ارتبط تطور الخط العربي ارتباطا وثيقا بالمصحف الشريف لأنه كان الوسيلة المثلي لحفظ القرآن الكريم ولأن حلم كل خطاط هو أن يخلد ذكراه بكتابة نسخة من القرآن, فقد سعي كل خطاط لتجويد وتطوير الخط العربي والعناية به حتي يتفرد ويتميز عن غيره ممن سبقوه, فضلا عن أنه كان يعتبر ذلك نوعا من التقرب إلي الله تعالي. وقد ظهرت أسماء كثيرة من الخطاطين المتميزين الذين نسخوا القرآن الكريم بخطهم وأبدعوا في هذه المهمة ومن أبرزهم خالد بن أبي الهياج ومالك بن دينار وقطبة المحرر في العصر الأموي, وبعدهم جاءت مدرسة بغداد لتحمل لواء تطوير الخط العربي علي يد أساتذتها البارزين ومنهم الضحاك بن عجلان واسحق بن حماد وابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي, فهؤلاء كانت لهم إسهامات كبيرة في وضع القواعد الأساسية للخط وإحكام ضبطه وهندسته, كما كان للمرأة إسهامها الكبير في مسيرة الخط العربي فكانت شهدة بنت أحمد الدينوري بمثابة حلقة الوصل بين اثنين من كبار الخطاطين وهما ابن البواب وياقوت الموصلي. وبجانب مدرسة بغداد ظهرت المدرسة المصرية في إجادة كتابة الخط العربي وذلك منذ عهد الدولة الطولونية وبدأت مرحلة المنافسة مع مدرسة بغداد في العصر الفاطمي حتي بلغت مرتبة الصدارة في حمل لواء الخط العربي في العصر المملوكي. كما أن الأمم الاسلامية غير العربية اهتمت هي الأخري بتجويد فن الخط العربي وكتابة المصحف الشريف. وانتشر الخط الكوفي المغربي في شمال وغرب ووسط إفريقيا والأندلس, وظهر خط القيروان في الأندلس وبعد أن أصبحت اسطنبول عاصمة الخلافة الاسلامية حملت تركيا لواء رعاية الخط العربي, فتم اختراع خطوط جديدة مثل الديواني والرقعة والطغراء والهمايوني, وخط الغبار وهو حروف متناهية الصغر وشديدة الدقة أقرب لخط النسخ استخدمت في كتابة المصاحف الصغيرة التي تحفظ في علب ذهبية أو فضية, وفي اسطنبول أنشئت أول مدرسة لتعليم الخط والنقش والتذهيب عام 1326 ه وتفوق الأتراك في رعاية الخط العربي حتي عام1923 حينما أمر أتاتورك باستبدال الحرف اللاتيني بالحرف العربي.