كتب - أحمد علي : شرع الإسلام من الوسائل والنظم ما يحقق التكافل فبعض هذه الوسائل منوط بالأفراد والبعض منوط بالدولة, يقول الدكتور منصور مندور من علماء الأزهر الشريف ان العارية نوع من انواع الإحسان وهي من أعمال البر التي تقتضيها الإنسانية, لأن الناس لا غني لهم عن الاستعانة ببعضهم بعضا فهي مندوبة بحسب ذاتها, فالعارية لغة هي إعارة الشيء, وشرعا تمليك المنافع بغير عوض, ولها صور عديدة في حياتنا مثل استعارة الكتب من المكتبات وغير ذلك, وقد استدل العلماء علي جواز العارية بقول الله تعالي وتعاونوا علي البر والتقوي ومنهم من استدل عليها بقوله عز وجل ويمنعون الماعون فقد فسره جمهور المفسرين بما يستعيره الجيران بعضهم من بعض. فالعارية جائزة وهي تمليك المنافع بغير عوض وتصرح بقوله اعرتك واطعمتك هذه الارض, فاللمعير ان يرجع في العارية متي شاء, لانها عقد تبرع وايضا هي امانة في يد المستعير إن هلكت من غير تعمد لم يضمن شيئا. وأوضح الدكتور منصور مندور ان ليس للمستعير ان يؤجر ما استعاره ولا أن يرهنه وله أن يعيره إذا كان مما لا تختلف باختلاف المستعمل لأنه ملك المنافع ومن ملك شيئا جاز له أن يملكه علي حسب ما ملك, فعارية الدراهم والدنانير مثلا تعد قرضا لأن الإعارة تمليك المنافع ولا يمكن الانتفاع بها إلا باستهلاك عينها, فعن النبي صلي الله عليه وسلم انه استعار مائة درع من صفوان ابن أمية يوم الفتح فقال صفوان للنبي صلي الله عليه وسلم أغصبا يامحمد فقال صلي الله عليه وسلم لا بل عارية مضمونة فالمستعير امين في نظر الشريعة الاسلامية لآن العارية نوع من التعاون الموجب للتواد ولا معني لهذا إلا أن يكون كل واحد منهم ذا غيرة علي مال اخيه خصوصا المستعير فإنه ينبغي ان يبالغ في المحافظة علي العارية التي بذلها له اخوه لمجرد المعونة تقديرا لفضله واعترافا له بالجميل.