فضيحة الصحيفة البريطانية وأزمة النظام في الغرب2 للأسبوع الثالث, تتصدر فضيحة صحيفة نيوز أوف ذي وورلد البريطانية الصفحات الأولي في جميع الصحف العالمية, وبالرغم من أن الجريمة وقعت في بريطانيا إلا أن صداها وتداعياتها مسموعة بقوة علي الطرف الآخر من الأطلنطي, لماذا كل هذا الاهتمام في الغرب؟ الإجابة في رأيي هي أن الكارثة التي أنهت حياة الصحيفة الأكثر توزيعا في بريطانيا هي أصدق تعبير عن الأزمة السياسية في بريطانيا, وفي الغرب بصفة عامة, شهادة روبرت ميردوخ والتحقيقات التي تجري الآن مع الصحيفة ورجال الشرطة المرتشين, تعكس الصراع المحموم وليست المنافسة بين ملاك الصحف لاحتكار سوق الإعلانات وسوق الأخبار الشخصية والجرائم التي تجذب القراء.. إنها تكشف احتضان كبار السياسيين وصناع القرار في بريطانيا لمالكي هذه الصحف الصفراء, وإرضاء نزواتهم تجنبا لشرورهم, وقد كانت صداقة دافيد كاميرون مع رئيس تحرير الصحيفة آندي كولسون الذي عينه رئيسا للاتصالات بمكتبه, ثم برئيسة التحرير ربيكا كوتس التي عينها ميردوخ في هذا المنصب وعمرها32 عاما موضع استنكار وسخرية الرأي العام البريطاني, تسببت الصحافة التابلويد أيضا في انحطاط ذوق القارئ البريطاني, ويكفي أن صحيفة صن المنافسة ل نيوز أوف ذي وورلد في أخبار الجنس والجريمة, يتجاوز توزيعها الصحف الأربعة الأكثر احتراما ووقارا في بريطانيا وهي: الجارديان والإندبندنت والتايمز والتليجراف. لكننا يجب ألا نلقي بكل اللوم علي صحافة التابلويد في تصدر الفساد, وفي السنوات الثلاث الأخيرة صدم الرأي العام البريطاني بثلاث فضائح تجاوز صداها حدود القارة الأوروبية: انهيار البنوك وسوق المال, اتهام العشرات من أعضاء مجلس العموم من جميع الأحزاب بالحصول علي مكافآت غير مشروعة لإنفاقها علي ملذاتهم الشخصية, ثم كانت فضيحة ميردوخ الأخيرة.. وبعد ذلك يتحدثون عن فساد العالم الثالث! المزيد من أعمدة مصطفي سامي