الوادي الجديد اصابته الشيخوخة وهو في ريعان شبابه.. وبعد أن كان الوادي جنة تجذب الكثيرين الذين يحلمون بمجتمع يخلو من أعباء المحافظات المثقلة بالزحام والهموم أصبح اليوم طاردا لسكانه بعد أن تراكمت مشاكله. وزادت متاعبه بدءا من الاسكان والصرف الصحي والمواصلات وانتهاء بمياه الشرب والري والغياب الأمني حتي ان معدل ما يتم سرقته من مهمات خط السكة الحديد اكثر بكثير ممايتم تنفيذه من اطوال جديدة لاستكمال مساره!! نقلنا هذه المتاعب لمحافظ الوادي الجديد السيد جمال إمبابي الذي وجدناه حائرا بين العديد من الملفات التي تكشف عن تراجع الدولة عن تدعيم الوادي الجديد بالاعتمادات الضرورية الكافية للحفاظ علي معدلات التنمية به, ووقف التدهور في خدماته عرضنا علي المحافظ المشكلات العديدة التي تحيط بالوادي الجديد ودخلت في مراحل تحويله لهجرة عكسية, وتحوله إلي الوادي المنسي فقد بدأت برك الصرف الصحي تدخل البيوت ولاتوجد موازنات صيانة كما أن معدلات تنفيذ المشروعات تتأخر بنسب عالية خصوصا في الفرافرة والخارجة ومطلوب إعادة النظر في الهيكل التنظيمي للدولة بالوادي الجديد. قال المحافظ ان الوادي لايحتاج حاليا لتنفيذ مشروعات جديدة بل إلي استكمال المشروعات القائمة وتشغيلها وتفويض الوادي الجديد في تحديد احتياجاته من المخصصات المالية وفقا لأولوياته, ولايعقل أن يخصص لنا قروض اسكان جديدة بينما لدينا قروض لم نستغلها منذ عام لعدم وصول المرافق إليها,والمحافظة عليها ديون اسكان متوارثة منذ قرابة ثلاثين عاما تصل فوائدها لنحو34 مليون جنيه كما دخلت في تفاوض مع البنك لتقسيطها بمبلغ 7.5مليون جنيه سنوي ثم دفع القسط الاول وكانت هناك حلول بان يتم بيع الاراضي وتسديد هذه الديون من ثمنها وهو امر غير منطقي فكيف ادفع أموال الاراضي بينما المحافظة محتاجة لها في اعمال اخري وهذا لن يتأتي إلا باسقاط هذه الديون. وطالب بتدخل واضح من مجلس الوزراء وخطة مركزية للعمل بالوادي الجديد تبدأ بمخططات كهربة الآبار الجوفية لان استهلاك السولار يكلف ثلاثة اضعاف الكهرباء والآبار المكهربة تمثل فقط25% من مجملها وان آبار الشرب لايوجد تخطيط لانهاء مشاكلها ولانزال نعمل علي مخططات قديمة و72 محطة تنقية موجودة غالبيتها تحتاج إلي اعتمادات مالية وصيانة ولايوجد موعد لانهاء مشاكلها.. اما الكهرباء فان مشاكل كثيرة تواجهها لاعتمادها علي خط تغذية واحد هو نجع حمادي وتوقف وصولها عند الداخلة أما خط السكة الحديد فيمتد علي شريط طوله670 كيلو مترا ومتوقف منذ6 سنوات ويحقق نزيفا هائلا لموارد الهيئة لدرجة أنني اقترحت علي وزير النقل ان يتم بيعه خردة بدلا من ضياعه دون الاستفادة منه والوزير لم يرد علي بل أشار بأن مايتم سرقته من القضبان ضعف ما يتم تركيبه... وشدد الامبابي علي النظر للوادي الجديد كمنطقة واعدة وكمشروع قومي له خصائص وجغرافية معينة ولايتم معاملته كسائر المحافظات الأخري من ناحية الدعم الحكومي حيث يجب وضع رؤي شاملة له لان صناديق المحافظة في مجملها لاتتعدي حصيلتها5.5 مليون جنيه بينما صناديق المحافظات الأخري تتعدي مليارات الجنيهات.. ولابد أن تدخل الدولة بثقلها في الوادي بالمشروعات الكبيرة لانها القادرة علي التعمير وجذب العمالة والسكان للوادي وهو المحور المهم في تعمير الصحراء وبالفعل تمت مخاطبة وزير الصناعة لتخصيص رخصة لاقامة مصنع للاسمنت بالوادي الجديد ضمن المخططات المركزية لاقامة سبعة مصانع بالمحافظات ليتم طرح اقامة مشروع الاسمنت بالمحافظة مرة أخري بعد فشل اقامته خلال العامين الماضيين. واشار انه يلملم الاوراق الخاصة بهذه الموضوعات لوضع الوزراء المعنيين في الصورة ولوضع تصور شامل يكون باكورة صفحة جديدة لتنمية الوادي الجديد الذي يمتلك الكثير من المقومات التنموية في الزراعة والسياحة والصناعة.. واختتم محافظ الوادي كلامه ان ثورة52 يناير ثورة عظيمة بيضاء للشباب المصري ولابد أن يعقبها تغيير في السلوكيات لتكتمل نجاحاتها وسيكون تعمير الوادي الجديد أهم مكتسباتها.