كتب - مروة البشير: لا تختلف الطريقة الصاوية في هدفها عن الطرق الصوفية الأخري لأن الهدف واحد وهو الإرتقاء بالإنسان المسلم روحيا وأخلاقيا, عن طريق الإلتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم, وقد تأسست الطريقة الصاوية الخلوتية في عام1030 ه. علي يد الشيخ أحمد الصاوي والذي ينتهي نسبه إلي سيدنا محمد بن الحنفية بن الإمام علي كرم الله وجهه, وقد تتلمذ علي يد الشيخ الدرديري شيخ الأزهر في ذلك الوقت أي ما يقرب من أربعمائة عام, وحفظ القرآن الكريم وعمره8 سنوات, وظل يرتقي في علمه حتي أصبح من كبار علماء الازهر الشريف, والتف حوله تلاميذه من طلاب العلم, وكان له عمود بالجامع الأزهر يسمي بعمود الشيخ الصاوي, وكان يعلم أبناءه من طلاب الأزهر القرآن الكريم وتفسيره وأحكامه, وأحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم, وكان حريصا دائما علي أن يلقن تلاميذه علوم الدين والدنيا وأن يهذب نفوسهم وسلوكهم. وقد ذكر الشيخ الجبرتي في كتابه أن الشيخ الصاوي كان من كبار علماء الأزهر وكان له دور كبير في مقاومة الحملة الفرنسية علي مصر مع الشيخ عمر مكرم نقيب السادة الأشراف سابقا, فكان إماما عالما مربيا مجاهدا مدافعا عن وطنه وبلده ضد أي عدوان, وللشيخ الصاوي مؤلفات عديدة من أشهرها كتاب الفائدة والإيجاز ونفع السائل وكتاب حاشية الصاوي علي مختصر البخاري و كتاب شرح الصلوات الدرديرية. وتولي الطريقة حاليا الشيخ أحمد السيد الصاوي والذي تخرج في جامعة الأزهر, وكانت فترة دراسته بالأزهر خير معين له في رحلته مع التصوف, واتبع منهج أجداده في إدارته للطريقة في العمل بكتاب الله وسنة رسوله الكريم, وكان له دور كبير في توضيح معني التصوف الحقيقي, وقد تم تعيينه شيخا للطريقة عام1985, وتم إختياره لعضوية المجلس الأعلي للطرق الصوفية عام2001 م. و تعقد حضرة الطريقة الصوفية يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع في مختلف مقرات الطريقة في مصر, حيث يصطف مريدو الطريقة وتبدأ الحضرة بتلاوة آيات القرآن الكريم, وإلقاء دروس دينية يتعلم فيها أتباع الطريقة كيفية التخلق بأخلاق النبي صلي الله عليه وسلم, ثم تقرأ أوراد الطريقة أثناء حلقات الذكر, وقد بلغ عدد أتباع الطريقة حتي الآن حوالي مائة ألف, منهم أساتذة بجامعة الأزهر ومنهم أئمة المساجد, ومنهم أهل العلم والثقافة أشهرهم الوزير عبدالمنعم الصاوي وزير الثقافة والإعلام الأسبق. وأسست الطريقة عدة مكاتب لتحفيظ القرآن الكريم, كما وضعت برنامجا لتعليم أبناء الطريقة السنة النبوية وأحكام الشريعة من خلال إقامة الجلسات والندوات الأسبوعية بصفة دورية في كل مساجد وزوايا ومقرات الطريقة.