اثار اعادة انتخاب أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون يوم21 يونيو الماضي ردود فعل واسعة وتحليلات مختلفة. وربما جاء هذا في ضوء غياب المنافسين وبسبب مساندة الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن ومديح ودعم فرنسا التي أثنت علي تجربته ونفوذه الواسع إلي جانب تقييم الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أكدت وأعلنت أن هيئة الأممالمتحدة لعبت تحت قيادته دورا في غاية الأهمية في مجال إدارة الأزمات وكل الصعوبات الموجودة علي الأجندة الدولية وفي العالم أجمع. ولقد جاءت قصائد المديح التي تناولتها وسائل الاعلام غير مطابقة للواقع وفقا لخبراء الدبلوماسية المتعددة الأطراف والمحللين حيث إن التقييم النهائي لموظفي الأممالمتحدة والسكرتارية ووكالات الأممالمتحدة والوفود كان سلبيا للغاية, فهناك من أكد أن بان كي مون أضعف من خلال قيادته المنظومة الدولية بسبب افتقاده للكاريزما المطلوبة وقوة القرار أو بسبب شخصيته الكتومة والحذرة علي عكس سلفه الذي حصل علي جائزة نوبل للسلام السيد كوفي عنان. وفي رأيي المتواضع أن المجهودات التي بذلها سكرتير عام الأممالمتحدة في صالح مناهضة التغير المناخي وانشاء وكالة الأممالمتحدة للمرأة التي تقودها رئيسة شيلي السابقة ميشيل باشليه ومبادراته إزاء وفيات الأمهات والأطفال هي نقاط قوة في مدة ولايته الأولي. ويبقي موقفه إزاء الربيع العربي والثورات في المنطقة منعطفا هاما في تاريخه الدبلوماسي حيث خرج وتجاوز بشجاعة تحفظاته المعهودة ليدافع عن تلك الثورات الشعبية قبل أن تعلن العواصمالغربية مواقفها أو حتي مجلس الأمن! ولقد كان موقفه واضحا إزاء ثورة 25 يناير بمصر والتطورات في ليبيا.. وفي معالجته للتطورات في اليمن وسوريا. ومن المؤكد أن بان كي مون قام بمراجعة أدائه وقام بتغيير اتجاه دبلوماسيته ايجابيا. ويأمل الجميع أن يستمر في استثمار قوة النفوذ الرمزي لمهنته كسكرتير عام للأمم المتحدة ليضع مدة ولايته الثانية في خدمة حقوق الإنسان.