نعاقب المتفوقين والعيب فينا استوقفني قرار جديد وغريب, لمجلس جامعة عين شمس, يمنح الطلاب المتفوقين في جميع الكليات, الذين يدرسون في البرامج الجديدة وشعب اللغات, خصما في مصروفات الخدمة التعليمية للفصل الدراسي التالي, لتفوقهم بحيث يحصل الطالب الاول علي خصم نسبة30%, والثاني20%, والثالث10%, بشرط ان يكون الطالب من خريجي المدارس الحكومية. والغريب هنا ليس منح خصم لمتفوق اولضعف النسبة, ولكن من الشرط الذي حدده المجلس بضرورة ان يكون الطالب المتفوق من خريجي المدارس الحكومية, بحيث يعاقب الطالب الذي تخرج في المدارس الخاصة او اللغات او الدولية من هذا الخصم, والله اعلم هل الخريجون في المدارس التجريبية وهي بمصروفات اوغيرها من التابعة للوزارة سيعاقبون ايضا أو لا. والقضية هنا ان مجلس الجامعة نسي او تناسي, ان الطلاب ماداموا قد التحقوا بالجامعة وفقا لقواعد وشروط, انطبقت علي الجميع اصبح الطلاب سواسية, اما النظر علي انهم فقراء او اغنياء فهي مسألة ليس للجامعة دخل فيها, لأن السباق اصبح بين الطلاب النجاح والتفوق, في مواد دراسية وامتحانات تحدد فقط مستويات الطلاب العقلية والاستعابية, بعد مسابقة ليس من بين شروطها ان يكون الطالب فقيرا او غنيا. وتناست الجامعة بسبب الزحام الشديد, واختلاط الاوراق والمسميات انها جامعة حكومية, وان التعليم فيها مجانا بالدستور والقانون, وأن ماتحصل عليه من آلاف الجنيهات من الطلاب, تحت مسميات برامج جديدة وشعب لغات, امامه علامات استفهام كبيرة بل وتعجب. وأري ان علي جميع جامعاتنا من اليوم, ان تراجع نفسها مرة اخري وبالقانون, لأن شعب اللغات اصبح القبول بها من خلال مكتب التنسيق, الذي يجري علي مستوي الدولة من العام الماضي, ولايفرق بين طالب واخر الا بالمجموع فقط والتخصص العلمي, واصبح الطلاب سواسية لاينفع فيها ان تكون هناك شعب بالمجان واخري بالمصروفات. وإن كانت الجامعات الحكومية تحتاج الي ايرادات, فعليها ان' تتشطر علي نفسها' وتبدأ في زيادة انتاجها من الابحاث والدراسات, في المراكز العلمية والوحدات ذات الطابع الخاص, المنتشرة داخلها ومعظمها لاتنتج ومجرد ديكور وتوزيع مناصب, وان تسعي الي الشركات والمصانع والهيئات في القطاعات الانتاجية والخدمية لتفيد نفسها وتفيد المجتمع. وان الشكوي او التعليل المستمر, بأن الدولة غير قادرة علي زيادة الميزانيات اصبح الان غير مستحب, واعرف جيدا ان جميع المسئولين في الجامعات, زاروا معظم الجامعات العالمية التي تبهر الجميع عند زيارتها, ويعرفون جيدا حجم البحوث التي تنتجها وتفيد الصناعة, ويرون بأعينهم الشركات الكبري داخل هذه الجامعات, والسؤال الآن هل لاتحدث لديكم جميعا غيرة مما ترونه امامكم ؟ ولماذا نذهب بعيدا فلننظر الي من بجوارنا هل لديهم يد ورجل زيادة؟. المزيد من أعمدة محمد حبيب