عن أم ورقة رضي الله عنها أنها قالت يوم بدر يا نبي الله أتأذن فأخرج معك أمرض مرضاكم وأداوي جرحاكم لعل الله يهدي لي شهادة, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: قري في بيتك فإن الله تعالي يرزقك الشهادة, وللتعريف بهذه الصحابية الجليلة يقول الدكتور عبدالغفار عبدالستار مدرس الحديث بجامعة الأزهر إنها أم ورقة بنت عبدالله الحادث بن عويمر الأنصارية وقيل أم ورقة بنت نوفل وهي المرأة التي جعلت لها هما واحدا وهو الآخرة فجعلت بيتها مسجدا وكانت من السابقين في الإسلام وأقبلت علي القرآن تقرؤه آناء الليل وأطراف النهار وتعمل بما جاء فيه, وعندما أراد أبو بكر رضي الله عنه أن يجمع القرآن بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم كانت أم ورقة من المراجع الأساسية, وقد جعلها النبي إماما للنساء, وكانت تحب الجهاد في سبيل الله وتتمني الشهادة التي بشرها بها رسول الله, وعندما كان يذهب لزيارتها يصطحب معه نفر من أصحابه ويقول لهم انطلقوا بنا نزور الشهيدة, وتوفي النبي صلي الله عليه وسلم وكانت أم ورقة متيقنة أنها سترزق الشهادة في سبيل الله وتنتظرها بشوق ولهفة, وذات يوم وهي في بيتها وكان لديها غلام وجارية يخدمانها كانت قد ورثتهما عن أهلها ووعدتهما بالحرية والعتق بعد موتها, فما كان منهما إلا أن تعجلا وفاتها فدبرا جريمة قتلها وقاما إليها فغمياها بقطنة لها حتي ماتت وفرا هاربين, وعلم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك فقام في الناس قائلا: من كان عنده علم بالغلام والجارية فليأت بهما, وبالفعل تم القبض عليهما وأمر عمر رضي الله عنهما بقتلهما وصلبهما بالمدينة, وفازت أم ورقة بالشهادة التي بشرها بها رسول الله صلي الله عليه وسلم.