في الوقت الذي يستعد فيه الاتحاد الاوروبي لإجراء مشاورات عاجلة في بروكسل حول مذبحة النرويج وأسبابها وسبل تفاديها, تفحص الشرطة النرويجية حاليا تسجيلات لكاميرات المراقبة الأمنية تضم لقطات فيديو لسفاح النرويج أنرس بيرينج بيفريك المتهم بارتكاب مذبحة مروعه في اوسلو الجمعة الماضيه. وأوضحت صحيفة أفتون بوستن النرويجية أن الشرطة تستعين بلقطات الفيديو التي صورتها الكاميرات قبل دقائق من انفجار سيارة مفخخة قرب مقر الحكومة لتحديد خطواته في أوسلو وفي الطرق المؤدية إلي داخل وخارج العاصمة. ويقول خبراء المتفجرات إن السيارة التي انفجرت كان من الممكن أن تسبب خسائر أكبر إذا لم تخترق المتفجرات الأرض, مما قلل من تأثير الانفجار. وخلف الانفجار حفرة يقدر اتساعها بعدة أمتار وعمقها بأربعة أمتار. وقال الخبير بير نيرجارد لصحيفة فردنس جانج النرويجية: لقد أنقذ ذلك حياة الكثيرين, ومنع خسائر أكبر أيضا في المنشآت. واوضح أنه يعتقد أن بريفيك استخدم فتيل للتفجير منحه فرصة دقيقة و15 ثانية للابتعاد عن الموقع قبل الانفجار.وتفحص السلطات أيضا جهاز الكمبيوتر الخاص بالمتهم وأنشطته علي الانترنت قبل تنفيذ الهجومين. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء النرويجي ينس ستولتنبيرج تشكيل لجنة مستقلة ستنظر في جميع جوانب الهجومين اللذين وقعا الجمعة الماضية وأوديا بحياة العشرات. وأضاف أن هدف تشكيل لجنة22 يوليو هي استخلاص الدروس وتقديم وجهة نظر شاملة عن الهجومين, اللذين يعدان أسوأ أعمال عنف شهدتها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية. وقال ستولتنبيرج في مؤتمر صحفي, وهو محاط بقادة أحزاب سياسية أخري, إن اللجنة ستقدم نتائجها إلي رئيس الوزراء, والذي سيعد تقريرا عنها للبرلمان. وفي الوقت ذاته, أعلنت الشرطة النرويجية أن بريفيك توقف عن إطلاق النار العشوائي الذي استهدف معسكرا لشباب الحزب الحاكم في جزيرة أوتويا النرويجية بمجرد اقتراب الشرطة منهم حيث رفع ذراعيه قائلا لقد انتهيت الآن, حيث أكد متحدث باسم الشرطة أنهم كانوا سيضطرون لقتله رميا بالرصاص مالم يتوقف عن إطلاق الرصاص. كما أكدت الشرطة أن خبراء تفكيك متفجرات دمروا أمس الأول متفجرات أخري في مزرعة بريفيك الواقعة علي بعد160 كيلومترا من العاصمة النرويجية. وذكرت تقارير أن الإعلان اليميني المتطرف الذي نشره المشتبه به قبل تنفيذه الهجومين بفترة قصيرة أرسل إلي نحو ألف حساب بريد إلكتروني. وذكرت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية اليومية أن25% من أصحاب هذه الأسماء يقيمون في بريطانيا. وعلي الصعيد نفسه, يجري خبراء مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي مشاورات مشتركة مع نظرائهم النرويجيين في بروكسل حول النتائج المترتبة علي الهجوم المزدوج الذي شهدته النرويج الجمعة الماضية. وأعلنت بولندا التي تتولي حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أن المشاورات التي ستجري علي مستوي مجموعات العمل ستدور حول تحسين سبل التعاون بين حكومات التكتل الدولي والنرويج في مجال مكافحة الإرهاب. كما يعتزم الجانب النرويجي تقديم استعراض مفصل وتحليل للأحداث الخاصة بالهجوم المزدوج الذي شنه نرويجي من اليمين المتطرف. ويشارك في الجلسة المشتركة ممثلون عن هيئة الشرطة الأوروبية يوربول بالإضافة إلي, جيل دو كيرشوف, منسق سياسة مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي. ومن غير المنتظر أن تسفر جلسة المشاورات عن قرارات. وفي برلين, أعرب وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش عن رفض الحكومة الألمانية لمطالب الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض باتخاذ إجراءات لحظر الحزب القومي الألماني إن بي دي المعروف بحزب النازيين الجدد والذي يمثل التيار اليميني المتطرف. وفي مقابلة مع صحيفة راينيشه بوست الألمانية قال فريدريش: علي كل واحد أن يعلم أن مثل هذه المحاولة محفوفة بمخاطر عالية. وسبق للحكومة الألمانية أن تقدمت بطلب حظر الحزب النازي إثر تزايد هجمات النازيين الجدد علي الأجانب وممتلكاتهم مما اعتبره الكثيرين تهديدا سافرا للديمقراطية.