بمناسبة انعقاد مؤتمر القاهرة للحوار بين شريكي الحكم في السودان التقي الاهرام بالامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باجان أموم, الذي اشاد بالدور المصري الداعم لقضايا إستقرار السودان ووحدته. وذلك باعتبار ان المؤتمر هو خطوة إيجابية للبحث حول أسس الوحدة المرجوة في السودان ولصياغة التوافق علي برنامج يجعل الوحدة خيارا جاذبا في الإستفتاء المقرر لأبناء جنوب السودان مطلع العام المقبل, للإختيار مابين خياري الوحدة الطوعية أو الإنفصال. وفي حوار خاص ل الاهرام اكد باجان أن الوفدين رفيعي المستوي من حزبي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية الحاكمين يناقشان الآن أسسا جديدة للوحدة بعد أن فشل السودانيون منذ إستقلال السودان عام1956 وحتي الآن في بناء أمة سودانية تعيش في سلام وإستقرار, حيث مر السودان علي مدي العقود التي أعقبت إستقلاله بحرب أهلية وخلافات حادة حول نظام الحكم وأسس قيام الدولة السودانية. وأوضح أن هناك قضايا سياسية كثيرة مختلف عليها متعلقة بأسس المشاركة في السلطة وقضايا قسمة الثروة وعلاقة الدين بالدولة وكيفية إدارة التعددية الإثنية والثقافية والعرقية في السودان وكيفية إيجاد أسس للقواسم المشتركة. وردا علي سؤال حول ما إذا كان سيتم التفاوض مجددا علي هذه القضايا التي تم حسمها في إتفاقية السلام قال أموم: نحن لانتفاوض هنا ونحن لانركز هنا علي مناقشة تنفيذ القضايا المتبقية من إتفاقية السلام لأن لذلك مكان آخر, ولكننا هنا في القاهرة نتحاور حول إمكانية بلورة برنامج مشترك لتأسيس وحدة السودان بعد الفترة الإنتقالية وجعلها خيارا جاذبا وذلك بالإتفاق علي أسس الوحدة العادلةليكون هذا البرنامج أرضية مشتركة للدعوة للوحدة. وأضاف: صحيح أن هذا النقاش يتم في فترة زمنية إنتقالية تشرف علي نهايتها لكننا لايمكن أن نفقد الأمل وأي مجهود يخدم مصلحة جعل خيار الوحدة خيارا جاذبا سيتم عمله, وحتي يوم الإستفتاء والخيار في النهاية متروك لشعب جنوب السودان للإختيار مابين الوحدة أو الإنفصال وفقا لما يخدم مصالحه. وردا علي سؤال عما إذا كان حوار الشريكين بالقاهرة يبحث فيما إذا ماتم خيار الإنفصال وتذليل العقبات التي تعترض هذا الخيار وهي كثيرة, قال الأمين العام للحركة الشعبية: نتحاور هنا فقط علي أسس الوحدة في السودان كما نناقش حوافز وضمانات الوحدة مؤكدا أنه لم يتم التطرق إلي قضايا مابعد الإستفتاء لأن هناك منبرا آخر نبحثه. وردا علي سؤال عما إذا كان الدخول في هذا الحوار يفتح الباب أمام دخول الشريكين في تحالف أو برنامج إنتخابي موحد قال أموم: في رأيي فات الأوان لذلك وكل الأحزاب طرحت برامجها ومرشحيها في إطار برنامج تعددي. وردا علي سؤال حول تصريحات بعض قيادات الحركة التي تشجع علي الإنفصال قال أموم: إن الخيار سيظل في النهاية هو خيار شعب جنوب السودان وتقييمه لترتيبات الدولة السودانية لتحقيق مصالحه في المساواة والعدالة وطموحاتهم من عدمها والقرار في ذلك سيكون متروكا لكل مواطن. وعن دور القيادة في الجنوب والحركة الشعبية في تعزيز خيار الوحدة قال: الإستفتاء يعني أن يقرر الشعب مصيره والترتيبات من أجل ذلك ان يقرر كل مواطن علي حدة تقرير مصيره عبر إقتراع سري وسيختار الشعب مايريد ولنحتكم لرأي الأغلبية. وحول رؤيته للإنتخابات المقبلة قال أموم:لقد اتفقنا مع باقي القوي السياسية في السودان علي تسليم السلطة للشعب عبر إنتخابات حرة ونزيهة, ونأمل أن تلتزم كل الأحزاب بالإرادة الشعبية والتداول السلمي للسلطة, ونقوم بتسليم السلطة للمرشح الذي يفوز بالإنتخابات ونأمل أن تلتزم كل القوي بذلك وخاصة المؤتمر الوطني وسنكون في الحركة الشعبية أول من يلتزم بذلك وأعرب عن أمله ألا يتكرر سيناريو كينيا أو زيمبابوي أو إيران أو غيرهم في السودان الذي قال إنه يمر بمرحلة حساسة ويعد واحدة من أكثر الدول إنتشارا للسلاح, وحذر من أن أي إنحراف للإنتخابات عن مسارها قد يحولها إلي خلافات وعنف ويجلب الخطر ويهدد بقاء السودان كدولة ويعرضه للفوضي والإنهيار, مشددا علي وجوب إلتزام الأحزاب بإرادة الشعب وأن يعمل الجميع وخاصة المؤتمر الوطني علي ضمان إجراء إنتخابات نزيهة بدون تزوير, وأشار إلي أن الحركة الشعبية تعتقد أنه تم تزوير الإحصاء السكاني كما أن لها ملاحظات حول خروقات في السجل الإنتخابي. وردا علي سؤال حول ما إذا كان تأجيل الإنتخابات واردا قال أموم: هو غير مطروح الآن ورغم أن لنا مشكلة في دارفور هناك الآن بوادر إيجابية تشير لإمكانية الوصول لإتفاق في الإقليم سيكون له تأثيره علي الإنتخابات وردا علي ما إذا كان يمكن الإستجابة لطلب حركات في دارفور بتأجيل الإنتخابات قال أموم: إنها قضية تحتاج لتفكير وإتخاذ القرار بشأنها ولو تم التوصل لإتفاق سياسي في دارفور سيكون من الضروري إعطاء فرصة للقوي الدارفورية للمشاركة وقديتم مناقشة تأجيل الإنتخابات وهناك خيار آخر أن تؤجل الإنتخابات لمابعد إجراء إستفتاء تقرير المصير. وردا علي سؤال عما إذا كانت الحركة الشعبية ستقبل أن يتم منح دارفور منصب نائب رئيس أكد باجان أموم أنه لاإعتراض لدي الحركة مطلقا علي ذلك وقال: إن إتفاقية السلام اشترطت أن يكون النائب الأول من الجنوب ويمكن أن يكون النائب الثاني من دارفور وليس هناك مشكلة في ذلك. وردا علي سؤال حول مدي استقرار الأوضاع الأمنية بالجنوب قال: إن الجنوب الخارج من الحرب يوجد اليوم أمن وإستقرار في معظم مناطقه, صحيح أن هناك بعض الميليشيات المدعومة من المؤتمر الوطني مرتكزة في الشمال تستهدف تخريب الأمن والإستقرار في الجنوب لكنها في مناطق محدودة مشيرا إلي أن حكومة الجنوب قامت منذ عام2005 بدمج كل الميلشيات التي كانت تابعة لحزب المؤتمر الوطني لكنه بدأ بتكوين ميلشيات أخري جديدة لحزب الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي وغيرها, وقال: إن هذا السؤال يجب أن يوجه لحزب المؤتمر الوطني الذي يعمل علي زعزعة أمن وإستقرار الجنوب. وحول عقد المؤتمر العربي للإستثمار والتنمية بجنوب السودان قال: إننا نرحب بل وندعو كل المستثمرين العرب للإستثمار في الجنوب لتحقيق المصالح المشتركة والجنوب هو منطقة غنية بالموارد والأراضي الزراعية الخصبة والأمطار الغزيرة ويمكن أن يجد المستثمرون مجالات ناجحة لإستثماراتهم في مجال إنتاج اللحوم والغذاء والألبان والأخشاب فضلا عن الإمكانات السياحية والحياة البرية الغنية والمعادن المختلفة من بترول وذهب وبلاتينيوم ونحاس وفضة مؤكدا أنه في حال إنفصال الجنوب ستكون هناك ضمانات كبيرة وحماية كاملة للإستثمارات العربية وقال: إن حكومة الجنوب حريصة علي خلق أجواء إيجابية وإعطاء حوافز وتسهيلات وضمانات لتشجيع الإستثمار.