كتب - محمد فتحي: الإسلام جعل للحاكم حق الطاعة فيما فيه طاعة لله و أوجب للرعية أو الشعب حقوقا علي الحاكم وهذه الحقوق التي فصلت في الإسلام تعود إلي أن يضع الحاكم نفسه موضعه من شعبه تحت الحديث القائل( لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ومضمونه هو المساواة كما يقول الدكتور مصطفي مراد أستاذ أصول الدين بجامعة الأزهر موضحا أن رعاية المصالح وتأمين الطاعة وإخافة العاصي و فصل قواعد حقوق الرعية في وجوب تطبيق العدل بين الناس كما قال الله تعالي:( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) وقال أيضا سبحانه( و أقسطوا إن الله يحب المقسطين) وهذا ليس خاصا بالمسلمين وحدهم بل عام لكل أبناء الشعب. ويضيف انه ينبغي أيضا علي الحاكم الرفق بالرعية حيث أمر الله نبيه محمدا صلي الله عليم وسلم بذلك وفقا للآية الكريمة( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) وقال الرسول أيضا:( اللهم من ولي من أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه) فدعا عليه, وهذا يوضح أن النبي الكريم دعا علي الحاكم الذي يتعب الناس ويعسر عليهم, ومن الحقوق أيضا ألا يحتجب الحاكم دون حاجة الرعية فإنه مسئول أن يحل كل مشاكلهم ويستعرض حاجاته كما أشار النبي الكريم إلي أن الحاكم إذا احتجب دون حاجة المسلمين احتجب الله عنه يوم القيامة, وقد بالغ الأصحاب رضي الله عنهم في تحقيق هذا المعني حتي كانوا في رئاساتهم و إماراتهم لا يتخذون الحرس والجنود ولا يعلون لهم أسوارا لمنازلهم أو بوابا ولما أراد بعضهم أن يعين بوابا ليصرف الناس عن الحضور إليه في بعض الأوقات حتي يستريح عوقب أشد العقاب ومن هؤلاء سعد بن أبي وقاص عندما جعل حارسا أمام بيته فأمر عمر رضي الله عنه بإحراق الباب والأسوار الخارجية وصرف البواب مع أنه لم يكن لديه حراس بالعشرات وهذا كله حرصا علي تحقيق هذا المعني وهو عدم التأخر ولو لحظات عن قضاء حوائج الناس. ويقول: إن من حق الرعية علي الراعي أن يحفظهم من العدو وذلك بحراسة الثغور وإعداد الجيوش ومعرفة أخبار الأعداء والرقابة الدائمة والمستمرة علي الوافدين من غير بلادنا حفاظا علي أمن الأمة و رعايتها ومن هذا أيضا الأمن الداخلي الذي يسعد به الصالح ويرهب به الفاجر فلا يقدم علي معصية ومن باب أولي ألا يجاهر بها فيقوم بإزالة المنكرات وملاحقة الفاسدين والأخذ بالقوة علي أيدي المجرمين والبلطجية خلافا لما يتصوره البعض من أن الأمن يكون في إباحة المعاصي وانتشار دور الحرام فهذا يحول الأمن إلي إرهاب والاطمئنان إلي فزع.