كتب سامح لاشين: بدأت المبادرة الوطنية لتوثيق شهادات التعذيب في عصر مبارك أولي جلسات الاستماع إلي الشهادات الشفوية للذين كانوا قيد الاعتقال, وذلك بمقر نقابة الصحفيين وتحت رعاية لجنة الحريات بالنقابة. ومن المفارقات أن البداية كانت مع قصة سجين مازال رهن الاعتقال حيث تم استعراض وقائع تعذيب محمد الأسواني المعتقل بسجن العقرب منذ31 عاما عندما أصدر السادات قرار اعتقاله, ويعتبر محمد الأسواني أقدم سجين سياسي بالسجون المصرية, وتعود القصة إلي أنه بعد محاولات الاحتجاز أراد الهروب, ولكنه فشل وحكم عليه ب12 سنة سجنا انتهت بالفعل ولكنه مازال قيد الاعتقال. وتقدمت أسرته بشهادات وتقارير طبية من السجن تؤكد أنه قعيد لإصابته بالشلل, بالإضافة إلي أن أسرته تعرضت للاضطهاد والامتهان طوال فترة حكم مبارك. أما الشيخ مجدي سالم الذي أمضي18 عاما في معتقلات مبارك فقد ناشد السلطات بإصدار العفو الشامل علي86 معتقلا في قضايا وأحكام سياسية تم تلفيقها في عهد الرئيس المخلوع. كما أدلي الشيخ نبيل المغربي الي اعتقل في عهد السادات بشهادته أيضا. وقال محمد عبدالقدوس, رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين, إن النظام السابق كان مجرما ففي عام1990 حيث قتل علاء محيي الدين القيادي بالجماعة الإسلامية في وسط الشارع مما أدي إلي تفجير الصدام بين الجماعة والنظام, مشيدا بقرار النائب العام الذي أمر بفتح ملفات التعذيب في عهد مبارك. أما كمال حبيب رئيس حزب السلامة والتنمية تحت التأسيس والقيادي الجهادي, فقد شبه عصر مبارك بالدولة الأموية في ظلمها وعبقريتها, ولذلك تشابهت الأسباب التي أدت إلي سقوطها مع أسباب سقوط نظام مبارك.