الشيخ كامل يوسف البهتيمي من مواليد حي بهتيم بشبرا الخيمة محافظة القليوبية عام.2291 ألحقه ابوه الذي كان من قراء القران بكتاب القرية وعمره ست سنوات وأتم حفظ القران قبل بلوغ العاشرة من عمره فكان يذهب الي مسجد القرية بعزبة إبراهيم بك ليقرأ القران قبل صلاة العصر دون أن يأذن له أحد بذلك وكانت ثقته بنفسه كبيرة فكان يطلب من مؤذن المسجد أن يسمح له برفع الأذان بدلا منه ولما رفض مؤذن المسجد ظل الطفل محمد زكي يوسف الشهير بكامل البهتيمي يقرأ القرآن الكريم بالمسجد وبصوت مرتفع ليجذب انتباه المصلين فكان له ما أراد إذ أن حلاوة صوته أخذت تجذب الانتباه فبدأ المصلون يلتفون حوله بعد صلاة العصر يستمعون إلي القرآن الكريم بصوته مبهورين به وبدأوا يسألون عنه وعن أهله فعرفوه وألفوه وزاد معجبوه في هذه السن الصغيرة فسمح له مؤذن المسجد أن يرفع الأذان مكانه تشجيعا له وأذن له بتلاوة القرآن الكريم بصفة دائمة قبل صلاة العصر فصار صيت الصبي كامل البهتيمي يملأ ربوع القري المجاورة, وظل كذلك حتي أوائل الخمسينيات والتي شهدت شهرة الشيخ كامل يوسف البهتيمي. يقول الأستاذ عصام البهتيمي ابن الشيخ كامل: إنه كان لا يتقاضي مليما واحدا إلا أنه كان يقول لنا إنه يذهب للمسجد ليدرب صوته علي تلاوة القران ويقلد الشيخين محمد سلامة ومحمد رفعت ليثبت لمن يستمع إليه أنه موهبة فنال التشجيع الكبير والاستحسان وكان ذلك مبعث الثقة في نفسه وكانت أمه تدعو له فيقول لها: سيأتي اليوم الذي يصبح فيه ابنك من مشاهير القراء في مصر. فكانت أمه تفرح بهذا الكلام كثيرا وتدعو له فكان له ما سعي إليه بفضل الله تعالي. وكان الشيخ الصيفي قد علم بوجود قارئ جديد ببهتيم يتمتع بحلاوة الصوت فذهب الي بهتيم واستمع الي تلاوة الشيخ كامل دون علمه فأعجب به وطلب منه أن ينزل ضيفا عليه في القاهرة فاصطحبه ونزل ضيفا عليه في بيته بحي العباسية فمهد له الطريق ليلتقي بجمهور القاهرة وجعل بطانة له في الحفلات والسهرات وقدمه للناس علي أنه اكتشافه وبعد فترة وجيزة بدأ جمهور القاهرة يتعرف عليه فأصبح يدعي بمفرده لإحياء الحفلات والسهرات فكان ذلك يسعد الشيخ محمد الصيفي فأخذ يشجه ممازاد من ثقته حتي ذاع صيته في أحياء وضواحي القاهرة, وأصبح قارئا له مدرسة وأسلوب في الأداء وأفاض الله عليها من الخير الكثير والمال الوفير فإشتري قطعة أرض بشارع نجيب بحي العباسية أقام عليه عمارة كبيرة واستأذن من الشيخ الصيفي أن يستقل بحياته شاكرا له حسن ضيافته وكريم صنيعه وما قدمه له من عون طوال فترة إقامته بالقاهرة حتي استطاع أن يثبت جدارته وأهليته لقراءة القرآن وسط كوكبة من مشاهير القراء بالقاهرة. وأضاف لم يلتحق الشيخ كامل يوسف بأي معهد من معاهد القرآن الكريم وتعليم القراءات بل لم يدخل أي مدرسة لتعليم العلوم العادية ولكن بالممارسة والخبرة والاستماع الجيد الي القراء مثل المشايخ محمد رفعت ومحمد سلامة والصيفي وعلي حزين تعلم احكام التلاوة دون ان يشعر هو بذلك وقد اكتملت عناصر النجاح لديه بعد الاستماع إلي هؤلاء العمالقة في قراءة القرآن الكريم. وقد التحق بالاذاعة عام3591 م. وكان الشيخ كامل البهتيمي محبوبا من كل أعضاء مجلس قيادة الثورة وكان الرئيس عبد الناصر, يحبه حبا شديدا ويطلبه لرئاسة الجمهورية لإحياء معظم الحفلات التي تقام بمقر الرئاسة. وأشار عصام الي أنني كنت مصاحبا للشيخ وهو يقرأ في السرادق المقام لاحياء ليلة مأتم ببورسعيد ففوجئت وفوجيء الحاضرون بعدم قدرته علي مواصلة القراءة بل وعجزه عن النطق وقد شعر بأن شيئا يقف في حلقه فثقل لسانه فقمنا بنقله الي الفندق الذي كنا ننزل به وتم إسعافه ونقله الي القاهرة ولكن بعد تلك الحادثة بأسبوع واحد أصيب بشلل نصفي فتم علاجه واسترد عافيته, ومرت الشهور حتي فوجئنا به يدخل علينا البيت ذات يوم بعد رجوعه من إحدي السهرات وهو في حالة إعياء شديدة وقمنا باستدعاء طبيبه الخاص الدكتور مصطفي الجنزوري الذي صرح لنا بأنه مصاب بنزيف في المخ وبعدها بساعات قليلة فارق الشيخ كامل البهتيمي الحياة. وأضاف: أول أجر تقاضاه كان52 قرشا ببلدته بهتيم ووضع هذا المبلغ علي مخدة أمه قائلا لها أصبري ياأماه بكرة ربنا حيفتحها علينا وكان آخر أجر تقاضاه هو مبلغ06 جنيها عن إحياء حفلة بالقاهرة و051 جنيها خارجه عن الليلة. وللأسف وافته المنية قبل أن يتم تسجيل القرآن الكريم ولكنه سجله مجودا. أما عن الامنية التي توفي دون تحقيقها فهي الرجوع الي القرية والاستقرار بها والوفاء ورد الجميل لأهلها إلا أن المنية وافته عام9691 ميلادية عن عمر يناهز74 عاما فحال ذلك دون تحقيق حلمه. رحمه الله رحمة واسعة.