بدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان امس استعدادته لتشكيل حكومته الجديدة بعد فوز حزبه الحاكم في الانتخابات البرلمانية التي جرت في البلاد,. حيث تأتي في صدارة أولويات الحكومة الجديدة مسألة تغيير الدستور الحالي والعمل علي الانتقال من النظام البرلماني إلي الرئاسي أسوة بما هو قائم في الولاياتالمتحدةالأمريكية وقالت مصادر إعلامية تركية انه بحال عدم التوصل لاتفاق مع الأحزاب السياسية حول الدستور الجديد فسيتم التوجه إلي الاستفتاء. بينما أكدت وسائل الاعلام المحلية أن الحكومة رقم61 ستبقي علي احمد داود اوغلو, وزيرا للخارجية والذي فاز في الانتخابات الأخيرة ممثلا لمدينة كونيا وسط الاناضول وعلي باباجان وزيرا للشئون الاقتصادية. ومن المنتظر أن يقوم اردوغان بزيارات خارجية تشمل كلا من قبرص واذربيجان وامريكا والصين. كما وجهت الخارجية التركية الدعوة إلي كافة سفرائها في منطقة الشرق الاوسط اضافة الي سفراء تركيا بكل من واشنطن وباريس ولندن وموسكو لحضور الاجتماع التقييمي برئاسة وزير الخارجية داود اوغلو اليوم في العاصمة أنقرة لمناقشة القضايا المتعلقة بالشرق الاوسط وعلي رأسها التطورات في ليبيا وسوريا. وفي سياق الاهتمام بنتائج الانتخابات ولليوم الثالث علي التوالي, أكد المحللون السياسيون ان الناخب التركي اختار حكومة العدالة والتنمية للمرة الثالثة ليشكل حكومة منفردة ولكنه في نفس الوقت اشترط ضرورة قيام الحزب الحاكم بفتح حوار شامل مع الاحزاب السياسية الاخري لصياغة دستور جديد يعكس كل القوي السياسية والاجتماعية. وتوقع هؤلاء المحللون ان يستمر الحزب في حكم البلاد للسنوات العشر القادمة خاصة مع رغبة اردوغان في أن يكون الرئيس القادم للجمهورية التركية. وعلي صعيد آخر, توالت أمس ردود الفعل الدولية والمحلية المرحبة بفوز حزب اردوغان في الانتخابات البرلمانية, حيث هنأت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل رئيس الوزراء التركي بفوز العدالة والتنمية, وقالت ميركل في برقية تهنئة بعثت بها إلي أردوغان أرسل لك خالص تهنئتي بمناسبة فوزك في الانتخابات البرلمانية الذي يعكس المردود الايجابي لسياستك الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية التي أسهمت في تطوير بلدك والارتقاء بها. وفي غضون ذلك, أعرب بعض الساسة البارزون في التحالف المسيحي الديمقراطي, المنتمية إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قلقهم من اتجاهات السياسة التركية الخارجية خاصة تجاه الاتحاد الاوروبي, مطالبين أردوغان عقب فوزه الواضح في الانتخابات بانتهاج سياسة أكثر تقاربا تجاه الاتحاد الأوروبي في المستقبل. وقال رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الألماني, روبرشت بولنتس, في تصريحات الصحيفة راينيشه بوست الألمانية ان هناك إغراءين بالنسبة لتركيا, هما قومية مبالغ فيها واتجاه إسلامي خاطيء, وقد حان الوقت لمنع ذلك.