زمان وتحديدا فى بداية الثمانينات كان الخوف هو برنيطة المتظاهرين والثوار وطبعا فى الجامعات أكثر، لأننا لم نسمع عن احتجاج أو تظاهرة إلا من طلاب الجامعات المصرية، وبالطبع كان الخوف من تصويرهم فى التظاهرات أو القبض عليهم متلبسين بتوزيع منشورات ومطبوعات تدين النظام، وقد عاصرت هذه المرحلة مع أخى الطالب بجامعة القاهرة والمنتمى الى إحدى الفصائل الثورية فقد كنت صغرة على فهم ما يحدث ولكن من كثرة خوف عليه، ومن كثرة ما سربه الى من خوف كنت أتفنن فى - دفس- منشوراته ومطبوعاته حتى أطلق على هو ورفاقه اسم الدفاس، حتى عندما تم القبض عليه فى أحد المرات أنبنى أحدهم بأنى تهاونت فى اخفاء صور الشهيد سليمان خاطر، ومع أنى أخفيتها جميعا لكنى لصقت أحدها على باب غرفتى.. الآن لدينا تشابه فى كثير من الاحداث، لدينا ثوار، تظاهرات مع تعدد أنواعها من احتجاجات واعتصامات ووقفات وجمع بعناوين تشيب لها الأبدان، ولدينا ايضا شهيد دوبلير لسيمان خاطر وهو خالد سعيد مع فارق الاحداث واليد القاتلة، فقد قامت من أجله الدنيا ايضا، والفارق هو أن موته كان سبب اشعال فتيل ثورة يناير، ومن جانب آخر لدينا اختلافات كثيرة من المفترض أنها تسير نحو الافضل، فنملك الآن حرية القيام بأى تظاهرة، فى أى وقت، نعلن عنها بكل جرأة، تقوم بها مختلف طوائف المجتمع ليس الطلاب فقط، نصور التظاهرة بكل أعضاءها وأفرادها ونرسلها للمختصين ولكل العالم بلا خوف، بدلا من منشورات عقيمة توزع على نطاق ضيق، فقد رزقنا الله بالانترنت ومحركاته من فيس ويوتيوب وتويتر ليعلم العالم كله وليس بلدنا وحدها عن احتجاجاتنا، فقد فقدنا ايضا برنيطه الخوف، وأصبح التارخ يعيد نفسه ولكن بمزيج من المعاصرة ومواكبه العصر. والتساؤل هنا.. هل هذا التشابه فى الأحداث وتلك التغيرات فى ردود الفعل فى التصدى لها.. هل غير فى شكل النتائج ؟ النتائج لازالت واحده، فلاحياه لمن تنادى حتى وإن عادت دولة أمن الدولة من جديد.. فقد قامت الثورة فى حياه عينها، ولم يعد الخوف يملأ قلوبنا، بل سكن أفكارنا، ولكن بعد تغيير مضمونه من مجرد القبض على الثوار الى الخوف على البلد وثبات الحال كما هو عليه؟ المزيد من مقالات ناهد السيد