تواصل نجوم وفضائيات فتح ملف القنوات الفضائية من خلال اجراء حوارات مع رؤساء القنوات الخاصة لمعرفة ارائهم حول مستقبل الاعلام المصري بعد25 يناير. واليوم نحاور احد ابرز رجال الاعلان في مصر طارق نور صاحب قناة القاهرة والناس والذي يعرف خفايا السوق الإعلامي في مصر بحكم تجربته الطويلة فيهما, ورغم امتلاكه واحدة من أكبر وكالات الإعلان في مصر, إلا أنه يعلنها صراحة أنه لا توجد قناة تحقق مكاسب تغطي تكاليفها من الإعلانات, وإنما يفتح أصحابها هذه القنوات لأسباب خاصة, ومنها انها سلاح دفاع ضد من يهاجمون اصحابها والي نص الحوار كيف تري سوق الإعلانات في رمضان هذا العام؟ أعتقد أنه تراجع عن العام الماضي بنسبة60%, وهذا طبيعي بسبب الظروف التي تمر بها البلد, مع ملاحظة أن الموسم الماضي كان يعاني من انخفاض أيضا بسبب الأزمة العالمية. رغم تراجع الاعلانات هذا العام الا ان هناك17 قناة جديدة, كيف تمول هذه القنوات نفسها؟ لها أجندة أخري, ليست الأجندة التجارية, وفي الغالب تكون أجندة سياسية أو دينية, إنما المكسب المادي يأتي في المركز الثالث من حيث الأهمية لأصحاب هذه القنوات, أما أنا فبالنسبة لي ولأني مهني وهذا هو عملي فأنا أبحث عن المكسب, بينما معظم أصحاب هذه القنوات هم رجال أعمال يقف وراءهم كيانات كبيرة أو دول, قليل منهم هو من تحمس لفتح قناة وهو مهني. هل صحيح أن هناك عمليات غسيل أموال تقف وراء هذه القنوات؟ هذا كلام فاضي, نحن الآن في دولة العقلية المؤامرتية, وهذا غباء لن يصدقه الناس, فات الوقت علي التفكير بهذه الطريقة. حالة الحرية المطلقة الموجودة الآن في الإعلام المصري, هل ستضره أم تفيده؟ الحرية طالما مصقولة بتجربة شخصية ومسئولية فلن تضر, إنما عندما تكون بلا تجارب فستضر بالطبع, يعني لو عيل صغير أعطينا له الحرية لنجري وراء الإثارة فسيضر الناس. كيف نطبق كلامك علي الوضع الفعلي للإعلام المصري؟ واقع الإعلام المصري وكأنه إعلام عنده نزوة فتح الباب مرة واحدة, لا نستطيع أن نقول إن الإعلام المصري لم يكن حرا, الإعلام قبل الثورة كان يتمتع بدرجة كبيرة من الحرية, إنما الحرية لما تفتح بابها علي مصراعيه ستجد في البداية أن الحابل سيختلط بالنابل, وستجد من يشتم في الناس ويحكم ويدين بدون رابط, ولكن في نفس الوقت سيكون هناك إعلاميون مهنيون, وفي الإعلام إذا قلت لأحد ايه اللي انت بتقوله؟؟ سيقول لك هذا رأيي, لكن يوجد فرق بين الرأي وبين أن تنصب نفسك كقاضي. البعض يوصف الحالة الإعلامية التي نمر بها الآن بحالة انفلات إعلامي, ما رأيك؟ لا يوجد شيء اسمه إنفلات إعلامي في الفضائيات, لو استضفت شخصا ليدين شخصا, كلمة إنفلات كلمة كبيرة جدا, إنما كلمة عدم مسئولية هي الكلمة الأنسب, لا يوجد إنضباط في بعض النفوس, قناة القاهرة والناس يشاهدها ملايين, لو لم يكن عندي إنضباط ممكن أعور ناس كثيرة وأوديهم في داهية, فليس ضروري الآن أن نصدر الكره وأن تركب قطار الثورة والشهامة, ليس من الضروري أن تقسم الناس إلي فلول وأجندات, فهذا أمر مضحك, لأنه في النهاية كل الموجودين في عهد معين يصح أن نطلق عليهم فلول, ولو كان واحد ممن يركبون قطار الثورة والشهامة الآن قد عرض عليه أن يتولي منصب في النظام السابق كان سيرفض؟ أي واحد منهم لو عرض عليه منصب وزير كان سيرفض؟؟ يجب أن يلتفت الناس لمسئولية المرحلة ونستثمر التغيير لمصلحتنا لا ضدنا, لأن هناك فرق كبير بين النية والنتيجة, نتيجة الثورة حتي الآن غير مرضية, رغم أن نيتها كانت سليمة, والخوف الآن هو من أن تصبح النتيجة أسوأ من ذلك بكثير. قلت الآن أن سوق الإعلانات انخفض بنسبة60%, فلماذا أطلقت القناة في ظل هذا التراجع؟ أنا تكلمت عن سوق الإعلانات في مصر عموما, ولكني رأيت كيف يمكنني إستغلال ال40% المتبقية, أنا مش ضروري أكسب ولكن علي الأقل لن أخسر, كما أن القاهرة والناس أصبحت ماركة عند الناس وليس من مصلحتي أن أغلقها, أنا أتكلم عن القنوات الأخري التي فتحت بدون عمل حساب لإقتصاديات السوق, هم لم يحسبوها لأنهم ناس ملهيين ويستطيعوا تحمل سنة وإثنتين وثلاث من الخسائر, وفي كل الأحوال فإن معظم من فتحوا القنوات الجديدة فتحوها ليدافعوا عن أنفسهم, فهم وجدوا أن هناك همجية في الهجوم علي رجال الأعمال وعلي القطاع الخاص ورؤساء الشركات, فبدأوا يدافعوا عن أنفسهم, الهجوم من الإعلام, فأنشأوا قنوات لتدافع عنهم, وحتي يهاجموا علي من يهاجمهم, خد بالك أن الظاهر الآن أنك حتي لا تهاجم في الإعلام لازم يكون عندك إمكانية لرد الهجوم. تقصد أن هذه القنوات أنشأها أصحابها كسلاح ردع.. سلاح دفاع وليس ردع. هل ستستمر القناة بعد رمضان؟ لا لان القاهرة والناس ستظل رمضانية ولكن هناك بعض التغيير, لن أكمل بعد رمضان لكن من الممكن أن أطلقها قبل رمضان المقبل بفترة. هل صحيح أنك تعد لمشروع لقنوات تحمل أسماء عواصم عربية أخري؟؟ نعم, أعد له الآن.. البعض تسائل, لماذا اخترت لبنانيا ليقدم برنامجا باسم الشعب يريد؟ فكرة القاهرة والناس أن مدينة القاهرة تفتح أذرعها لكل المواهب الموجودة في العالم العربي, ولا يستطيع أحد أن ينتشر وينجح بدون أن يمر علي القاهرة, هذا يحدث في الفن أو في الإعلام أو في الثقافة, فأنت لا تنظر لمصري أو لبناني أو سوري, أنا أنظر للموهبة, طالما هذه الموهبة أستطيع الإستعانة بها سأفعل ذلك, الشيء الثاني أني لا توجد عندي تقسيمات مصري ولبناني,لا توجد عندي هذه التعقيدات, إنما عندي أن هذه القناة مصرية وتقول ذلك, طوني خليفة كان معروف قبل أن يأتي لي, لكنه عرف مائة مرة زيادة عندما دخل القاهرة والناس وهذا باعترافه, فإذن القناة مصرية وهي التي تذيع برنامج الشعب يريد. هل صحيح أنك كنت تتدخل في مونتاج البرنامج في السنوات السابقة؟ لا أبدا, هذا كلام غير حقيقي, الشيء الوحيد الذي يجعلني أتدخل إذا كلمني أحد العاملين في القناة وقال والله فلان الفلاني يسيء إلي فلان الفلاني, القناة ليست مفتوحة للإساءة للناس, فلازم أتدخل, فليس من مصلحة القناة أن تتدخل مع أحد ضد أحد. في القاهرة والناس هذا العام عندنا ثورجية مثل بسمة وعقلانية وليست ثورجية مثل لميس جابر, مثل أي جريدة محترمة تحتمل كل الأطياف وهناك توازنات, وهذا لا يمنع وجود توجه للقناة. وما هو التوجه الغالب علي القناة؟ الليبرالية بدون كلام, ولليبرالية تسمح بالرأي والرأي الآخر. لماذا تصر علي نشرة أخبار الفراخ رغم عدم إعجاب الناس بها؟ كل الستات معجبة بها بينما لا يعجب بها الرجال, ونحن نصنعها للسيدات. تكلمت عن برنامج بسمة وبرنامج لميس جابر, هل انت راض عنهما؟ راض عنهما ولو أنه بالنسبة لي فإن برنامج لميس أقوي من برنامج بسمة, فالدكتورة لميس تعطيك معلومات مفيدة وتصحح لك التاريخ.