علي الرغم من أعمارهم الصغيرة, فإن الفشل الكلوي عرف طريقه إلي أجسادهم مبكرا, إنهم شباب يغلبون الألم بالأمل. أنا شاب عمري12 عاما, وأسكن وعائلتي في حي شعبي, وقد عرفت الهموم طريقها إلينا مبكرا, فقد توفي والدي وترك لوالدتي حملا ثقيلا, ووددت لو شاركت والدتي في حمله, ولكن شاءت الأقدار أن أكون جزءا من هذا العبء الثقيل, بعد أن أصابني فشل كلوي مزمن وأنا في ريعان شبابي, ولكن ذلك لم يمنعني من مواصلة دراستي, أصبحت أشعر بأن مصاريف انتقالي ثلاثة أيام أسبوعيا إلي مركز الغسيل الدموي وحقن الأيبركس باهظة الثمن وصرت هما ثقيلا علي أمي.. فماذا أفعل؟! نحن أسرة من الطبقة المتوسطة ووالدي عامل بسيط, وأنا أكبر الأبناء الذكور لعائلتي, ومن المفترض أن أكون سندا لوالدي ولأشقائي الأربعة الذين يدرسون في مراحل التعليم, وقد انقلبت الآية وأصبح جميع أفراد العائلة يفكرون في همي ليل نهار بعدما أصبت بفشل كلوي حاد أصبحت علي إثره أسيرا لجلسات الغسيل الدموي ثلاث مرات أسبوعيا إضافة إلي العلاج الشهري الباهظ, وأصبحت نفقات علاجي وتنقلاتي إلي مركز الغسيل عالة علي مصروف المنزل, والتهم مرضي ميزانية منزلنا البسيط, وكل ما أفكر فيه هو كيف أساعد أبي وأمي في مواجهة المرض الذي أصابني وأنا لم أتجاوز الحادية والعشرين من عمري. { أسأل الله الشفاء لكل المرضي, وأرجو أن تجدا من يمد لكما يد العون من الفضلاء أهل الخير الذين يسارعون دائما إلي نجدة المكروبين.. فالحقيقة أن كل النداءات التي أوجهها إلي وزارة الصحة لا تجد آذانا مصيغة, فكل ما أتلقاه ردود لا تسمن ولا تغني من جوع.. أما في الحقيقة فلا يتحرك أحد, ولذلك ألجأ دائما إلي ذوي الفضل الذين يتعاونون مع بريد الأهرام في تخفيف العبء عن المرضي.. والله المستعان.