اعتز دائما بمسرح الشباب وعروض الشباب والسبب الأول لهذا الإعزاز هو أن هذا المسرح أضاء خشبات معظم مسارحنا خلال الفترة الماضية، وقدم جهدا ملحوظا فى أن يبقى على أن ثمة مسرحا وعروضا مسرحية لدينا. لكن هذا الإعزاز لابد أن يقابله عمل جيد يستمتع به الجمهور ويرى فيه ما يطفئ ظمأه من خلال الفن الشاب مطيع.. يقوم بكل ما الغرابة عليه المخرج يتحول أحيانا الى لاعب سيرك .. لا يبخل بأى مجهود حتى ولو كان شكل بعضا من الخطورة على حياته ولعل هذا ما شاهدته فى مسرحية «شخابيط» التى قدمها مسرح الشباب بالمسرح العائم بالمنيل. المسرحية استغرقت ساعتين ونصف الساعة دون أى سبب إلا الإطالة غير المبررة وكان من الممكن اختصارها إلى مجرد ساعة ونصف فقط حتى لا يمل المتفرج من مشاهد لا تضيف، وإنما تخصم من رصيد نجاح العمل. المخرج لدينا هو إيمان الصيرفى الذى انهك الممثلين بصورة بالغة القرابة حركيا وأيضا صوتيا وادائيا. النص هنا لخميس عز العرب الذى يتناول مكانا هو فى الحقيقة «خرابة» حيث الخلاف والشجار بين القطط والفئران،ولم نصل الى ما يريده بالضبط إلا فى نهاية العمل بتلك الثورة التى تنهى حالة الفوضي. الديكور أيضا لم أجد له تصنيفا لا هو يدل على «خرابة» ولا على أى مكان آخر فيما عدا الملهى الليلى فى الجزء الثاني. أجد مجموعة كبيرة من الممثلين والممثلات وأيضا الراقصين والراقصات وكان تصميم الرقصات جيدا وفيه بعض من التجديد لكن كل هذه الجموع التى ضمها العرض لا أجد أنها كانت فى مصلحة المسرحية. الكل يصرخ حتى إن كثيرا من المشاهد تضيع من الشوشرة التى يحدثها الصوت العالى وبالمناسبة هذه الآفة أجدها فى أعمال مسرحية ليست قليلة. فماذا عن الممثلين والممثلات؟ مجدى ادريس ممثل مخضرم قدم دوره فى الحدود المناسبة تماما وأمامه كان الدينامو للعمل جمال حجازي.. ممثل كوميدى له لون خاص متميز آدائيا وحركيا.. معنا أيضا فنانة معروفة هى عفاف رشاد أشاهدها لأول مرة فى دور كوميدى بديع وكان معنا أيضا جيهان سرور ممثلة واعدة وايضا مونيا بآدائها وغنائها وايمن بشاى كان دوره الحقيقى فى نهاية العرض تقريبا. كل هذا لا يمنع من أن الإطالة أضرت بالعرض وإن برز فى هذه المسرحية ما ذكرتهم من اسماء.