ثورة واحدة لا تكفى ! كان تفشى الفساد فى الوطن العربى ولا يزال واحدا من أهم أسباب الثورات الشعبية العربية التى تفجرت فى مصر وتونس والتى تجتاح حاليا ليبيا واليمن وسوريا.. والبقية تأتي، لتؤكد أن للحاكم الفاسد يوما يسقط فيه هو ونظامه الفاسد. فقد جاء فى تقرير منظمة الشفافية الدولية حول الفساد فى 180 دولة أن حجم الفساد العالمى البالغ تريليون دولار، يتركز ثلثه فى العالم العربى ونصفه فى العالم الاسلامي، أما المنظمة العالمية لمكافحة الفساد فذكرت أن الأموال التى نهبت وسرقت وبددت فى الدول العربية بلغت فى السنوات العشر الأخيرة تريليون دولار، وهو ما يعادل نصف اجمالى الناتج القومى لتلك الدول مجتمعة، بينما دفعت 600 شركة عالمية نافذة وفقا لتقارير اقتصادية دولية رشوة قدرها 80 مليار دولار لقادة وسياسيين ووزراء ورجال أعمال ووسطاء عرب للفوز بعقود المشروعات الكبيرة. ونتيجة لشيوع الفساد فى الدول العربية سواء بتعريفه الشائع وهو استخدام السلطة والوظيفة العامة فى التربح وتحقيق مصالح شخصية، أو بأنواعه الثلاثة: الفساد الكبير بين رؤساء الدول والحكومات والوزراء ورجال الأعمال وكبار الموظفين، والفساد المتعدد الجنسيات بين طرفين أو اكثر، والفساد الصغير بين الأفراد للحصول على خدمة أو وظيفة أو سلعة بغير وجه حق، انتشرت البطالة والرشوة والفقر وانعدمت الخدمات الأساسية وتباطأ نمو الاقتصاد ومشروعات التنمية، واستولى المفسدون على أرقى المناصب وأصبحوا فى غياب القانون والمحاسبة قادة ووجهاء المجتمع وأفسدوا الحياة السياسية بعد أن زاوجت الأنظمة الفاسدة بين المال والسلطة. وبعد ثورة تونس، ادرك شباب مصر وشعبها أن ثورة واحدة لا تكفى عربيا، ففجروا ثورة 25 يناير السلمية التى أذهلت العالم وألهمت الثوار الذين فجروا الثورات والاحتجاجات الشعبية فى ليبيا وسوريا واليمن.. والبقية تأتى للخلاص من الأنظمة الفاسدة. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين