غياب القدوة التى يحتذى بها الطفل من اكبر المشاكل التى تهدد بجيل فاقد للانتماء والنخوة والطموح، خاصة ان أغلب البرامج والمسلسلات الموجهة للأطفال صناعة غربية لاتخاطب الطفل المصرى والعربى فى حين يغيب الانتاج العربى الموجه للطفل وتقول د. اعتماد خلف أستاذ الإعلام وثقافة الأطفال بجامعة عين شمس إن صور البطولة المقدمة للطفل والراشد على مدى سنين عمره تعتبر إحدى الدعامات الرئيسية فى تكوين شخصية الطفل وهى بذلك تسهم إسهاما فعالا فى تطوير مدركات الطفل وإثراء حياته بكل جوانبها، ومن هنا يأتى دور صانع البطولة للطفل فى المجتمع، سواء كان رساما أو كاتبا للقصة عليه أن يتقن حرفته بل هو فى حقيقة الأمر مبدع وقائد يسهم فى النهوض بالمجتمع. ويجب على أى متعامل مع الطفل أن يكون مدركا لخطورة مايكتبه أو يرسمه للطفل مراعيا مفاهيم المجتمع الذى يعيش فيه مستوعبا للرموز الثقافية فى وطنه وعلى صلة واعية بالأبعاد والمفاهيم الثقافية والسياسية والاقتصادية والنفسية التى يزخر بها العالم،وعلى دراية بإمكانيات كل وسيلة إعلامية يمكنها مخاطبة الطفل، فالبطل المقدم من خلال قصة مقروءة يختلف شكلا ولغة عن البطل الذى يتم تقديمه من خلال شاشة التليفزيون مثلا. كما يقول د. محمود إسماعيل أستاذ ورئيس قسم الإعلام وثقافة الاطفال بجامعة عين شمس إن مسرحة المناهج تعد من أهم الوسائل الإيضاحية والتثقيفية للطفل وكذلك إبراز صورة البطل المصرى والعربى فى نفوس الأطفال مما يكون له أكبر الأثر فى وجود قدوة للطفل من وحى التاريخ حيث يختار المؤلف مايراه مناسبا من أحداث تصلح لعلاج مشكلة من مشكلات عصره، ولايقدم الحقيقة التاريخية مجردة ولكنه يبعث بعض الشخصيات التاريخية الذين جسدوا قيما خاصة، وكذلك الأساطير والملاحم الشعبية لما لها من قوة تعبيرية وإيقاعية والتى تكون كلماتها سحرا عظيما على وجدان الأطفال ومن أمثالهم أبوزيد الهلالى وعنتر وعبلة والزناتى خليفة وسندريلا وكذلك القصص الشعرية والتى تعتبر مجالا خصبا، ويمكن تصويره فى مسرح العرائس والمسرح المدرسى يعمل على تفريغ شحنات الطفل الانفعالية مثل الضيق والغضب وتنمية التفكير الإبتكارى للطفل. وفى النهاية تقول د. إعتماد خلف من المهم ان يكون أمام الطفل المصرى شخصيات مصرية وعربية مستوحاة من تاريخنا مثل القائد صلاح الدين الأيوبى وخالد بن الوليد وعمر بن الخطاب يقتدون بهم فى حياتهم وتكون لهم نبراسا يهتدون به خاصة فى ظل السيطرة الأجنبية على برامج الاطفال حيث إننا مازلنا نستورد منها مايزيد على 57% وهذا يدل على سيطرة الأجندة الأجنبية على المصرية والعربية وأن مايبث خلال هذه البرامج هى قيم وتقاليد الغرب، وكذلك نموذج البطل المقدم مثل الرجل الخارق السوبر مان أو توم وجيرى. كما أطالب بتبنى المنتجين أفلاما وبرامج تعد خصيصا للطفل المصرى بدلا من البرامج المستوردة وضرورة دراسة نماذج البطولة المصرية وجذورها الممتدة عبر التاريخ العربى والإسلامى من أجل الخروج بنموذج بطولى يصلح تقديمه للطفل المصرى.