استشهد مبتسما رغم آلامه وجروحه الغارة بين اركان جسدة الطاهر, هو أشهر شهيد مجهول يتم نشر صورته عبر وسائل الإعلام والصحف, وهو الشهيد صاحب الابتسامة الآتية من الجنة كما وصفها كل من رآه, اعطته المستشفي اسم( مجهول رقم11). وصاحب الصورة هو شاب في العشرينيات من عمره كما وصفه تقرير الطب الشرعي, به آثار طلق ناري في الجهة اليسري من صدره, دلف إلي المستشفي في منتصف ليل جمعة الغضب28 يناير الماضي, ولم يتم العثور علي اي معلومات إثبات شخصية له, وتم إيداعه في مستشفي الهلال والبحث عن ذويه, ولكن لامجيب, حتي تم دفنه في الأول من ابريل الماضي في احد المدافن الخاصة, وتم تشييع الجثمان من مسجد السيدة نفيسة وسط عدد هائل من الناس. اسر كثيرة قد عبرت علي وجه الشهيد, لكن أحدا لم يتعرف عليه البتة, فأصبح مجهولا حتي لحظة الدفن, لا أحد يعلم عنه شيئا سوي السماء. المدهش هو تلك الابتسامة التي استشهد عليها, كان أمرا عجيبا ان يحصد جسده كل هذا الألم, وتشرق الابتسامة علي وجهه في النهاية, سبحان الله في قوله تعالي: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون, فرحون بما آتاهم الله من فضله( آل عمران) وهو كان فرحا فعلا بما شاهد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة, لقد أراد الله ان يرينا في هذه الابتسامة آياته. إن ابتسامة الشهيد المجهول تحمل لنا رسالة سامية, فهو يقول لنا رغم الألم والمعاناة يجب ان تبتسم فالغد سيكون أفضل, وابتسم برغم الحزن, فلماذا لا تبتسم وتعطي للحزن شكلا جديدا مختلفا لعل ابتسامتك تستطيع تبديل الحزن والألم لسعادة وانتصار وشمم. لقد فهمنا رسالتك أيها الشهيد ومعك آلاف الشهداء, نشكركم جميعا فلولاكم ما استمرت الثورة, لولا أن فديتمونا بدمائكم وهدمتم حاجز الخوف وفتحتم لنا الطريق بدمائكم ما استطعنا ان نستمر, ولم تكن لتنجح هذه الثورة المجيدة, نشكركم لأنكم كتبتم لنا اول كلمات التاريخ الجديد بأحبار يسيل منها حبر من شرايينكم الطاهرة, لقد افترشت شرايينكم الميدان لتضخ لنا دماء الحرية والنصر والفداء. استطعتم بشجاعتكم كسر كل القيود, أسلمتمونا العلم المصري وقلتم لنا أكملوا المسيرة فنحن سنترككم وذاهبون الي السماء فداء لهذه الأرض ولن نعود ثانية, فقرار الذهاب إلي السماء يكون بلا رجوع إلي الأرض. ونقول للشهيد المجهول, مصر هي هويتك, هي أمك, والنيل هو عمك, وكل المصريين أهلك, وسيظل التاريخ يذكرك, وستظل شرفا وفخرا لنا, ومجيدا في تاريخنا, لقد فهمنا جيدا مغزي ابتسامتك وسط الألم والجراح, تعلمنا منك ومن جميع الشهداء كيف نفدي الوطن بالروح والدم.