مفاجأة ليست مفاجأة فاجأ السلفيون حلفاءهم من الأحزاب والحركات الائتلافية الثورية في جمعة وحدة الصف بالخروج علي الاتفاق الذي ظلوا أربعة أيام في حوار متصل حتي توصلوا إليه.. وكان أساس الاتفاق استبعاد الشعارات خاصة الدينية التي تعبر عن تيار معروف.. والتقدم بقائمة موحدة بالمطالب تعلنها معا كل الأحزاب والحركات والتيارات المشتركة في المليونية التي تزيد علي أكثر من خمسين فصيلا.. وعلي هذا الأساس تم الاتفاق علي اللافتات التي سترفع, والمطالب التي ستعلن, بحيث يبدو ميدان التحرير وقد استعاد قوته ووحدته ونطقت كل فصائله بلسان واحد, لكن الإسلاميين بصورة عامة, والسلفيين بصورة خاصة ما أن انتهت صلاة الجمعة حتي تدفقت مواكبهم الكثيفة وهي ترفع المصاحف وتهتف: إسلامية.. إسلامية.. لامدنية ولا علمانية.. الشعب يريد الشريعة الإسلامية!. المفاجأة كانت للشباب الثائر الذي صدق الاتفاق بكل براءة, لكنه مازال يخطو خطواته الأولي في دهاليز السياسة, أما بالنسبة للذين يعرفون التيارات الإسلامية والسلفية فلم يكن ما حدث مفاجأة, بل كان هو المتوقع لعدة أسباب, أولها شعور الإسلاميين, سواء كانوا سلفيين أو غيرهم, أنهم يقودون لا يقادون, وثانيا إحساس القوة الذي يجعلهم ينظرون إلي الحركات الائتلافية الجديدة علي أنهم مازالوا سنة أولي سياسة, بينما هم أصحاب خبرة ونضال بدرجة الدكتوراه, وثالثا أنهم كما يقول التعبير الدارج ما صدقوا, فهم منذ عام54 حتي اليوم باستثناء بضع سنوات خلال فترة السادات وهم في العتمة, واليوم يذهب كبار البلد ومنهم وزير الداخلية نفسه لتهنئتهم في مقار أحزابهم الجديدة, ويريدون أن يتكلموا بكل ما اختزنوه, والسبب الرابع أن البلاد مقبلة علي انتخابات برلمانية, وهم بينهم وبين أنفسهم يرون أنهم ليسوا في حاجة إلي الآخرين, وأن الآخرين هم الذين في حاجة للتقرب لهم بحسب شروطهم هم. صحيح أنهم يقولون عذب الكلام المؤيد بما قال الحق والرسول, ولكن في السياسة فقد رفع جيش معاوية في حربه مع علي رضي الله عنه المصاحف فوق أسنة الرماح! [email protected]