رغم أن النيل يخترقها ويدور حول حدودها كطوق بطول امتدادها إلا أنها تعاني من كوب المياه,وما بين عدم توافره وتلوثه . , يعيش الناس هناك في قرية العضاضية مركز أبو تشت محافظة قنا التي سقطت من حسابات الدولة ومن قبلها من حسابات النواب في رحلة عذاب يوميا من أجل كوب المياه. وكان هذا هو الشغل الشاغل للأهالي خلال رحلة الأهرام داخل القرية. فالرحلة إلي أبو تشت شاقة, ولكن معاناة الناس هناك تكسر حاجز التعب والارهاق, فالكل يتناساها حتي ابناؤها من نواب, وغيرهم ممن هم في مواقع المفترض أنها مرموقة. وظلت العضاضية في انتظار كارثة إنسانية طالت الأيام أم قصرت. داخل فيلته الشهيرة داخل القرية باعتباره أحد أهم رموزها جاءت كلمة المستشار أبو المجد عيسي رئيس محكمة جنايات قنا صادمة عن مشكلة المياه بالقرية عندما اصطحبنا ليرينا طلمبة حبشية, أكد أنها مصدر المياه الوحيد بالنسبة له, وأن تلوث مياه الشرب يهدد بكارثة إنسانية قريبا أو بعيدا, وفي أي محطة للقرية كلها التي يتجاوز عدد سكانها5 آلاف نسمة. ويستطرد المستشار أبو المجد عيسي حديثه قائلا إن مياه الشرب تتلوث, من مصدرها, حيث تختلط مياه الصرف الزراعي مع مجري النهر, ولا يخفي علي أحد أن عربات الصرف الصحي تقوم بصرف ما نكسحه داخل مجري مائي يختلط بالنيل في مقابل مرشح المياه الرئيسي, وفي ذات الوقت نجد أن العمارات السكنية بالقرية محاطة بمياه المجاري, وعندما تعمل مواتير السحب الارتوازي بمرشح المياه أو خزان المياه تختفي مياه المجاري, مما يعني أنها تختلط مع مياه الشرب الارتوازية. ويتساءل المستشار أبو المجد عيسي رئيس محكمة الجنايات متي تصل الثورة إلي مسئولي مياه الشرب, والمجلس القروي والمركز حتي يستطيع الناس الحصول علي كوب مياه نقي وهو أبسط الحقوق. وداخل العضاضية يسقط الجميع مشكلاتهم علي أصحاب النفوذ أو اعضاء مجلسي الشعب والشوري الذين تركوهم بمجرد جلوسهم علي مقعد الشعب, وما أكثرها( الوعود الزائفة) التي تصور نصف القرية قبل الانتخابات بالقرية الذكية, وما أن يصل المرشح إلي المقعد حتي تزداد آلامها عما ذي قبل. محمد عمر جلال أحد أبناء القرية قال إنه وسط هذه الحياة البائسة اضطر للسفر للخارج, ومنذ أن سافر حتي عاد ازدادت أحوال القرية سوءا خاصة مياه الشرب واصطحبنا ليرينا باعينيا مجري الصرف الزراعي, ونقطة التقائه بالنيل, وكيف يصل التلوث إلي مجري النهر, بلا رادع أو رقيب واختلاط مياه الصرف الصحي التي تلقي بها سيارات الكسح ليلا مع مياه الشرب أمام مرشح المياه. وأمام مرشح مياه شرب العضاضية التف أهالي القرية حول مندوب الأهرام وصرخ سيد علام عبد الشافي وأسعد عبد الصمد طه بصوتيهما الجهوري أين الدولة مما يحدث معنا نحن نعاني من عدم وجود كوب مياه ومواتير المرشح تتعطل باستمرار والمياه مالحة, وذات روائح في كثير من الاحيان.60وحدة سكنية, ويشير إليها بحرقة تحاصرها مياه المجاري طيلة17 عاما, وهي تلاصق مرشح المياه عندما تري المجاري جفت أعلم بأن المرشح قام بسحبها مع المياه الارتوازي مع إغلاق مأخذ النيل, والذي يسحب هو الآخر من المياه المختلطة بالصرف الزراعي ومخلفات سيارات الكسح, وهو ما يؤكد أن الكارثة تدق الأبواب. داخل العضاضية ما بين لحظة وأخري من الممكن أن تحدث مجزرة بين أهالي القرية, وذلك بسبب اختفاء اسطوانات البوتاجاز, كما يقول محمد جلال والذي يؤكد أن مستودع البوتاجاز تصله كمية لا بأس بها, ولكن تلك الكمية تختفي بلا رقيب, وأصبح عشرات الأهالي يعودون إلي الكوانين والافران البلدية بسبب النفوذ وأصحاب المستودع خاصة العاملين فيه. قبيل انتهاء جولتنا داخل العضاضية, وداخل سوق القرية اضطر شبابها إلي فرض عوارض ملعب كرة حتي يمارسوا هوايتهم في كرة القدم بعد ما تبخرت أحلامهم في توافر ملعب, كما ذهبت من قبل أحلام أهليهم في توافر كوب مياه نقي أو تطوير ورصف القرية, وما بين الصراع علي مقعد البرلمان والوعود الزائفة جلس أهالي العضاضية علي حافة النهر يندبون حظهم تارة وينتظرون الفرج تارة أخري لتتركهم الأهرام وهم علي مشارف كارثة, ربما لن تمر دون خسائر في حال عدم الالتفات إليها.