تحقيق: محمد عبد الخالق: تنتشر موائد الرحمن بصورة ملحوظة في ربوع العالم الإسلامي كما تكثر لدينا الولائم كدعوة للتواصل ورغبة في الثواب ومضاعفة الأجر في شهر رمضان الكريم, وعلي الرغم من انحسار ظاهرة موائد الرحمن في مصر علي نحو لافت هذا العام, سواء في أعداد تلك الموائد, أو ما كانت تضمه من أطعمة ومشروبات, مقارنة بالأعوام السابقة. وإذا كان القائمون عليها يعدون لها العدة فيجب علينا أن نكون عونا لهم ومعهم في عمل الخير, ونرشدهم إلي الطريق الذي إن اتبعوه تكن موائدهم في ميزان أعمالهم الصالحة, كما نرشد المفطرين علي تلك الموائد بما يحفظ عليهم ثواب صومهم ويزيدهم من فضله. ويقدم الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق نصائح لأصحاب موائد الرحمن والمفطرين عليها قائلا: علي صاحب المائدة أن يتحري المال الذي ينفق علي هذه الموائد, فيكون المال من رزق حلال, لان الله سبحانه وتعالي طيب لا يقبل إلا طيبا, وألا يقصد بهذه الموائد التفاخر والمباهاة بل يقصد بها مرضاة الله وثوابه وإدخال السرور وإشاعة البهجة في نفوس المسلمين. كما ينبغي ألا يخص بهذه الموائد الأغنياء دون الفقراء لأنها إنما جعلت لهم, كما لا ينبغي أن يخص فيها طعام للأغنياء وآخر دونه للفقراء فعند رسول الله أن ذلك هو شر الطعام. ويشترط ألا تصبح هذه الموائد مظهرا للبذخ والإسراف والتبذير فيكون ما يقدم للصائم أكثر مما ينبغي فيصير التالف إنفاقا في غير موضعه قال تعالي وكلوا واشربوا ولا تسرفوا كما ينبغي ان يعجل القائمون علي الموائد بتقديم الطعام ولا يترك الصائمون جلوسا في انتظاره, كما ينبغي لهم ألا يبادروا برفع الطعام قبل أن ترفع الأيدي عنه ويفرغ الجميع. أما المفطرون علي تلك الموائد فعليهم أن ينظروا الي صاحب المائدة فإن كان ماله حلالا جلسوا وأفطروا عليها, وان كان ماله حراما انصرفوا عنها إلي غيرها, وان كان صاحب المائدة عاصيا أو مجاهرا بمعصيته لله فلا تجلس علي مائدته ليعلم انك غير راض بمعصيته لله وتغضب لما يغضب الله, وإذا جلست علي المائدة فينبغي أن ترضي بما يقدم لك ولا تعيبه ولا تطلب من أصحابها سوي الملح والماء وأرفع صوتك بالبسملة لتذكر من نسي, كما ينبغي عليك ألا تنظر الي الموضع الذي يأتي منه الطعام ولا إلي من حولك أثناء الأكل, ولا تأنف من مؤاكلة أحد معك فإذا شبعت فلا ترفع صوتك بالحمد حتي تحرج الجالسين, وأخيرا إذا انتهيت من الإفطار فلا تطل الجلوس علي المائدة وعليك بالانصراف. ويطالب الدكتور عبد المعطي بيومي, عضو مجمع البحوث الإسلامية, الحريصين علي إقامة الموائد أن يتم إعداد وجباتها بعيدا عن المساجد مراعاة لأن المساجد للصلاة, ولا يقبل أن تكون الموائد داخل المساجد أو في حرم المسجد, خصوصا أن الإفطار يكون عند صلاه المغرب ثم تعقبها بعد فترة صلاة العشاء والتراويح, ومن غير المقبول أن تكون رائحة الطهو أو تخزين الطعام في المساجد التي أعدت للصلاة وليس لمثل هذه الموائد وأن من يقوم بإعداد هذه الموائد بالطبع يراعي آداب الصلاة. ويؤكد بيومي أن إقامة موائد الطعام المجانية للفقراء لا شيء فيها من الناحية الشرعية ولكن الذي يؤخذ عليها في السنوات الأخيرة هو الإسراف في إعدادها فأصبحنا نسمع عن موائد خمسة نجوم يتم إحضار أطعمتها من الفنادق والمحلات الكبري مما يعد تبذيرا لا داعي له, ولذا فأنا أدعو إلي تقنينها بحيث لا يحرم منها من هم علي سفر, أو العمال الذين يوجدون في أعمالهم وقت الإفطار.