عندما تواردت الأنباء عن ترشيح المجلس العسكري الأعلي للسفير محمد العرابي لمنصب وزير خارجية مصر خلفا للوزير نبيل العربي ساد العاملين من وزارة الخارجية الذين يعلمون عن يقين سيرة الرجل واخلاقه وحرفيته وخبرته من التفاؤل والسعادة, فلقد خدم مصر في عدة دول ذات أهمية قصوي مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وأنجلترا والكويت وإسرائيل كنائب للسفير وأخيرا ألمانيا كسفير لمصر لثمانية اعوام متتالية قبل ان يصبح مساعدا لوزير الخارجية للشئون الاقتصادية لوزير الخارجية مؤخرا. لقد كان العرابي وثيق الصلة بمطبخ الخارجية المصرية ملما بتفاصيل كل القضايا والملفات مضطلعا علي جميع الاسرار والخبايا, وكالعادة ظهرت قلة من الأقلام لاتتفق مع المنطق والعلم, تعترض علي ترشيح الرجل لانه خدم في السفارة المصرية في إسرائيل في وقت من الاوقات, اقول لهؤلاء ان خدمته هذه كانت بتكليف من الدولة وليس طوعا منه واختيارا, وقد خضع بالطبع لتدقيق من جهات امنية سيادية إضافة إلي ترشيح من الخارجية المصرية يستند إلي صفتي الوطنية والحرفية, ومجرد ثقة الدولة في قدراته الشخصية والمهنية لمنصب كهذا في دولة كإسرائيل يحمل الكثير من المعاني التي تضع وساما علي صدر الرجل بدلا من ان تجعله موضعا للانتقاد من البعض, ومع علمنا ان إسرائيل هي حجر العثرة في المنطقة وان الصراع العربي الإسرائيلي يعتبر المشكلة الكبري التي تجابهنا فما بالكم برجل عاش وسط المجتمع الإسرائيلي ورصد مناطق الضعف والقوة فيه وتعامل معه عن قرب وتفهم مفاتيحه عن ظهر قلب. أخيرا اريد ان اوجه الشكر والتحية للمجلس العسكري الأعلي علي حسن اختياره واتمني له التوفيق مستقبلا في كل من يختارهم في مناصب الدولة العليا, اوجه تحية واجبة للسفير نبيل العربي علي مجهوداته في الأشهر القليلة الماضية ولكل من سبقوه في هذا المنصب علي مر العصور فكلهم وطنيون بحق اتفقنا معهم أو اختلفنا, مع وجود التنبيه ان السياسة الخارجية المصرية هي سياسة عليا للدولة لاتخضع لميول افراد بعينهم أو لآراء شخصية.