قرأت إعلان مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أسماء الفائزين بجوائز المؤسسة لعام2010/2009, وقد فجعت عندما تم الاعلان عن فوز عالم واحد فقط في مجال العلوم التطبيقية( تكنولوجيا الطب الحيوي) بينما حجبت الجائزة للأسف عن أبناء جميع الدول العربية في المجالات الأربعة الأخري وهي: العلوم الأساسية والعلوم الاقتصادية والاجتماعية والفنون والآداب والتراث العلمي العربي والإسلامي. وإذا كان هناك من تفسير لهذه النتيجة المؤسفة فإنه تعبير عن أزمة البحث العلمي في الوطن العربي عموما, كما يعكس عدم الاهتمام القومي بهذا الأمر الحيوي الذي سبقتنا فيه دول أخري عديدة كانت أقل منا شأنا ومكانة, وهو ماتمثل أيضا في عدم حصول جامعاتنا علي مراكز متقدمة في الترتيب العالمي علي مدي السنوات الماضية. ولعل هذا هو ما حفز العالم الكبير أحمد زويل لإحياء مشروعه العلمي مدينة زويل للعلوم للحاق بركب العصر في مجال العلوم الطبيعية والتطبيقية, وقد لاقت دعوته صدي كبيرا تمثل في اسهامات سخية من مواطنين شرفاء في الداخل والخارج يريدون الخير لوطنهم, وإن الأمل معقود علي مشروع هذه المدينة, ليس للمصريين فحسب, وإنما لكل أبناء الوطن العربي حتي تستعيد مصر ريادتها العلمية مثلما كانت من قبل. وباستقراء الإعلان تبين ان الفائز الوحيد المشار إليه, وهو عالم جزائري, استحق هذه الجائزة الثمينة لوجوده في بيئة خصبة من الامكانيات المادية والمعنوية واهتمام من الدولة والمجتمع, حيث يعمل أستاذا باحثا في جامعات ومستشفيات جنيف وجامعات أوروبية عديدة, ومكنه ذلك من نشر عشرات الأبحاث والمشاركة في كثير من الدوريات العلمية في تخصصه النادر وهو ماجعل مؤسسة الكويت تشيد به في حيثيات منحه الجائزة, فهل سيتحقق أملنا في مدينة زويل للعلوم قريبا؟. محمد فكري عبدالجليل