صدق أو لا تصدق70% من الرجال في بريطانيا الآن يمتون بصلة قرابة بالجينات إلي الفرعون المصري توت عنخ آمون.. في حين أن نصف في المائة فقط من المصريين يمتون بصلة قرابة لهذا الفرعون الذي حكم مصر من1334 الي1325 ق.م, كان هذا مضمون دراسة غريبة أجراها معهد ايجينيا لعلم الأنساب في زيورخ تقول أن الفرعون المصري العظيم بن اخناتون وحفيد امنحوتب الثالث تاسع فراعنة الأسرة الثامنة عشر لاتربطه علاقة جينية ب99 في المائة من المصريين, في حين تربطه علاقة جينية قوية بأكثر من60% من الرجال في أسبانيا و50% من الرجال في باقي أوروبا الغربية. الدراسة العلمية المريبة أجراها المعهد السويسري بمساعدة فيلم لقناة ديسكفري التليفزيونية التي ارتبطت بعقد مع الدكتور زاهي حواس أمين المجلس الأعلي للآثار ووزير الآثار السابق لتقديم برنامج خاص بعنوان' مطاردة المومياوات' أو'ChasingMummius' وقد قدم فيها العديد من الأفلام التسجيلية عن المومياوات والآثار المصرية مثل حتشبسوت وأبو الهول.. ويعد حواس حسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز منذ أيام المتحدث باسم الحضارة المصرية القديمة والمتحكم في دخول المواقع الأثرية وقد دفعت قناة' ناشيونال جيوجرافيك' مبلغ200 ألف دولار سنويا مقابل هذه الخدمات التي من بينها إجراء الأبحاث وأخذ العينات من المومياوات المصرية بما فيها مومياء توت عنخ آمون والأخطر ما يردده بعض الخبراء أن هذه العينات تؤخذ دون أدني مسئولية علي الشركة في حالة تعرض المومياء لأي خطر, وقد علق د. زاهي أن القانون المصري سمح للموظف العام بقبول أتعاب. والخطورة ليست في الدلالات العنصرية التي تترتب علي مثل هذه الأبحاث المشبوهة, لكن الخطر الأول علي المومياء نفسها من إصابتها بتلوثات إشعاعية أو بكتيرية أو كيميائية قد تؤدي إلي تحللها في المستقبل فتحول المومياء التي صمدت أكثر من ثلاثة آلاف سنة إلي هيكل عظمي مفتت خلال فترة قصيرة بسبب هذه الأبحاث والأنابيب التي تنتزع العينات والبهدلة التي تتعرض لها, خاصة وأنه هناك عقدا مع شركة الفنون والمعارض الدولية لتسويق زيارات الملك الشاب في العواصم العالمية لمدة10 سنوات بدأت منذ2003 وتنتهي في2013 مقابل100 مليون دولار.. وهو عقد لمدة طويلة لا يقل خطورة عن عقد توريد الغاز لإسرائيل الذي يبيع ثروات المصريين مقدما حتي ولو دفعت شركة التسويق2 مليون دولار' علي الهامش' تبرعا لمركز الطفل الذي كانت ترعاه سوزان مبارك.. وأما الخطر الثاني فهو التشكيك في حقيقة هذا الفرعون.. خاصة وأن الدراسة قد أشارت إلي أن الجد الأعلي له عاش في القوقاز قبل نحو9500 سنة.. كما جاء في الخبر الذي نشرته جريدة الشروق, فهل معني ذلك أن الفرعون الشاب الذي نفخر به لا ينتمي إلينا بل ان أجداده وأجدادهم الذين بنو الحضارة المصرية التي أبهرت العالم شرقه وغربه ينتمون إلي الجنس الاوربي الجنوبي وأنهم بنوا هذه الحضارة العظيمة قبل أن يضطرهم المصريون' النيليون' الذين ينتمون الي الجنس الزنجي إلي الهجرة والنزوح إلي منطقة القوقاز؟ أم أن أخناتون تزوج امرأة أوروبية وأنجبا توت عنخ آمون؟! وهل معني ذلك أيضا أن من حق أكثر من نصف الرجال في أوروبا الذين أجريت عليهم الدراسة وتربطهم صلة القرابة الجينية بالفرعون الذهبي أن يطالبونا اليوم بتعويضات عن القصور والمعابد والأهرامات والكنوز التي تركها' أجدادهم' الفراعنة وأن المصريين المعاصرين يجب أن يعودوا إلي أواسط إفريقيا لأنهم أصبحوا' مشكوك في فرعونيتهم' وهو التعبير الذي استخدمه د. زاهي ليبرر وجود عشرات التحف الفرعونية في قصور الرئاسة منذ سنوات, ويصبح من حق ورثة الفرعون الأوربيين مطاردة المصريين لتخلو مصر لهم وللنصف في المائة الباقين من سلالة الفرعون الذهبي والذين سيكون بينهم باقي أركان النظام الذي سمح بمثل هذا العبث' العلمي' في مقدساتنا! المزيد من مقالات أنور عبد اللطيف