تحركت في الساعة السادسة من صباح أمس من السواحل الصومالية الباخرة السويس بعد11 شهرا كاملا من الاختطاف علي ايدي القراصنة في الصومال, في طريقها الي بحر العرب في رحلة تستغرق48 ساعة تصل بعدها الي باب المندب, ثم البحر الأحمر لتصل الي ميناء الأدبية علي خليج السويس خلال اسبوع تقريبا. وعاش البحارة لحظات انسانية لا تنسي بعد ان أعطي القراصنة اشارة البدء للقبطان في تسخين الماكينات والمحركات بعد أن ظل القراصنة لمدة12ساعة كاملة في مراجعة وعد مبلغ الفدية 2,1 مليون دولار وهم علي ظهر السفينة وبعد تقسيم المبلغ وتوزيعه فيما بينهم. ولم تمنع آلاف الأميال التي تفصل بين سواحل الصومال ومدينة السويس تدفق دموع البحار وائل صالح كبير المهندسين عندما سمع صوت طفلتيه حنين وخلود وزوجته حيث انخرطن في البكاء بعد سماع صوته وهو يؤكد لهم نبأ الافراج عن السفينة السويس بعد مرور11 شهرا من الاختطاف, وكانت كلمات ابنته الكبري حنين11 سنة له مؤثرة جدا عندما سمع منها: ياحبيبي يابابا.. خلاص هنشوفك تاني. البحارة المصريون ظلوا طوال هذه الفترة تحت سيطرة القراصنة بعد اختطاف سفينتهم في سبتمبر2010الي ان تم الافراج ومغادرة منطقة بونت لاند شمال الصومال في السادسة من صباح أمس. تقول فريدة زوجة وائل ل الأهرام إنني أجريت به اتصالا في الصباح الباكر وأكد لها أن السفينة علي وشك الابحار وسط فرحة غامرة لطاقم البحارة وهم غير مصدقين. وعندما سألناها عن أول طلب, قالت الاطمئنان علي الابناء والتحدث معهم, ثم اضافت انه يتمني ان يري الفاكهة والمأكولات المصرية بعد حرمانه منها طوال هذه الفترة التي عاشوها في ظروف غاية من القسوة والحرمان. وما بين الافراج عن السفينة ولحظات الوصول التي ستطول ربما لعدة أيام يعيش أهالي البحارة حرارة الشوق والانتظار وأمنيات الرؤية والعناق للعائدين بعد شهور من الغياب. عبدالمجيد مطر رئيس شركة البحر الأحمر للملاحة المالكة للسفينة أكد أن هناك غرفة عمليات تتابعها في عرض البحر سواء عن طريق الاتصالات مع القبطان والبحارة أو المتابعة علي شاشات الكمبيوتر لرصد موقعها في أعالي البحار.