كتب وجيه الصقار: أكد الناشط السياسي د. عمرو حمزاوي أن الثورة لم تحقق النجاح المتوقع منها في هذه المرحلة, فهي حائرة بين تيارات متنازعة وغياب الفكر المستقبلي لدرجة أن نحو08% من الصحف بأنواعها تركز في عناوينها علي الرئيس السابق وأعوانه بنفس الدرجة التي كانت فيما قبل الثورة مع اختلاف التناول, في الوقت الذي نحتاج فيه للنقاش العام حول النظام السياسي الجديد وكيفية تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية, وأن الإعلان والصحافة أصبح دورها, مرتبطا بالإثارة والانفعال دون تفكير. جاء ذلك في الملتقي الثقافي الذي ينظمه معرض القاهرة للكتاب وأداره الأستاذ السيد يسين وبمشاركة الدكتور سيد عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية. وأضاف د. عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية, أن الثورة تحتاج جدولا زمنيا لتحقيق أهدافها وإعادة هيكلة النظام والمؤسسات, ووضع خريطة طريق لتغيير المفاهيم وأنشطة المؤسسة التنفيذية والتشريعية والقضائية من خلال المعالجة العقلانية في النقاش العام بتأكيد رفض المحاكمات غير العادية للمدنيين, مثلما حدث مع قادة الفساد السابقين ودون تشكيك في القوات المسلحة, والتركيز علي الأولويات لأن قيام الثورة لا يعني أنها ستنجح علي المدي البعيد أو القريب دون جهد حقيقي من الشعب ومثقفيه, فالثورة لم تخرج بالفكرة الإسلامية أو غيرها ولكنها خرجت نابعة من المطالبة بالعدالة وكرامة الانسان, مع ضرورة الالتزام بالطبيعة السلمية في النقاش واستبعاد العنف بأنواعه, وتحقيق التوافق بين الجميع دون صراعات وادعاءات بالسيطرة علي الشارع السياسي, وأن تنبذ الجماعات المختلفة التحدث باسم الشعب لأنه لم يقل كلمته حتي الآن سوي يوم الاستفتاء الأخير, وعدم الاستجابة للمطالبات الفردية علي حساب الآخرين حتي ولم تلق رضاء عاما. وأضاف د. سيد عبدالفتاح أن هناك أزمة حقيقية بين مثقفي مصر, وأن مثقفين من العهد السابق عامة كانوا يساعدون النظام ويبررون أخطاءه ويمهدون للتوريث استخفافا بمقدرات الشعب, ويلعب بعضهم الآن في مسألة الانضمام للثورة أو الادعاء بدوره فيها, في غياب الجماهير وأن هؤلاء المثقفين المحسوبين علينا أفسدوا حياتنا مع وجود حشد إعلامي تليفزيوني ويتحدثون عن قضايا تحدث الفرقة بين فئات الشعب وتحض علي الصراع وساعدهم في ذلك الأحزاب الكرتونية التي استفادت من كل نظام. وقال إن ثقافة ميدان التحرير يجب أن تعود حتي تحقق وحدتنا الفكرية والوطنية, وتكون لنا مطالب حقيقية لمصلحة هذا الوطن دون أن نعطي الفرصة للمنتفعين للقفز علي الثورة, كما يحدث الآن. وأضاف الأستاذ السيد يسين أن دعوات التطهير في المؤسسات الجماعية والقضاء تمثل خطورة علي بنية هذا الوطن وانهيار مؤسساته, وأن الأفضل أن تكون المحاسبة للمسئولين عن الفساد مباشرة, وأن القضاء الطبيعي يجب أن يسود علي كل مدني في مصر بلا تفرقة, ويكفي أن قانون الغدر الذي صدر مع ثورة يوليو كانت عباراته مطاطة ومشكل من عناصر عسكرية, وطبق بأثر رجعي وهو ما يخالف كل القوانين.