بدأ التيار السلفي في تكثيف جهوده من أجل حشد الناس لمليونية الدفاع عن الهوية والاستقرار والإرادة الشعبية الجمعة المقبلة, حيث ركزت خطبة الجمعة أمس في معظم المساجد التابعة للتيار السلفي علي ضرورة المشاركة في هذه المليونية. ففي مسجد الخلفاء الراشدين بالإسكندرية طالب الدكتور ياسر برهامي أحد رموز التيار السلفي بضرورة العمل علي إنجاح هذه المليونية من أجل مستقبل أفضل لمصر وحماية لاختيار الشعب الذي يصر علي المحافظة علي هويته الإسلامية ومرجعية الشريعة ويرفض محاولات الليبراليين والعلمانيين لوضع فكرهم المخالف لهوية الأمة فيما يسمي بالمواد فوق الدستورية. واعتبر برهامي أن نجاح هذه المليونية ضرورة لتحقيق الاستقرار والتأكيد علي أن الشعب المصري قادر علي تجاوز المرحلة بعيدا عن الفوضي والدمار الذي يحاول البعض دفع البلاد إليه. وفي مسجد بلال بالقاهرة أكد الدكتور محمد يسري إبراهيم الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح أنه من الخطأ أن يظن البعض أن المليونية التي دعت إليها القوي الإسلامية هي لتحكيم الشريعة, وإنما هي في الحقيقة للدفاع عن مطالب وإرادة الشعب المصري وللمحافظة علي استقراره الذي تهدده جماعات تريد أن تفرض وصايتها علي الشعب من خلال مبادئ فوق الدستور, مشيرا إلي أنه بالنسبة لمسلمي مصر جميعا فإن المبادئ فوق الدستورية هي نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية. وأكد أن أهل مصر يرفضون العلمانية لأنها طريق للتخلف والتبعية ولأننا علي مدار130 سنة من تنحية دين الله لم نجن إلا ثمار الخيبة والفشل, مشير إلي أن تحقيق الازدهار وتقوية الاستثمار إنما هو في أن تسود الشريعة السمحة. وفي مسجد الهدي والنور بفيصل حث الشيخ شعبان درويش المصلين علي ضرورة المشاركة في المليونية لإرسال رسالة شعبية قوية إلي كل القوي السياسية الموجودة علي الساحة والجانحة بالبلاد بعيدا عن الشرعية أن هذا صوت الشعب, مشيرا إلي أنهم عندما فوجئو بحراك سلبي علي الساحة بغرض التأثير علي المجلس العسكري والحكومة لتغيير مسار الشرعية الشعبية بمناداة البعض بالدستور أولا ومناداة آخرين بوثيقة يسمونها الفوق دستورية, كان لزاما علينا كجماهير واعية وجوب تنظيم هذه المليونية الشعبية, حتي يتم انجاز ما اتفق عليه الشعب من إجراء الانتخابات أولا ثم اختيار لجنة تأسيسه من مجلسي الشعب والشوري لكتابة الدستور الجديد. وأوضح أن هذه المليونية بمثابة رسالة دعم شعبي إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة ليؤكد في قيادته للبلاد علي الشرعية الشعبية التي اختارها الشعب في الاستفتاء. وأكد الشيخ شعبان درويش ضرورة أن تكون المليونية في منتهي الرقي والسلمية من أجل الحفاظ علي استقرار مصر. وفي مسجد الإخلاص بالهرم أكد الشيخ هشام أبو النصر أن هذه المليونية الهدف منها الحفاظ علي الشريعة والهوية ومكتسبات الثورة المصرية مشيرا إلي رفضه فكرة الإعلان عن وثيقة لمبادئ حاكمة فوق الدستور يقوم بإعدادها بضعت أفراد وكأنهم المسئولون عن هذه الأمة وكأنهم يمثلون ال85 مليون مصري, متسائلا من الذي أعطاهم هذا الحق مؤكدا أنه لا شرعية لهذه الوثيقة أو لغيرها إلا بإرادة الشعب, ولقد سبق للشعب أن قال كلمته بالأغلبية الساحقة في الموافقة علي التعديلات الدستورية. وأشار إلي أنهم يرفضون رفضا قاطع عودة فلول الحزب الوطني ومن ينتمون إلي النظام البائد, وطالب بالمحاكمة العادلة لقتلة الثوار. ومن ناحية أخري قام بعض الشباب السلفي بإنشاء صفحة علي الفيس بوك باسم الصفحة الرسمية للدفاع عن الهوية والإرادة الشعبية, كما قام بعض الآخر بتوزيع بعض المطبوعات بعد صلاة الجمعة لحث الناس علي المشاركة في المليونية.