وصوته الخافت المؤدب يثير في أعماقي شعورا غريبة بالرضا والراحة: نحن نوافق لكم علي هذا المطلب الإنساني!
وحين عدنا إلي مواقعنا مرة أخري عبر الطريق.. كانت السيارة الجيب الصغيرة التي تحملنا تضج بالضحك والمرح.. كنا نقارن بين بداية المقابلة ونهايتها.. العنجهية والكبرياء عند طلب التسليم.. والأدب والحياء عند طلب جثث القتلي!!
وأجدها الآن الفرصة المواتية لشكر الأستاذ محمد حسنين هيكل علي جهده العملاق في تنشيط ذاكرة الأمة ولم شمل شتات تاريخ مصر الحديث وحروبها وما جري علي أرض سيناء في مجموعاته الخالدة الرائدة العروش والجيوش وحرب الثلاثين سنة التي تضم ملفات السويس, وسنوات الغليان, والانفجار.. التي يروي وقائعها رواية شاهد عيان, وإذا ما كان القول الشائع يقول إن التاريخ له آذان ولكن ليس له عيون, فإن التاريخ عند الأستاذ هيكل له آذان وله أيضا عيون, وكان في تدوينه لصفحات الزمان الحديث مهتديا بمقدمة فيلسوف التاريخ العربي الأعظم عبدالرحمن ابن خلدون التي كتبها قبل خمسمائة عام والمحفوظة في خزائن مكتبة القرويين في فاس التي يرسم فيها هول المشقة التي يمكن أن تواجه أية محاولة لاستجلاء الحقيقة, والتي ختمها بخط يده بعبارته: الحمد لله المنسوب إلي صحيح ثم وقع بختمه.. ولم أزل أذكر جلستي إلي الأستاذ في حجرة مكتبه الخاص المطل علي ضفاف النيل, وهو يشير إلي الرف الأسفل من مكتبته الحافلة قائلا بشغف الجورنالجي, القارئ للتاريخ وليس الكاتب له كما قال بأن في بطون هذه المغارة عدة مشروعات لمؤلفات موثقة قادمة في الطريق, أمد الله لنا في عمره لنقرأ من ورائه وننشط ذاكرتنا, التي هي أكبر محرض علي الفعل وكسر عوائق التخلف, ومما وقعه الأستاذ بإمضائه كشاهد عيان قول عبدالناصر في يوم4 فبراير67 عندما زاره وفد عراقي يرأسه الفريق عبدالرحمن عارف رئيس الجمهورية العراقية وقتها: لا يصح لنا جميعا أن ننسي أنه لا ثورة بدون ثورة مضادة الفلول لماذا؟! لأن الثورة معناها قوي التغيير, والثورة المضادة قوي تحارب هذا التغيير, ونحن والكلام لعبدالناصر الآن في مصر مضي علينا15 سنة, ومع ذلك فإن الثورة المضادة موجودة, ولقد وقفت في مجلس الأمة آخر مرة وقلت لهم بصراحة إن البلد فيها حزب رجعي غير علني وهو منظم بكفاءة نادرة أكثر من الاتحاد الاشتراكي لأن ما يجمعه هو مصالح لها جذور ممتدة ومتصلة من عشرات السنين.. وقد قلت في إحدي الخطب إن أكثر تلغرافات التهنئة التي أتلقاها في المناسبات هي جزء من عناصر الثورة المضادة, وهم في الحقيقة لا ينسون المناسبات, ولكن النوايا شيء آخر, ودائما أقول إن هؤلاء أقلية, ولكن الثوار الحقيقيين أيضا أقلية, والصراع بين الفريقين هو صراع علي اكتساب ثقةالجماهير أو بمعني أصح صراع للتأثير علي الجماهير, ومن يستطيع أن يؤثر أكثر هو من يفوز.. وأما الإخوان المسلمين فلديهم أساس نشترك فيه جميعا وهو ضارب في أعماق كل منا, ومشكلتهم أنهم يريدون تحويل هذا الفكر إلي أداة تصل بهم إلي السلطة و...
وإذا ما كانت سيناء بوابة مصر قد هجموا عليها مرة عام56 وخرجت منتصرة, وحاولوا حصارها من بعد انتصارها فظلت تفلت منهم, وانقضوا عليها في67 ورأوها تقع علي الأرض ثم فوجئوا بها تنتصب واقفة, بل تعود إلي ساحات النار, وانتظروها هناك عند جسور السويس فإذا هي تعبر الجسور في..73 الآن سيناء من بعد ثورة25 يناير تدعو الله:
يا ربنا..
نرفض أن نكون بعد اليوم طيبين
فالطيبون كلهم أنصاف ميتين
هم سرقوا أمننا..
هم قتلوا أبناءنا
هم اخترقوا حدودنا..
فاسمح لنا, يا ربنا..
نكون قاتلين..
المزيد من مقالات سناء البيسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.