تجددت الإشتباكات العنيفة فجر أمس في محيط مستشفي الثورة في تعز التي تبعد عن جنوب العاصمة بنحو260 كيلومترا بين قوات تابعة للحرس الجمهوري ومسلحين قبليين يدعمون شباب الثورة المعتصمين في ساحة الحرية. وأفاد شهود عيان أن دوي انفجار عنيف هز المنطقة وسط إطلاق نار كثيف بعد تجمع العديد من الآليات العسكرية والمدرعات أمام مدرسة الشعب وفي منطقة زيد الموشكي وحي الروضة تم استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بعد أن انسحبت من هناك قبل حوالي أسبوعين, كما سقطت قذائف مدفعية علي حي بنك التسليف الزراعي. وأوضحت مصادر محلية أن الإشتباكات تجددت بعد فشل الوساطة بين شيوخ قبائل تعز ومدير الأمن بالمحافظة العميد عبد الله قيران والتي كانت تسعي إلي سحب القوات من المناطق القريبة من ساحات الاعتصام. من جانبها قالت السلطة المحلية في تعز إن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط أربعة عناصر مسلحة أثناء محاولتهم الاعتداء علي أطقم وأفراد الأمن في منطقة الشماسي. وذكر مصدر أمني أن الأجهزة الأمنية مازالت تتعقب بقية العناصر التي تورطت بنهب بعض الممتلكات العامة والخاصة خلال الأيام الماضية, بالإضافة إلي توالي التحقيق وجمع المعلومات بالتنسيق مع الأجهزة القضائية لإعداد ملفات لكل القضايا التي ارتكبها الخارجون عن النظام والقانون بحق المواطنين والممتلكات العامة. وعلي صعيد آخر وصلت أمس إلي صنعاء بعثة من المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لتقييم أوضاع حقوق الانسان في اليمن وذلك في أعقاب أعمال العنف التي حصلت منذ عدة أشهر. وقالت مصادر حقوقية إن مهمة البعثة هو تقصي الحقائق حول الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن بحق المتظاهرين السلميين في مختلف محافظات اليمن ورفع توصياتها للأمين العام للأمم المتحدة. وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قد أعلنت منتصف مايو الماضي أنها حصلت علي موافقة السلطات اليمنية لإرسال بعثة لتقييم أعمال العنف التي تخللت التظاهرات الأخيرة ضد النظام في اليمن. وأعربت مفوضة حقوق الانسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي عن قلقها إزاء ما قالت انه استخدام غير متناسب للقوة من جانب سلطات البلاد ضد متظاهرين سلميين. وعلي الصعيد السياسي أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في رسالة وجهتها إلي نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أهمية إستئناف الحوار بين القوي السياسية اليمنية بما يسهم في الانتقال السلس للسلطة بصورة منظمة ودستورية وبما يتماشي مع المبادرة الخليجية والعمل لما فيه مصلحة الشعب اليمني. ونفي مصدر مسئول في الرئاسة صحة الأنباء التي روجت لها بعض وسائل الإعلام حول صحة الرئيس علي عبدالله صالح, مشيرا إلي أن صالح في تحسن مستمر وبصحة جيدة وانه قد التقي أمس بوزير الصحة الدكتور عبدالكريم راصع في الجناح الملكي المخصص له بالمستشفي في الرياض. ونفت مصادر أخري أنباء عن تدهور صحة رئيس مجلس الوزراء علي محمد مجور ورئيس مجلس الشوري عبد العزيز عبد الغني, مؤكدة أنهما يتلقيان العلاج في السعودية وصحتهما في تحسن مستمر. وفي هذه الأثناء أكد العميد يحيي محمد عبد الله صالح رئيس اركان الأمن المركزي ونجل شقيق الرئيس اليمني إن صالح سيعود لممارسة مهامه كرئيس للجمهورية, وإن هناك استعدادات شعبية لاستقباله. وأضاف في تصريحات أمس ان القرار بيد صالح لتحديد الموقف من المبادرة الخليجية بعد عودته, مشيرا إلي أن الأمر بيد الشعب وفقا للدستور والشعب اليمني لا يقبل إملاءات من الخارج. وقال أيضا إن اليمن دولة مؤسسات وأن الدولة متماسكة وكل العاملين في الدولة ملتزمون بالقانون والدستور. وجدد العميد يحيي صالح التأكيد علي ضرورة الانتقال السلمي للسلطة حتي لا يكون هناك أي فوضي, مشيرا إلي دعوة الرئيس اليمني إلي إجراء انتخابات تحت مراقبة محلية ودولية.