لم تتصور حين ذهبت لمكتبه لطلب عمل أنها ستصبح شريكة حياته بعد أن طلق زوجته التي استولت علي' شقي عمره' حسب قولها وعاد ليبدأ من الصفر وهي بجانبه في هذه الرحلة التي انتهت بمأساة.. إنها آمال ذات الاربعين عاما والتي تحكي وفي عينيها نظرة حزن ويأس وخوف من المجهول فتقول: والدي كان موظفا صغيرا في الحكومة وأمي ربة منزل.... حصلت علي شهادة متوسطة, سعيت للعمل لأساعد والدي في الإنفاق علي أشقائي الثلاثة فأنا أكبر إخوتي..كنت في العشرين من عمري وهو في منتصف الأربعينات عندما ذهبت للعمل في مكتبه.. كان الحزن باديا علي ملامحه.. مع الوقت انسجمنا وتزوجنا ورزقت بابنتي الكبري.. ثم سافرنا الي احدي الدول العربية لتعويض ما ضاع من المال وبناء المستقبل.. مرت السنوات نسافر ونعود في أجازات لزيارة الأهل حتي رزقت بابنتي الصغري فقررنا العودة النهائية وتأسيس مشروع في مصر.. استأجرنا شقة في حي راق للسكن وبدأ زوجي في مباشرة مشروعه الجديد مع شريكه, ولكن' تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن'.. فقد تعرض للنصب من أحد العملاء وضاعت الأموال فأصيب بشلل نصفي فأقعده عن العمل, ولعلاجه بعت المصاغ وصرفت المدخرات.. ثم تحسنت حالته الصحية فنزل ليقف في كشك استأجره لنا أولاد الحلال يقع خلف منزلنا في الحي الراقي ليبيع الخبز, ولكن القدر لم يمهله فمات بعد ستة شهور.. فاضطررت للوقوف مكانه لأستطيع الإنفاق علي بنتي.. ومنذ هذه اللحظة والكوارث تلاحقني فبعد شهور قليلة صدمتني سيارة أنا وابنتي الصغيرة أثناء عبورنا الطريق مما منعني من الوقوف في الكشك.. وأثناء العلاج صدر حكم بطردي من الشقة' لأنها إيجارقانون جديد' فأصبت بالضغط والسكر.. ولولم يستأجر لي أهل الخير هذه الشقة لنمنا في الشارع ولتركت ابنتي التعليم.. فالكبري في الثانوية العامة أما الصغري ففي الابتدائية.. صمتت قليلا ثم بادرتني..لم يخطر في بالي لحظة أنني بعد هذا العز سأقف في كشك أبيع الخبز..' مش بيقولوا أكرموا عزيز قوم ذل؟'..فهل هناك من يكرم؟